بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يصبح الماضي جحيماً
يقضي الانسان فترة من الزمن وهو يركض في بساتين السعادة
يشم بأنفاسه عبير أزهارها ، ويرقص قلبه لشقشقة عصافيرها ، وتتنقل
أحداقه لتنظر لجمال مباهجها
يعيش تلك اللحظات وهو يعتقد أنها أروع لحظات عمره ــ وهي
بالفعل أروعها ــ يتذكر تفاصيل تلك الحقبة من الزمن فيستطير لبه
بهجة لروعتها وتتقد أحشاءه فرحا لحسنها .
لم تلامس قلبه الا نفحات من حب ، ولم يحس بلفحات الكره ..
لان الحب أنساه كل ما يشتعل حوله من نيران الكره ، فكان الحب
بردا وسلاما على قلبه ..
جلس ذاك الانسان وهو ضام رجليه لصدره وعينيه سابحة في
فضاءات الخيال تراوده الفكره وراء الخطرة حتى ارتعش بدنه طربا لما
تذكر في الماضي
ولكن حينما استيقظ من غطيط خياله ... عادت له أدراج الحزن
تلفحه من كل حدب
لانه يعيش مستقبلا أشبه بكهف موحش يلجه وهو فزع لما فيه من
الهوام والدواب
كهف مظلم ...
كهف مخيف ...
كهف يرتاع القلب لمنظره ...
فوقف ذاك الانسان تتهادى خطاه هل يلج ذاك الكهف ، ام هل
يعود القهقرى لماضيه!!!
ولكن للاسف حينما أراد أن يعود لماضيه ،
ناداه ماضيه قائلا : لا تهتم بماضيك ... انتبه لمستقبلك
فوقف حائرا بين جحيم ماضيه ووحشة مستقبله
منقووول