***(( وبقـــــيــــــت أنــــــــــــــــــــا)) ***
هاجت الريح في ليلٍ دجوجي .... إلاَّ أنهــا هدأت فجــأه ... ليأتي رونق الضحى وقد اقتنى أبهى حلّه ..
وضع كفــه فوق كتفي .. وبدأ يترنم بأجمل الأناشيد التي أحبها وأعشقها ..
أمـا زالت تشجيك تلك الكلمات يا صديقي...!؟
أدرت رأسي وابتسمت ووضعتُ كفي فوق كفه ، ومشينا بخطواتٍ مضطربه ...
انقضى الزمان يا صديقي لقد كنّا ثلّةً كبيرة من الأصدقاء إلا أن رفــات الزمن يا صاحبي فرّقنا ..
لقد كان عمرٌ طويل جميل..
لا تكادُ ترى أحــداً يقــليك ...
- ما بالك يا صاحبي ! امتلأت وِجداً ... والسوادُ قد أحاط مقلتيك ... أتُـراني أشجيك بمصاحبتي يا صديقي ...
سقطت يده عن يدي..
لا يا صديقي لا ترحل .. اقترب مني .. أمدد يديك يا صاحبي .. كيف بك أن ترحل وقد ارتبطنا بالوشاج القلبي والفكري..
أحبكَ يا صاحبي .. أحبك فلله كيف أختار رحيلك...؟
ترانيمك تشفي أشجاني ... وتشُلَّ كل ماضٍ قاسي ...
بدأ الليل الحالك بالهبوط .. والساعات تمرُّ دونما رحمة على الصديقين
ولا زال الحديث مستمراً بينهما ..
صديقي : أتذكر عندما كنا نجتمع تحت أذيال الدجى
نحفظ الأربعين النووية ..وكنا نرتوي في ثنايا دجاها رحيق الآيات العظام...!
-بلى أيها الحبيب بلى أيها الصديق أذكر ذلك المساء جيداً ... كان مساءً هادئاً كل ما فيه جميل ..ما أجملها من سنين عشناها سوياً..
- حبي لك يا صديقي يصدق ويتلألأ من غير أن تشوبه الأغراض والغايات ، لأنه نابضٌ يا صاحبي من صفاء قلوبنا ونقاء أرواحنا
إني أحبك في الله يا صديقي
ارتعشت الشفاه ... وبرقت العيون وصمتت الكلمات .
- صديقي .. إن خفقات الأمل الجميل تتراقص بين جوانحي لجميل ظني فيك ...فاجعل نفسك لرفعة هذا الدين العظيم ..
اعتصم بدينك يا صديقي بثبات لا تحركه العواصف المجلجلة ولا الرياح الهائجة ..
صاحبي وصديقي الحبيب: نحن ضيوفٌ هاهنا عمّا قليل سنرحل عن هذه الدنيا مودعين الأهل والأحباب والأصحاب ومعانقين بأجسادنا الثرى
يارفيق دربي كن نوراً مشتعلاً لا ينطفئ تدل التائه إلى طريق السعادة
صمت قليلاً وقبض يده على يدي بشدّه ثمَّ همس قائلاً وهو يبتسم مودّعاً :
عهدنــا عند اللقاء بأن ننصرَ ديناً
وعهوداً في الفراقِ بأن لا نستكينا ... إذا شاء الله يا صديقي
اختفى صديقي تحت أذيال الدجـى ليبقى اللقاء في رونق الضحى ..
ما أروع هذا الصديق ..
يفهمني دون الحاجه للتفسير ..
أو أن أفتح قلبي له ...
أحس معه بالأمان ..
يحفظ سري ولا يفكر بلحظه واحده أن يفشيه
ما أروعه .. ما قابلته إلاّ وزرع فيَّ بذراً وملأ قلبي حباً ..
آهٍ ياصديقي لو تعلم ما بي من شوقٍ ليوم غد لألقاك ... في جوفي الكثير أريد أن أقوله لك ،،،
بأنك زرعت الإيمان في جوانب
قلبي ، أريد أن أقول لك لقد زرعت الأمل في حياتي ...
أريد أن أقول لك أني أتمنى أن يرجع الزمن إلى الوراء حتى أكون طيباً كما كنت أنت ...
أريد أن أسعدك كما كنت تسعدني
بدأ اليوم الجديد ... وبدأ معه شوقي لصديقي وحبيبي وأخيخرجت والشمس ترمي بأشعتها الذهبيه عند باب منزلي رأيت طفلاً تشبه قسمات وجهه قسمات وجه سامي صديقي نعم إنه أخاه الصغير قبلته وسألته أين سامي .(قال بكل براءه : سامي صديقك ذهب عند الله وترك هذه لك)
أمسكت تلك الورقه السميكه فتحتها .. كتبها سامي بخطه المعروف :
(صديقي .. في لحظة تشعر أنك شخص في هذا العالم ...
تذكر أ ن لك صديق يشعر بأنك هذا العالم بأسره ..
وداعاً يا صديقي الحبيب
أخوك سامي )
أغلقت الورقه وأنا مكذّباً لما سمعته
أغلقت الورقه وفتحت معها وحدتي من جديد
من سيمسك يدي بحنان .. ويملأ جوفي بكلماته الحانيه
لا زلت أشعر بقبضته على يدي ..
صديـــقي : أنتَ النور في زمن الظلمه وأنتَ الأمل في زمن الوحده ..
واليوم اليوم رحلت وانتزع من دنياي كل نورٍ وأمل ..
لقد صبرت على غضبي وشجني ما احتملت
جعلت قلبكَ لي سكناً ... وتشجيعكَ لي سنداً ...
أمسكت يدك وضعت كفي فوق كفك ظللت أأمل أن تمسك بكفي ولكن
نظرتُ إلى ثغرك الباسم .. ومقلتيك النائمتان بهدوء .. أملاً منك أن تناديني تنادي صديقك ورفيق عمرك ودربك وحياتك
ولكن مهلاً أيها الصديق ...
لم تفترق قلوبنا ولكن:
افترق الجسدان
افترق الأخوان
افترق الصديقان
أرقد يا صديقي ساكناً .. فما حولك يرفض الامتثال للضوء..!
أما أنا فسأبقى وحيد الشجن .. والهم .. صعبٌ علي أن أفقدك يا صاحبي لحظةً .
.فكيف لي أن أعيش العمرَ كله بدونك أيها الصديق
آهِ يا رفيق دربي تعالَ وأزح عن قلبي لظى نارٍ تشتعل ،،،
تعالَ وأزح عن قلبي المكلوم جرحٌ غائرٌ في جذوره
يا صديقي : كم من مجلسٍ جلسنا تعالت فيه ضحكاتنا .. وكم من مجلسٍ اغرورقت فيه مدامعنا
كانت يداكَ لا تفارق يدي ... وجسدي لا يفارق جسدك.... في كلّ زاويةٍ لكَ يا صاحبي فيها ذكرى
أشعر بالألم ... هجرني الأمل
وسكنني الوجع
وسارت معي الوحده
فلا صاحب بعدك أيها الصديق
هاهي الأيام تسير بجنون ... لأكتب معها قصتي بدم القلب ودمع العين
صديقي تحت الثرى
... وبقيت أنـــــــــا ...
وبقيت أنا وحدي
آملاً للقاء في جنان الخلد
منقول