عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2011, 01:20 AM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم


نكتفى بما ذكرناه تفصيلا ونورد بعضها إجمالا فيما يلى :
الموضع الأول :
ما كان على يد هارون عليه السلام عندما استخلفه موسى على قومه لما ذهب لميقات ربه وكان هذا كله عقيب أن نجى الله موسى وقومه من فرعون وملئه فى هذه الفترة خرج لهم موسى السامرى صاحب الفتنة العظيمة وجمع منهم حليهم وشكله على هيئة عجل ، ثم نثر عليه من تراب فرس جبريل الذى احتفظ به فأحدث صوتا كخوار العجل ، وهنا تفرس هارون أنهم افتتنوا بهذا الصنيع ، وكان كلامه وتصرفه معهم على أساس هذا التفرس ، فعلى الفور وقبل أن يصدر منهم قول أو فعل ، قال ما حكاه عنه القران الكريم :" يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي "طه 9.
فهذه فراسة من هارون عليه السلام ،تفرس من قوم موسى أنهم افتتنوا بفعل السامرى لهم وهذا منه قبل أن يأتوا بصورة من صور الافتتان ، وحتى قبل أن يقول لهم السامرى "هذا إلهكم وإله موسى "
وهذا ما حكاه الإمام الألوسى فى تفسيره :"وقيل :من قبل قول السامرى هذا إلهكم وإله موسى ،كأنه عليه السلام أول ما أبصره حين طلع من الحفيرة تفرس فيهم الافتتان فسارع إلى تحذيرهم ........."روح المعانى 16/249
الموضع الثانى :
ما جاء على لسان الملائكة الذين جاءوا لسيدنا إبراهيم عليه السلام ،واستقبلهم إبراهيم بالكرم ، وهو أبو الضيفان كما يسمى ، جاءهم بعجل حنيذ فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس فى نفسه خيفة وداخله الريب والشك من أمرهم .
وعلى الفور تفرس الملائكة هذه الحالة من إبراهيم فأجابوه بما يهدئ من روعه ويشفى غليله فقالوا :" قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ "هود 7
هنا هدأ روع سيدنا إبر هيم وتجاوب معهم وزالت منه حالة الخوف والريب ، وكان له منهم بشرى جليلة طالما طلبها إبراهيم وانتظرها من ربه وهى البشارة بالولد عند بلوغه إلى سن متقدمة لكنه عطاء الله ولا حرج على فضل الله " مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا " فاطر 2
ويوضح الإمام الألوسى أن الملائكة إنما أجابت بهذه الإجابة السريعة والتى تهدأ من روع إبراهيم عليه السلام وذلك حين رأوا أثر الخوف وتفرسوا ذلك منه ....... الألوسى 12/95
والشوكانى أيضا يؤكد هذا الكلام بقوله فى تفسيره :"قالوا لا تخف "
قالوا له هذه المقالة مع أنه لم يتكلم بما يدل على الخوف بل أوجس ذلك فى نفسه فلعلهم استدلوا على خوفه بأمارات كظهور أثره على وجهه ،أو قالوه له بعد ما قال عقب ما أوجس فى نفسه من الخيفة قولا يدل على الخوف كما فى قوله فى سورة الحجرات "قال إنا منكم وجلون فتح القدير 2/736
وكذا علل الزمخشرى قولهم بقوله "وإنما قالوا لا تخف لأنهم رأوا أثر الخوف والتغير فى وجهه..." الكشاف 1/553
وهكذا تفهم الفراسة هنا استنباطا من فعل الملائكة ولا نريد أن نتوسع فى هذا المجال من استنباط حالات الفراسة فى القران الكريم قولا وفعلا لأن هذا أمر من الصعوبة بمكان وقد يقتضى التكلف ويتهم فى النهاية بالخروج عن صلب الموضوع ونحن لا يهمنا استقراء جميع المواطن تفصيلا بقدر ما يهمنا الإشارة إلى بعض النماذج التى نثبت من خلالها أن القران الكريم لم يتجاهل موضوع الفراسة بل حكاها على لسان قائليها بأمانة ودقة .


</B>








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس