عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2010, 10:56 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: علم الفراسة ولغة الجسد

والحديث عن الفراسة حديث تطيب إليه النفس، فالمرء بطبعه يحب الخوض في أسرار الآخرين سواء بقصد أو بغير قصد، وحينما نتحدث عن علم يتيح لك معرفة ما يبطنه الناس، فحتما سيكون الحديث ممتعاً.
ولو تحدثنا عن قصص الفراسة في حياة الأقدمين لوجدنا روعة الاستدلال ومتعة الأخبار، فهناك من العرب المشهورين من برع في الفراسة وغلب أقرانه، مثل الخليفة أبو جعفر المنصور، والإمام الشافعي، وعبد الله بن المبارك، وأحمد بن طولون وغيرهم الكثير والكثير .. وقصصهم تتميز بالطرافة والعجب، وخلف القصة تفسير فوق التفسير قد تحتار فيه ولكنه ليس بعسير على دارسي علم الفراسة.
القصص التالية بعضها مفسر في سياقها وبعضها موكول إلى العالم بالفراسة، فستجد في القصة أن هناك بعض الحالات لم يتم توضيحها في السياق لصعوبة الاستدلال، أو شرح الاستدلال أو عدم طرحه أصلاً من عالم الفراسة.
وحتى لا أطيل عليك أكثر من ذلك .. فلنبدأ ..
*****

فراسة المنصور
جلس الخليفة المنصور في إحدى قباب بغداد، فرأى رجلا ملهوفا يجول في الطرقات. فأرسل إليه من أتاه به. فلما سأله عن حاله أخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالا، وأنه رجع بالمال إلى منزله فدفعه إلى أهله، ثم ذكرت امرأته أن المال سرق من بيتها، ولم ير نقبا بالدار ولا أثرا للص.
فقال المنصور:‏ منذ كم تزوجتَها؟ قال: منذ سنة. قال: أبِكرا تزوجتها أم ثيبا؟ قال: ثيبا. قال: أفلها ولد من سواك؟ قال: لا. قال: فشابة هي أم مُسنّة؟ قال: بل شابة.
فدعا المنصور بقارورة عطر خاص شديد الندرة كان يُصنع له خاصةحادّ الرائحة، غريب النوع، فدفعها إلى الرجل وقال له: تطيّب من هذا الطيب فإنه يُذْهِبُ همَّك.
فلما خرج الرجل من عند المنصور قال المنصور لأربعة من ثقاته:‏ ليقعد كل واحد منكم على باب من أبواب المدينة الأربعة، فمن مر به أحد فشم منه هذا الطيب فليأتيني به.
وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته، وقال لها: وهبه لي أمير المؤمنين. فشمّته فأعجبها، فبعثت ببعضه إلى رجل كانت تحبه، هو الذي دفعت إليه مال زوجها، وقالت له: تطيّب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي .. فتطيّب منه الرجل.
ثم إنه مرّ مجتازا ببعض أبواب المدينة فشمّ المُوكَل بالباب رائحة الطيب منه، فأخذه فأتى به المنصور. فقال له المنصور: من أين حصلت على هذا الطيب فإن رائحته غريبة مُعجِبة؟ قال: اشتريته. قال: من أين اشتريته؟ فتلجلج الرجل واختلط كلامه.
فدعا المنصور صاحب شرطته وقال له: خذ هذا الرجل إليك فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخلِّه يذهب حيث شاء، وإن امتنع فاضربه ألف سوط.
‏فخرج به صاحب الشرطة وجرده ودعا بالسياط ليضربه، فأذعن الرجل وردّ الدنانير.
ودعا المنصور زوج المرأة وقال له: لو رددتُ عليك الدنانير التي سُرقت منك، أتحكّمني في امرأتك؟ قال: نعم. قال المنصور: فهذه دنانيرك، وامرأتُك طالق منك. ثم أخبره بخبرها. من كتاب “الطرق الحكمية في السياسة الشرعية” لابن قيم الجوزية.
