الموضوع: دمعة يتيم
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2014, 08:35 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حنين الفريدي

الصورة الرمزية حنين الفريدي

إحصائية العضو








حنين الفريدي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دمعة يتيم

اليتيم هو من مات أبوه قبل البلوغ (قبل مجاوزة الثامنة عشر كما ذكر الفقهاء) أو كان لقيطاً (مجهول الأبوين) أو كان مفقود الأب ، أو مجهول إقامة الأب ، وذلك إذا لم يكن لأحد من هؤلاء دخل أو مال يسد حاجته ، ولم يكن له عائل ملزم شرعاً بإعالته،وقد جعل الإسلام بر اليتيم وحسن تربيته والقيام على شؤونه من معالم الإيمان الكامل، وبوأ فاعل ذلك مكانة عالية في جنات النعيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا- أي متجاورين- وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى" (رواه البخاري). فمنزلة كافل اليتيم منزلة عالية وهو في مقام رفيع في جنة عرضها السماوات والأرض.
تعد كفالة اليتيم من باب الإحسان إليه في وقت يحتاج فيه إلى الرعاية بعد فقد والديه أو أحدهما. وهي في نفس الوقت إحسان إلى الأمة التي يوجد فيها باعتبارها مسئولة عن أحد أفرادها عندما يكون في حاجة إلى الرعاية كما هو حال اليتيم، فمن كفل واحداً أو أكثر منهم فقد حمل عنها ما يبج عليها أن تحمله فهو بالتالي قد أحسن إليها فكفالة اليتيم إذاً برٌّ وإحسان أمر الله به من يقدر عليه من عباده ضمن عموم قوله تعالى: {...وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (البقرة: 195). وقد أكد الله على رعاية اليتيم والإحسان إليه في عدد من الآيات في كتابه العزيز فأمر بإيتاء ماله أي إعطائه من ماله ما يطعمه ويكسوه، وينفق عليه إذا كان لا يزال في الولاية، ومن ثم تسليم ماله إليه بعد بلوغه ورشده عملاً بقول الله تعالى: {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} (النساء: 2). وأمر الله بالتحرز من حقوق اليتيم في حال العجز عن الوفاء بها فقال في الآية التالية للآية الأولى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء...} (النساء: 3). وهذا نهي لمن كان في ولايته يتيمة فأراد أن يتزوجها فأمر أن لا يبخسها حقها في المهر أو غيره، وألا تكون رغبته في الزواج منها لقصد الاستيلاء على مالها، أو نحو ذلك مما يكون له فيه منفعة دونها. كما أمر الله بالعطف على اليتيم والرأفة به، والإحسان إليه في قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} (الضحى: 9). وهذا النهي شامل لكل ما فيه ظلم له أو إساءة إليه كما أنه شامل من وجه آخر للأمر بالإحسان إليه. وفي السنة أحاديث كثيرة تدلّ على وجوب الإحسان إلى اليتيم ورعايته والعطف عليه، فعن مالك بن الحرث رضي الله عنه قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "من ضم يتيماً بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة البتة"(أخرجه أحمد في المسند ج4 ص 344). وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً شكا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قسوة قلبه فقال له عليه الصلاة والسلام: "إن أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم"(مسند الإمام أحمد ج2 ص 262). وينبني على هذا أن في كفالة اليتيم والإحسان إليه أجراً كبيراً لفاعله، وأن الله سبحانه لا يضيع عملاً عمله عبده يبتغي فيه الثواب والأجر منه.
كما أن كفالة اليتيم لا تقتصر على النواحي الغذائية فقط، بل يتسع معناها ليشمل احتضانه وتعليمه والاهتمام بصحته وإعداده نفسياً وتربوياً لمواجهة المستقبل، والأخذ بيده نحو الفضيلة، وتقوية روحه وعقله، وزرع الأمل في نفسه، ومعاملته بصدق وإخلاص، والحرص على مستقبله وسلوكه، كما يكون حرص الأب على مستقبل أبنائه وسلوكهم.
---

سلمت يمناك استاذة نور

جل شكري لسموك







آخر مواضيعي 0 الأعتذار صفاء للقلوووب
0 سمكة الراس الاصفر.
0 آآهـ .. .. وْآآهـ .. ..
0 انواع الأدب
0 السموحة
رد مع اقتباس