هذا هو الموضوع....... المُهِم أَنْ تَفْهَم
يا إنسان
أصلك من مَنِيّ مُنْعَقِد تِسْعَة أشهر بحسب الغالب بعدها تخرج من بطن أمك
إلى الدنيا
يفرح الناس ويضحكون...حيث بكيت أنت
رضاع ثم فطام ...وءالام تتلوها ءالام...أسنانك..مشيتك
أحرفك الأولى...كلمتك الأولى....أكلتكَ الأولى
حضانة ثم مدرسة ثم جامعة أو معهد أو حرفة ....
ليس هذا الموضوع .....في نهاية الكلام ستعرف
ومع تقدم العمر تكتشف شهواتك ...
تثور الشهوات......شهوات النفس .....والتي أكثرها مُحَرَّم
من تَكَبَّرَ وبَطَشَ وأَحَبَّ المَال والسّلطة والحسد وغير ذلك...
ليس هذا الموضوع .....في نهاية الكلام ستعرف
وقد تطلب الزواج....فإذا حاجةٌ للمال أكبرْ...
ثم زحمة وضجيج... والعرق يتصبب منك...السترة ضيقة قليلا
تـُقرع الطبول..... ليست طبول المعركة بل طبولُ الفرح....
والأنظار إليك......
يفرح الناس ويضحكون.....حيث ترتبك أنت
ويا لهذه الدنيا .......اللـــه
بعد تسعة أشهر وربما أكثر ...وربما لا...
ليس هذا الموضوع .....في نهاية الكلام ستعرف
يخرج ولدك الذي أصله أيضا من مَنِيّ مُنْعَقِد....
تفرح ويفرح الناس ويضحكون.......حيث ولدك يبكي
تربيته ، والنفقة عليه ، وصرف الوقت في العمل
ترجع عند السابعة مساءً تعباً تطلب الطعام.... تأكل ...طبعا فأنت جائع
يعجبك الطعام الذي صنعته زوجتك ...
فتفرح أنت .....حيث تتعب الزوجة
بين العمل في المنزل وتربية الولد والاهتمام بك ..
سنوات تمر ...وتسعة أشهر تليها تسعة أخرى...كثر الأولاد ... زاد المصروف
تقدمتَ في السن ....
تراهم أمامك فتفرح أنت.....حيث تمتزج الهموم مع هذا الفرح
قد تقول: إذا أنا مت من يصرف عليهم..من يطعمهم...من يحميهم!!!!!!
وفجــــــأة
تتسارع دقات القلب....يتصبب منك العرق ... يشبه ذاك يوم عرسك
لكنه عند رؤية ذاك الذي لا يمتنع منه كل جبار عنيد ولا كل شيطان مريد
سيّدنا عزرائيل عليه السلام...
فتشخص الأبصار....
وتُقْـبَضُ الروح .. وهم يبكون
ثم المُغتسلُ ثم الكفن.... وطبعاً هم يبكون
ثم النعشُ محمولاً على الأكتافِ من أحب الناس إليك أو لا ..
ليس هذا الموضوع .....في نهاية الكلام ستعرف
ثم صلاة الجِنازة، بأركانها وشروطها ...... يكبرون أربع تكبيرات... ثم السّلام
وتُحملُ بعد ذلك إلى الدفن، النساء يرونك من فوق من شرفة المنزل ..
والرجال يمشون وهم يحملون جسدك وربما يضعونك في السيارة....أقل تعب طبعاً
هي ساعاتٌ أو دقائقُ تمضي على كلّ واحدٍ منا ثم ينتهي بهِ الأمرُ إلى القبر،
تراهم يبكون....ولكن لا أحد منهم يعرف أفرحٌ أنت أم باك؟؟؟؟...
الله أعلم
علينا بتحسين الظن......المهم ....
وضعوك تحت الأرض وغطاك التراب وتولى عنك الأهل والأصحاب...حتى أولئك الذين كانوا في عرسك يهنِّئون.
إلا العمل الصالح... يبقى رفيقاً لك حيث يتخلفُ الأهل والمالُ والأصدقاء والولد.
هناك ينتبه الانسان ، ويعرف قدر الحسنات
الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا هكذا قال عليّ المرتضى رضي الله عنه
هناك بيت الدود والهوام ، هناك......
هناك يبلى جسدك يا إنسان إلا ما شاء الله
هناك تتمنى لو ازدتّ من الحسنات
هناك تتمنى لو أنك غرفت أكثر وأكثر من الخيرات
هناك......
إمَّا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران
عرفت الآن ماذا أردت أن أقول ؟؟؟؟
هذا هو الموضوع....... المهم أن تفهم
اللهمّ لا تجعل الدنيا أكبر هَمِّنَا ، وَزَهِّدْنَا فِيها يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمين يا أكْرَمَ الأكْرَمين