*****
فراسة أذكى العرب
هل سمعت عن إياس بن معاوية؟
يُقال عنه في عصره أنه أذكى العرب وأشدهم فراسة وانتباهاً للناس، فحدث ذات يوم أن أتى إليه أربع نسوة في مسألة، فنظر إليهن جميعاً ثم قال: أما إحداهن فحامل، والأخرى مرضع، والثالثة ثيب، والأخيرة بكر.
فنظروا إلى الأمر فوجدوه كما قال، فتعجبوا وقالوا: كيف عرفت؟ (وكان نساء هذا العصر يغطين جسدهن كما أمر الله ورسوله وليس كما نرى هذه الأيام عافاكم الله).
قال: أما الحامل فكانت تكلمني وترفع ثوبها عن بطنها فعرفت أنها حامل، وأما المرضع فكانت تضرب ثدييها فعرفت أنها مرضع، وأما الثيب فكانت تكلمني وعينها في عيني فعلمت أنها ثيب، وأما البكر فكانت تكلمني وعينها في الأرض فعرفت أنها بكر.
*****
فراسة مؤمن آل فرعون
رُوىّ أنه كان هناك رجلين من آل فرعون علما بإيمان رجل من آل فرعون أيضاً، فوشيا بأمره إلى فرعون، فأحضره فرعون وأحضر الواشيين به ليتحاكما أمامه، و بدأ بسؤال الواشيين: من ربكما؟ فقالا: أنت. ثم التفت إلى المؤمن فسأله: من ربك؟ فقال المؤمن الذكي الفطن: ربي ربهما. فالتفت فرعون إلى الواشيين غاضباً وقال: سعيتما وشاية برجل على ديني لأقتله؟!! فقتلهما. (الفراسة في القصة أن الرجل لم يكن يعلم أنه مقدم على محاكمة دينية من فرعون) فذلك قوله تعالى: “فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب .. ” الآية.
*****
فراسة قاضي
كان القاضي الفضيل بن عياض يشتهر بفراسته وفطنته، فاحتكم إليه يوماً اثنان من أهل السوق على عباءة كل منهما يدعي أنها له، فنظر إليهما الفضيل ثم أمرهما – كليهما – أن يمسكا بالعباءة معاً، فأذعنا إلى أمره. وتشاغل عنهما الفضيل ببعض الأوراق هنيهة، ثم فجأة رفع رأسه مرة واحدة وصرخ فجأة: دع العباءة يا رجل.
فتركهها أحدهما فزعاً، بينما لم يتركها الآخر أو يتأثر بصرخة الفضيل، فأدرك الفضيل أنه تارك العباءة هو السارق، فإن نفسه المضطربة المهتزة هي التي تشعر بالقلق والخوف من جرم ما ارتكب، وعليه فقد تحركت غريزته تلقائياً حينما سمع الصرخة وكأنه يسرقها الآن.
*****
الحمّال وابن طولون
رأى أحمد بن طولون يوماً حمالاً يحمل صندوقاً كبيراً وهو مضطرب تحته اضطراباً شديداً، فتعجب .. وقال لنفسه: لو هذا الاضطراب من ثقل الصندوق لغاصت عنق الحمال وأنا أرى عنقه بارزة، وما أرى هذا الاضطراب إلا نتيجة خوف. فأمر الحمال بوضع الصندوق على الأرض وفتحه، فإذ بالصندوق جارية وقد قُتلت وقطعت، فتملك الغضب من ابن طولون وقال: أصدقني عن حالها. فقال الحمال: أربعة نفر في الدار الفلانية أمروني بحمل هذه المقتولة وأعطوني في مقابل ذلك هذه الدنانير. فعمد إليهم ابن طولون فقتل الأربعة، وضرب الحمال.
*****
الفراسة في سلوك الحيوان
[IMG]http://elnawawy.com/wp-*******/uploads/2010/11/جمل.jpg[/IMG]
كان أمية بن الصلت سائراً ذات يوم، فمر عليه بعير تركبه امرأة، وكان البعير يرفع رأسه في السماء ويدعو، فقال أمية: إن البعير يقول لك: إن في الحداج (المحفة) إبرة. فرفعت المرأة الحداج فإذا الإبرة مستقرة في المحفة، تحك في سنام البعير.
*****
فراسة القافة
من هم القافة؟ هم أرباب علم القيافة، وهو فرع من فروع علم الفراسة يختص بتتبع الأثر .. وهي من أهم وأبرز علوم الفراسة، وستقرأ عنها عجباً الآن.
اختلف اثنان من القافة في أثر لجمل بين مكة ومنى، فقال أحدهما هو جمل، وقال الآخر بل هو ناقة، وظلا على خلافهما حتى قررا تتبع الجمل/الناقة في أثره حتى يتأكدا، فقصدا يتتبعان الأثر حتى دخلا شعب بني عامر، فإذا بعير واقف، فقال أحدهما لصاحبه: أهو ذا، قال: نعم .. فوجداه خنثى .. فأصابا جميعاً.
*****
اختم بقصة .. هي أعجب ما مر علىّ في علم الفراسة وسأنقلها كما قرأتها في منتديات ماجدة وهذا هو رابطها للأمانة ولا أعلم المصدر الرئيسي للقصة بالتحديد حتى الآن .. وسأتركها لكم بدون أي تعديل.

فراسة النسب
يُحكى أن شيخاً طاعناً في السنّ راودته فكرة الزواج بعد وفاة زوجته ، فطلب من أبنائه أن يبحثوا له عن فتاة علَّهم يجدوا مَنْ توافق على الزواج منه ، واستغرب الأبناء هذا الطلب الذي جاء في غير أوانه ، خاصة وأن أباهم رجل شيخ وفي مثل هذه العمر المتقدمة . غير أن إصرار أبيهم ، وعدم رغبتهم في إغضابه جعلهم ينزلون عند رغبته ، ويحاولون تلبية طلبه .
وبعد فترة قصيرة من البحث وجدوا فتاة في مقتبل العمر توافق على الزواج من أبيهم الشيخ فخطبوها إليه ، وبعد أن تهيأت خلال عدة أيام زفُّوها إليه ، ودخل الشيخ على عروسه الشابّة وقضى ليلته عندها ، ولكنه في صبيحة اليوم التالي لم يخرج ، وعندما استبطأه أبناؤه ذهبوا إلى خيمته الصغيرة التي تزوّج فيها فوجدوه على فراشه وقد فارق الحياة .
أُسْقِطَ في يد الأبناء لوفاة والدهم ، فجهزوه ودفنوه ، وعادت العروس بعد ذلك إلى بيت أهلها بعد هذا الزواج القصير .
وجاءها من يخطبها من أقاربها فزوّجوها إليه قبل انقضاء العدّة الشرعية ، وبعد فترة الحمل أنجبت لزوجها الجديد ابناً ذكراً ، ثم أنجبت له بعد ذلك أولاداً آخرين .
وكان الابن الأكبر يساعد أباه في أعماله ويعينه في شؤونه ، غير أن الأب كان لا يمنحه أي شعور بالمحبة ، ولا يجعله يشعر بأي شيءٍ من حنان الأبوة ، بعكس إخوانه الآخرين ، الذين كان يعاملهم بكلّ رفق ، ولا يضنّ عليهم بشيء ، بل إن الأب كان يضرب ذلك الابن دائماً ، ويعامله بكل فظاظة وقسوة ، ولا يجد له رحمة في قلبه .
وكبر الولد مع إخوانه وعاش ظروفاً قاسية ، وكان دائماً عوناً لأبيه في أعماله ، برغم كلّ هذه المعاملة القاسية التي يعامله والده بها ، وفي أحد الأيام ذهب الوالد ليعمل في حراثة الأرض على جملِهِ ومعه ابنه هذا ، ولأسباب تافهة ثارت أعصاب الأب وقام بضرب ابنه ضرباً مبرحاً آلمه كثيراً مما جعله يهرب من بين يديه ويهيم على وجهه ، وظلَّ الصبيّ يعدو حتى وصل إلى خيمة يقيم بها عدة أخوة وحولهم أغنامهم ومواشيهم ، فاستجار بهم من ظلم أبيه وقال لهم : أنقذوني من أبي فقد ضربني حتى كاد يقتلني ، فَهَدَّأَ أصحاب البيت من روعه وأعطوه ماءً ليشرب ويهدأ قليلاً ، وبعد أن استراح بعض الشيء حدثهم عن معاملة أبيه القاسية له بعكس إخوانه الذين يعاملهم معاملة طيبة رقيقة ، أما هو فمحروم من كل شيء ، وهو يشغله معه في الحراثة ورعي الأغنام ونَشْل الماء لها من البئر ، وغير ذلك من الأعمال الشاقة التي لا يطلبها من أبنائه الآخرين ، وشعر صاحب البيت بميلٍ شديد نحو الصبي فسأله: ومن هو أبوك ؟ فقال : أنا ابن فلان ، وسأله أيضاً : ومن هي أمك ؟ فقال : أمي فلانة بنت فلان . فقال صاحب البيـت : أنت لسـت ابناً لهذا الرجـل ، بل أنت أخي أنا ، فقال له الصبي : وكيف أصبحت أخاً لك وأنا لم أشاهدك في حياتي قبل هذه المرة ، فقال الرجل : لا تستعجل فسأخبرك بذلك في حينه ، وبعد ساعة من الزمن جاء أبو الصبي يريد أخذ ابنه من عندهم لأنه كان يتبعه وهو يهرب منه ، ولكن الأخ الأكبر قال له : هذا ليس ابنك أيها الرجل ، بل هو أخي . فقال الرجل : كيف أصبح أخوك خلال هذه الساعة ، إنه ابني ولكن يبدو أنه جرى لعقـلك شـيء ، أو تكـون قد جننت حقاً؟!!

فقال الأخ الأكبر : لن أتركه لك إلا بعد أن نتقاضى ونحتكم عند أحد الشيـوخ ، فإن كان ابنك فخذه ، وإن كان أخي سآخذه أنا ، وقال له سنلتقي غداً في بيت الشيخ فلان ، فهل ترضى به حَكَمَاً بيننا ، فقال الرجل : ونعم الشيخ هو ، واتفقا أن يجتمعا عنده في اليوم التالي ليفصل بينهما في هذه القضية المعقدة ، وفي اليوم التالي ذهب الأخوة ومعهم الولد إلى بيت الشيخ المذكور ، ثم جاء غريمهم أبو الولد ، وكان بيت الشيخ بعيداً فما وصلوه إلا في ساعات العصر ، فرحب بهم الشيخ واستقبلهم استقبالاً حسناً ، وبعد أن استراحوا ، شرح كل واحد منهم حجته لذلك الشيخ ، فقال لهم : لن أحكم بينكم قبل أن أقدّم لكم واجب الضيافة ولكنني أريد من هذا الصبي أن يساعدني في بعض الأمور ، ودعا الشيخ الصبي ليفهمه ما يريد منه فخرج معه إلى جانب البيت ، فقال له الشيخ : أنت ترى يا ابني إنكم ضيـوف عندي ، ولا بد من عمل القِرَى لكم ، وأغنامي بعيدة ، وأريد منك أن تذهب إليها فهي ترعى قرب الوادي الفلاني ومعها ابنتي ، فغافِل ابنتي واسرق منها خروفاً واحمله وأحضره إليّ لكي أعمله عشاءً لكم ولا تدع الفتاة تراك أو تحسّ بك .
فذهب الصبي وغافل الفتاة ثم حمل خروفاً كبيراً وسار يعدو به حتى أحضره إلى الشيخ الذي ذبحه وأعدّ منه عشاءً لهم . وفي ساعات المساء وبعد أن تناول المختصمون عشاءهم عند ذلك الشيخ عادت الفتاة ومعها أغنامها إلى البيت فجاءت إلى أبيها وعلى وجهها ملامح الحزن وقالت لأبيها وعلى مسمع من الضيوف : لقد ضاع مني اليوم خروف يا أبي .

فقال لها : وكيف ضاع منك ؟ هل أكله الذئب ؟
فقالت : لا بل سُرِق .
فقال لها : وهل رأيت الذي سرقه ؟
فقالت : لا ولكنني عرفته .
فقال لها : كيف عرفتِه ولم تبصره عيناكِ ؟
فقالت : وجدت أثر أقدامه فعرفته من أثره ، فهو صبي أمّه شابّة وأبوه شيـخ هَـرِم .
[IMG]http://elnawawy.com/wp-*******/uploads/2010/11/قدمين1.jpg[/IMG]






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس