عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2011, 01:27 AM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم


الموضع الثالث :
فى هذا الموطن نؤكد أن نوعا من الفراسة غير خاص بالصالحين حيث يحكيها لنا القران الكريم فى هذه المرة على لسان من لا علاقة له بالتقوى وهذا لم يمنعهم من ممارسة الفراسة ،ليثبتوا لنا أن الفراسة منها ما يتوصل إليه بالأسباب .
لما دخل سيدنا يوسف السجن يروى لنا القرآن أنه دخل معه السجن فتيان هذان الفتيان تفرسا فى يوسف الصلاح لما ظهرت عليه من أماراته فهم وإن لم يمارسا الصلاح لكن عندهما قيمه ومعياره .
وهذا أمر له دلالته هو أن الذى يأتى بالمعصية قد يكون لديه معيار للصلاح لكنه حُرم ممارسته لذا نجد العاصى تصيبه حالة من الندم والخزى فور إتيانه بالمعصية صاحبا يوسف رأيا فى منامهما رؤيا أزعجتهما :
الأول :رأى وكأنه يعصر خمرا .
والثانى:رأى أنه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه.
ومن خلال معاشرتهما ليوسف فى السجن ولما رأوا منه من كريم الخصال والسجايا قالا ما حكاه القرآن الكريم عنهما"نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين " .
يقول ابن عاشور فى تفسيره ابن القيم"وهذان الفتيان هما ساقي الملك، وخبازه غضب عليهما الملك فأمر بسجنهما . قيل : اتهما بتسميم الملك في الشراب والطعام".
وهذان الفتيان توسما من يوسف عليه السلام كمال العقل والفهم فظنا أنه يحسن تعبير الرؤيا ولم يكونا علما منه ذلك من قبل وقد صادفا الصواب ولذلك قالا " إنا نراك من المحسنين " أى المحسنين التعبير أو المحسنين الفهم والإحسان : الإتقان ، يقال : هو لا يحسن القراءة أي لا يتقنها . ومن عادة المساجين حكاية المرائي التي يرونها لفقدانهم الأخبار التي هي وسائل المحادثة والمحاورة ولأنهم يتفاءلون بما عسى أن يبشرهم بالخلاص في المستقبل ، وكان علم تعبير الرؤيا من العلوم التي يشتغل بها كهنة المصريين كما دل عليه قوله تعالى حكاية عن ملك مصر" أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون " التحرير والتنوير 1/2184
ولعلك لاحظت ما عبر به ابن عاشور من أنهما توسما فى يوسف الصلاح ومن ثم القدرة على تعبير الأحلام .
أما الإمام الألوسى فيقول فى هذا المقام :" أنهما لما رأيا يوسف هان عليهما أمر السجن لما وقع في قلوبهما من محبته "وهوى كل نفس حيث حبيبها" ، أخرج غير واحد عن ابن إسحق أنهما لما رأياه قالا له : يا فتى لقد والله أحببناك حين رأيناك فقال لهما عليه السلام : أنشدكما الله تعالى أن لا تحباني ، فوالله ما أحبني أحد قط إلا دخل على من حبه بلاء لقد أحبتني عمتي فدخل علي من حبها بلاء ثم أحبني أبي فدخل علي من حبه بلاء ثم أحبتني زوجة صاحبي هذا فدخل علي بحبها إياي بلاء فلا تحباني بارك الله تعالى فيكما فأبيا إلا حبه"روح المعانى 12/238

</B>









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس