عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:34 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

وقف خيري ورفاقه ينظرون الي رد فعل اهالي السويس بعد الانفجار ، فوجدوا ان احدا لم يهتم بالتجمع قرب الانفجار كعادته المصريين في التجمع والتجمهر عند اي حادث ، لكن احدا من اهل السويس لم يبالي .
فقط سيارة دفاع مدني جاءت مسرعه تشق الطريق شقا ومن خلفها سيارة اسعاف وتوقفتا قليلا قرب الانفجار ، وعندما تأكد من فيها بأن الانفجار لم يخلف ضحايا او حرائق ، عادتا مسرعتين من نفس الطريق.
مالت الشمس خلف جبل عتاقه وبدأ الظلام يحل تدريجيا علي السويس وبدأت معالم المدينه تختفي امام عيني خيري وهو يقف يتأمل في شرود ويحاول ان يستوعب الواقع الجديد الذي اصبح فيه
نادي العريف علي خيري ورفاقه بان يستعدوا للرحيل، فقد اوشك الظلام ان يملئ ارجاء المكان تاركا ستارا يمكن للرجال التحرك في ستارة بهدوء ، وبعد دقائق كان الرجال يتحركون سيرا حاملين المخالي متجهين تجاه شاطئ خليج السويس
سار الرجال خلف العريف في صمت يتابعون ما يستطيعون متابعته من مباني المدينه المهدمه ، وقرب الشاطئ أشار العريف تجاه الشرق قائلا (( الصبحيه تقدروا تشوفوا العلم الاسرائيلي علي الناحيه التانيه من هنا )) أحس خيري علي الفور بالدم يندفع في عروقه حارا حارقا ، فالكلاب لا يبعدون عنه الان سوي امتار ، لابد وانهم الان يضحكون ويمرحون ومستمتعون في مواقعهم علي ارضنا المحتله ، ياله من شعور قاسي بالعار والخزي والمهانه وقله الحيله والذي يجتاح كل مصري يري العلم الاسرائيلي امامه يوميا بدون ان يستطيع ان يحرقه او ينكسه ويضع علم مصر محله .
وصل خيري الي شاطئ الخليج علي بعد عده مئات من الامتار فقط من عدوة ، وامرهم العريف ان يتجهوا معه تجاه احد لنشات الصيد الراسيه علي احد المراسي ، وجد خيري لنشا قديما متهالكا يعلوه صاري وعلي الصاري علم صغير لمصر مقطع الاوصال ، وبعد لحظات كان الرجال يتخذون مواقعهم علي سطح اللنش في انتظار الابحار .
لكن الانتظار طال وبدأ الرفاق في الاحساس بالملل خاصه وان الجو أصبح باردا جدا، لكن خيري كان معهم جسدا فقط وروحه هائمه فوق ذلك الموقع الاسرائيلي الغارق في الظلام فوق ضفه القناه ، تمني لو معه سلاحا يستطيع ان يمحو ذلك الموقع من الوجود محوا ولا يترك مكانه حجرا فوق حجر .
مر الوقت والرجال مازالوا في انتظار ابحار اللنش وتعالت الاعترضات من الجنود بسبب بروده الطقس ، لكن العريف اخبرهم بأنه تم رصد دوريه مدرعه اسرائيليه عند بورتوفيق ، ومن الممكن ان تقوم برصد اللنش و فتح نيرانها عليه في اي وقت لذلك هم في انتظار ابتعاد الدوريه عن شاطئ الخليج.
وبعد فترة صعد رجل الي سطح اللنش يلبس ملابس رجال الصيد ، ومع صعوده بدأت الحركه تدب علي اللنش ، وظهر من الظلام جنود يحملون صناديق لتحميلها علي اللنش استطاع خيري تمييز صناديق ذخيرة المدفعيه المضاده للطائرات بسهوله ، وصناديق التعينات والمهمات وصناديق اخري مختلفه الاحجام لكافه متطلبات الموقع .
عاد الرجل بكل خفه ونشاط من قاع اللنش وبدأ في اعطاء اوامرة يمينا ويسارا للرجال والجنود علي السواء والكل ينفذ في طاعه وسرعه فقد كان الجميع يستعد للابحار ، وفي إنعكاس لضوء احد المصابيح الخافته علي وجه الرجل استطاع خيري ان يري ملامح العجز وتقدم السن علي وجه الرجل والذي قدر خيري عمرة بأنه اكبر من سبعون عاما علي اقل تقدير ، ورغم ذلك فأن الرجل يتمتع بحيويه ونشاط شاب في العشرين من عمرة .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس