عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2008, 09:21 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: رحلتى الى البحر

حكايا البحر..
(2)

أكمل حكايتي معكَ يا بحر, يا أنا..! هكذا بين الفواصل أجدُ نفسي أتوق لاحتضان بعضكَ والبكاءِ على بعضكَ الآخر, في تلك الليلة التي قضيتها معكَ إلى أن باشر أذان الصّبح بالتسلل إلى الأذنِ ليمنحها نشوةً وفرحةً وإذعاناً لتلكَ الكلمات الّتي تقرُّ بوحدانية الله وبقائه وأنّه المستحقّ للعبادة والمحبّة على الدّوام..!
كان هناك كثيراً من التفكير والتأمّل, أوّل ما بدأت أتخيّل ووقع نظري على ذلك البحرِ, تذكّرت اسمه وربطتهُ فوراً بـِ "بحور الشِّعر" الّتي وضعها الخليل الفراهيدي, فقلتُ: يا الله ما أبدعكم أيُّها العربُ ولو في سالفِ الزّمن, لقد جئتم بالتشبيه الصحيح في المكان الصحيح, نعم إنَّ الشِّعر وأوزانه هو بحرٍ لا ينتهي, ومتعة من عرف كيف يدريها لعاش في سعادة وجمال, وبما أنني صاحبة الأنهار والشلالات المنحدرة لا البِحار المستوية والجليلة فأنني أتوقُ لتلكَ اللحظة التي يرسمُ بها الشاعر قصيدته على البحر الكامل مثلاً وينتشي بتفاعيله اللامكسورة, هنا أخذني التشبيه إلى جعل الأمواج هي القوافي واضطراب البحر هو موسيقا البيت, والشِّعر كُلّه هو البحر ومنه كان وإليه يعود, إنّهما الكائنان اللذان لا يفترقان أبداً, لطالما رافق البحر الشُّعراء وكان صاحبهم, أكثر ما يعجبني في مناجاة البحر هو مغازلته تارةً والشكوى له والنجوى, حسب الحالة الّتي يعيشها الشخص المتواجدُ معه, ايه يا بحر ماذا تفعلُ بالأنام, أنني أتساءل هل قواربكَ تحمل شيئاً من أحلامهم ورواءهم فتقوم ببعض العبث فإن كنت تحبُّ صاحب الحلمِ أوصلت حلمه إلى مرفأ الأمان والطمأنينة والجمال, وإن كنتَ تكن له شيئاً من الغضب أو الجنون قمتَ بقذف أحلامه في يمِّ الغربة والجنون والألم, أيُّها البحر هل تكنُ شيئاً لي مثلاً, حتى لكأنني رأيتك في ذلك اليوم تقتلع أحلامي من صدري وتلصقه في جنون موجك وتبعثر مساءاتكَ..! أصدقني الخبر أيُّها البحر ما تحمل وراءك, وأيُّ الأسرار تكمن فيكَ, ليس كلامي عنكَ سيزيد شيئاً من أقوال الشعراء والكُتاب والمحبّين لكَ, سوى أنني أرى فيكَ أنّكَ سيّد التناقض والجمال, إنّك المضطرب الثائر, صاحب العنفوان, أبديّ الجمال, رائعة الطلعة, ولكن تذكّر دوماً أنّ زرقتكَ تكتسبها من السّماء وأنّ لونكَ يأتي من ألوان ما حولك, شفافيتكَ تفضحكَ, وتشي بعشقكِ لحورياتِ البحر, أولاء اللائي يلمسنَ بأطراف أصابعهنَّ مياهك الباردة, فينتشين على وقع برودتكَ يكتسبنَ منكَ رجولة العشقِ واندفاع الحبِّ, ياه أيُّها البحر ماذا أحكي لكَ وأنتَ تدري بحكاياي وتعرف أوجاعي ومياه البردِ المقيمة داخلي, يا تُرى كيف لي أن أعيش بكَ, وأنتمي إليكَ ألماً وأملاً في لحظة هدوء واستقرار, هكذا أنتَ أيُّها البحر كـ قباطنة البحار يودّعون نسائهم على أملِ اللاعودة وأنا أودّعك وأهديك العشق على أملِ أن تحبّني وتهديني وفاءً ما..! ولكنك تكرهني, وتقذفني نحو البعيد, شطآنك لا مرسى لها ولا حتّى رمل, هل يعقل أن تكون معّذب يا بحر, ولكنك تأبي عبوديتك فتنتقل وتهيجُ وتضطرب معبِّراً عن أحاسيسكَ مهما كانت النتائج,قصتي معكَ لا فهم لها, كما أكون دائماً أنا, غير مفهومة مثلكَ غامضة وفي كثير من الأحيان غبيّة وهذا الفارق بيننا, أنتَ ذكي وأنا غبيّة..! ذكيٌّ بأنّك تستطيع جذب الكُلِّ لكَ وإيقاعهم بسطوتك الأجمل ومن ثمّ تقوم بإغراقهم دون أدنى حزنٍ أو ألم, أمّا أنا فهي من تغرق وتموت وتتعلق بأوهام الغيوم والمطر, أتدري ما أقوله لكَ, أم أنني أحادث صخراً فيكَ وقلباً لا يعي سوى جنونه..!
يـتّـ ـبعُ..!







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس