الموضوع: رسالة : عيد
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-2009, 04:03 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: رسالة : عيد





أتراه غولاً آم شبحاً مخيفاً يجري خلف القلوب فيخرجها من جحورها ليدكها حزناً وهماً وكرهاً لما يدور حولها !

بل أراه وحشاً كاسراً لا شفقة في قلبه وجد القدرة على التكاثر بحرية وما كان هذا ليحصل لولا إفساد الناس في الأرض { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا } فالأرض أصلحها الله فأفسدها الناس !!

أصلحها الله بالزكاة فأفسدها الناس بالإمساك عنها !
أصلحها الله بالاقتصاد فأفسدها الناس بالإسراف!
أصلحها الله بالصدقات فأفسدها الناس بالبخل !
أصلحها الله بالطاعة فأفسدها الناس بالمعصية !
ومعاصي العباد سبب من أسباب رؤيتنا لوحش الفقر وذلك لأن طاعة الله كٌلها صلاح يستجلب المطيعون بها رحمة الله ونعيمه وعافيته!



وقد قال لقمان لابنه ( يا بني أكلت الحنظل وذقت الصبر فلما أرى شيئا أمّر من الفقر فإذا افتقرت فلا تحدث بهي الناس كي لا ينتقصونك , ولكن اسأل الله تعالي من فضله , فمن ذا الذي سأل الله ولم يعطه من فضله أو دعاء فلم يجب )

فينبغي على المسلم أخي الكريم تعويد وترويض نفسه على مراد الله عزوجل والرضا بقضائه وقدره وإخبار الفقير وتبصيره بالأجر والثواب العظيم إن هو صبر على فقره وربما كان فقره خيرا له في الدنيا والآخرة فلا احد يعلم أين يوجد الخير

سَهِرَت أعين ونامت عيونُ في شئونٍ تكون أو لا تكون
إن رباً كفاك ما كان بالأمسِ سيكفيك في غدٍ ما يكونُ


وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يفرحون بالفقر ويعدّونه هدية ويحسبونه عطية ويحمدون الله عليه، لأن الإيمان ملأ قلوبهم غنى وقناعة واحتسابا، فصاروا يرون فيه عبئا ثقيلا وحملا كبيرا أراحهم الله منه, وهذا لا يعني أن نجري خلف الفقر ونرغب فيه بل ديننا الحنيف أمرنا بالاستعاذة منه ليلاً ونهاراً لكن إن وقع الحدث فالصبر والإيمان والدعاء والتقرب إلى الله خير علاج له

ومع ذلك لم يترك ديننا الحنيف أهل الفقر يعانون حظوظهم الدنيوية دون مساعدة بل أهل الفقر أنفسهم لهم فضل كبير على أهل المال إذ لولا وجودهم ما استطاع احد أن ينعم بأجر الصدقة العظيم "إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ"


فان جاء إليك مسكيناً فاشكره انه فتح لك باب مغفرة ورضوان من الله عزوجل ^_^

ولو لاحظت بارك الله بك في أحوال الناس المقتدرين من حولك ولا أقول الأغنياء بل المقتدرين لوجدتهم يصرفون الشئ الكثير من أموالهم في الكماليات والترفيه وأمور يمكن الاستغناء عنها

ولو أنهم خصصوا قيمة هذه الأمور شهرياً لعائلة فقيرة واحدة على الأقل وفعل رب أسرة كل بيت مقتدر هذا الأمر لما وجدنا هذ العدد الكبير من الفقراء والمحتاجين بل وجد في كثير من بلاد الإسلام الاستئثار بالمال العام وتعطيل ركن الزكاة والبخل بالصدقة وإهمال الفقراء وعدم الاهتمام بأمرهم وترك المسلمون الأعمال الحرفية البسيطة وضعف الوازع الديني وقلة التواصل والتراحم بين الإخوة فصارت بلاد الإسلام أكثر البلدان فقرا وحاجة وعوزا للأسف الشديد

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (بينا رجل بفلاة من الأرض ، فسمع صوتاً في سحابة : اسق حديقة فلان ، فتنحّى ذلك السحاب ، فأفرغ ماءه في حَرّة ، فإذا شَرجةٌ من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ، فتتبّع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته ، فقال له : يا عبد الله ، ما اسمك ؟ ، قال : فلان ، للاسم الذي سمع في السحابة ، فقال له : يا عبد الله ، لم تسألني عن اسمي ؟ ، فقال : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه ، يقول : اسق حديقة فلان - لاسمك - ، فما تصنع فيها ؟ ، قال : أما إذ قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها ، فأتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي ثلثاً ، وأرد فيها ثلثه ) رواه مسلم .


أحبتي في الله نحن لهم وهم لنا
إن تركناهم ضاعوا وهلكوا وان امسكنا يدنا بيدهم سعدو وأسعدونا معهم
فلنكن ممن قال الله فيهم (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً )


فهيا بنا إلى بساتين المعروف نزرع فيها ازهاير العطاء والضيافة والمواساة والإعانة والخدمة لنجد سعادة ولذة "وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى"







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس