الموضوع: أين نفسي مني؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2009, 10:21 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي أين نفسي مني؟!





أين نفسي مني؟!



سألت عقلي عن نفسي: ما معناها؟!
سؤال شغل عقلي وقلبي، وأرهقني العوم في أمواج حيرتي...
كم بحثت عن السراب بين السواقي والسهوب.. وجدت اسمها جوهرا روحانيا قائما بذاته.. غير منطبعة في جسدي...
سرت بين الجداول والتلال.. وجدتها جوهرا واحدا منطبعا في هيكلي...
تجولت بين الوديان والهضاب.. رمقت وجودها مرتبط بوجود الفكر...
وقفت بين المستنقعات والحفر.. تصورت لي حديثة...
ركضت بين الآبار والأنجاد.. بدت لي بسيطة، أزلية.. تحمل خطيئة آدم الوراثية...
مشيت بين الغدير والرمال.. رأيتها قائمة بالذات الإلهية.. ولا تموت البتة...
نظرت بين السحاب والضباب.. اختلطت الرؤية بينها وبين الروح.. في السحاب تبدو الروح من الغيبيات.. وفي الضباب عرضا... أما النفس شيء آخر...
استرحت بين الأنهار والمزارع.. أبصرت الروح ريحا يتردد في مفارق ذاتي.. وحين حققت.. صارت جوهرا وعرضا...
سرحت بين البحيرات والحقول.. ظهرت لي الروح نورا روحانية... وبالتالي: الروح لاهوتية، والنفس ناسوتية...
سبحت بين البحر والأرخبيل.. شاهدت نفسي صورتي.. والهوى، الشهوات، البلاء.. الفجور، التقوى أشياء مكتنزة ومكثفة فيها...
تأملت بين الشلالات والجبال.. اكتشفت حيرة من صوروا لي نفسي بشتى الصور.. فلم يتوصلوا لتحديد العلاقة بين نفسي وجسمي...
وبعد سنوات من الصفحات.. ختموا كأسهم بخمرة النفس.. ولما ثملت ظنوها أنها هي الإنسان والجسد...
فما زادوني إلا سكرا وتخديرا؛ وازدادت حيرتي وهاجت أمواجي وبدا لي عومي عبثا لإدراك شط نفسي...

لم يهدأ لي بال.. عدت لسؤلي:
- إن كنت أنا جسدا، ونفسا؛ فأين روحي تسري؟!
- إن كنت أنا جسدا، ونفسا، وروحا؛ فما العلاقة بينهم؟!
- وإن كنت أنا جسدا، ونفسا، وروحا، وقلبا، وعقلا، وبصرا، وسمعا، ونطقا؛ فمن أنا؟!

مما لا شك فيه أنني مركب من مركب وبسيط:
* المركب: هو هيكلي المتكون من مواد الأرض.. بمعادلة حسابية تخص فقط المواد الثمينة حسب المقادير بكلفة العملة.. هيكل الإنسان يفوق أربعة ملايير دولار...
* البسيطة: هنا تكمن حيرتي، ويكثر سؤلي...
قيل لي:«أنت جرم صغير وانطوى فيك العالم الأكبر».
لقد حرت في تركيبتي! العالم الأكبر مكثف ومصغر في تركيبتي؟! العالم الأكبر يحتوي على سبع سماوات، ومثلهن أراضي وبحار...
ما كان علي سوى القيام بتحليل تركيبتي بين المركب، والبسيط.. فوجدت:
* المركب (سبع أراضي): 1- الجلد، 2- الأيدي، 3- الأرجل، 4- البطن، 5- الفرج، 6- اللسان، 7- العنق.
* سبع بحار: 1- الدم، 2- البلازما، 3- المني، 4- الريق، 5- الدمع، 6- البول، 7- الماء.
* البسيط (سبع سماوات): 1- النفس، 2- الروح، 3- القلب، 4- العقل، 5- البصر، 6- السمع، 7- النطق.
هناك سبع طبقات في الجو من أجل استمرارية الحياة... فأين سبع طبقاتي الجوية...؟!
* الطبقات الجوية السبعة: 1- الأكسجين، 2- الماء، 3- الأكل، 4- النوم، 5- إخراج الفضلات، 6- العبادة، 7- التناسل.
رغم كل هذا كان لابد من الولوج إلى مختبر ذاكرتي لأجري بعض التجارب فيما حيرني:
1- النفس: لنفرض أن النفس هوت شيئا ما؟
2- العقل: يطرح السؤال: هل هذا الشيء حلالا، أم حراما...؟
3- القلب: هو الحكم الذي يفقه الأمور: واحد من الاثنين... حصيلة الصدر...
4- البصر: يذكر العقل على أنه رأى مثل هذا... ويشهد علي يوم القيامة بالحق...
5- السمع: يذكر العقل على أنه سمع في مثل هذا الشيء... وهو كذلك من الشاهدين...
6- النطق: كان سرا أو جهرا هو الذي يقرر ماذا يختار... عليه رقيب عتيد...
7- الروح: لابد لقوة تحرك كل هذه القوى.. إذا هي الروح...
أما ما قمت به في المختبر بالنسبة لسبعة أراضي فقد أعطت التحاليل ما يلي:
1- الجلد: أرض الشعور، والإحساس.. يرسل إلى عقلي الإشارة فيحللها ويخبرني بنوعية الإحساس، أو الشعور... وخلاياه تسجل كل ما شعر به، وأحس به.. ويشهد علي يوم القيامة بالحق...
2- الأيدي: أرض الجني، تجني الخير، والشر.. تسجل كل شيء.. وسوف تشهد علي...
3- الأرجل: أرض الإقدام والحلول.. أماكن الخير، والشر.. تسجل.. وسوف تشهد علي...
4- البطن: أرض خزائن الحلال، والحرام...
5- الفرج: أرض الحرث الحلال، أو الحرام...
6- اللسان: أرض اللفظ...
7- العنق: أرض متحركة تلتفت إلى الحلال، والحرام...
إذا كانت البحار تعيش فيها كائنات... فكذلك بحاري تعيش فيها كائنات تعد بالملايير...
إن كانت الطبقات الجوية تحافظ على التوازن.. واستمرارية الحياة بشكل ممنهج ومنظم.. فكذلك طبقاتي هي التي تحافظ علي استمرار حياتي، ومنهجها...

أدركت أنني لم أولد صفحة بيضاء، كما زعموا؛ وأن نفسي سبقت جسدي.. وأن الله، سبحانه وتعالى، قد ألهمها فجورها وتقواها.. ولما اتصلت نفسي بجسدي نسيت.. وأصبحت تتذكر.. ودليلي هو قوله، جل وعلا:«وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ»، [الأعراف: 172].
هذا العالم هو الذي كان فيه الميثاق بيني وبين خالقي، وشهدت فيه على نفسي أن الله، سبحانه وتعالى، هو ربي، ولن أكون من الغافلين... قيل لي أن هذا عالم الذر.. وكان الأجدر أن يُسمّى عالم وراء الظهور...
فكيف شهدت، وكيف ميزت بين التنبيه والغفلة، كيف أخذت هذا الميثاق.. إن لم يكن الله، عز وجل، قد ألهم نفسي فجورها، وتقواها...
كيف لما ولدت عرفت ثدي أمي؟ كيف عرفت بصراخي أعبر عن حاجتي؟ كيف أفهم الإشارات من خلال الأعين، والثغور؟...
خرجت من المختبر لأني أدركت سوف لن أنتهي من التحاليل، تركيبة حار عقلي فيها...
كل ما أدركت أنني مركب من مركب، وبسيط، كما أدركت أن نفسي هي صورتي النورانية، وفيها يكمن كل شيء؛ إذ فيها الروح، والقلب، والعقل، والبصر، والسمع، والنطق.. وعلاقتها بجسدي أنه دونه لن تستطيع التحكم في أي شيء.. لأن من سر حركتها الارتفاع فقط، والنزول من أجل الحلول في الجسم... لذلك من شأنها الأمر، أي تأمر جسدي بفعل الأشياء... وهي التي تذوق الموت.. أما جسدي فيتحلل ولن يبق منه سوى "عجب الدنب" من أجل النشأة الأخرى...
لذلك أموت أثناء النوم.. فتنفصل عن ذاتي باتصال، لا بانفصال... كما جاء في قوله:«اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، [الزمر:42].
أنا عبد لله، سبحانه وتعالى، كل شيء يكمن في نفسي؛ فمن عرف نفسه قد عرف ربه...
فسبحان الذي
1- خلقها...
2- وصورها...
3- وسواها...
4- ونفخ فيها من روحه...
5 - وقدر لها ما أراد...
6- وأسجد لها الملائكة...
7- وجعلها خلائف...


منقولى






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس