الموطن الثانى:
" قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ " القصص26
خرج موسى عليه السلام من مصر خائفا يترقب بعد أن وكز الرجل المصرى فقتله وقال ما حكاه عنه القران الكريم"فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجنى من القوم الظالمين "القصص21 بعدها توجه موسى بقدَر الله إلى "مدين " وهى بأطراف الجزيرة العربية ، وعندما وصل إليها وجد جماعة من الناس يسقون ماشيتهم وأنعامهم ، وكان زحاما وعندما أرسل نظره هنا وهناك وجد على جانب من هذا الزحام امرأتين تزودان ، يعنى تمنعان أنعامهما عن الماء فلما رأى منهما هذا الفعل سألهما ما خطبكما ؟
فأجابتا إجابة مختصرة ومفيدة لا تطمع فيهما أحدا من غير خضوع فى القول قالتا: لا نسقى حتى يصدر الرعاء" فهى إجابة تنم عن حسن تربية وأرادتا أن تقطع سبيل الكلام مع موسى حتى لا يماطل فى الكلام معهما فقالتا : وأبونا شيخ كبير.
ولما علم موسى منهما حسن أخلاقهما وتحريهما الأخلاق الحسنة قابل كلامهما بمعروف فسقى لهما ثم تولى إلى الظل وقال متأدبا فى الطلب من الله تعالى :"رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير "
وتسير القصة فى مسارها الذى قدره الله ، وما هى إلا فترة وجيزة حتى جاءته إحداهما ، تتجمل بالحياء إما فى مشيتها إذا قرأنا "تمشى على استحياء "وأما فى كلامها معه إذا قرأنا "على استحياء قالت …."ولا يبعد أن يكون الحياء منها فى المشى والكلام معا فهى بنت شعيب .
قالت له أن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ، فتوسم موسى خيرا وعلم أن الله قد استجاب دعوته فلما حضر أمام شعيب وقص موسى قصته على شعيب قوى من أزره وعضد من عزيمته وقال له"لا تخف نجوت من القوم الظالمين "
</B>