اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل - بطولات سجلها التاريخ
المقدمه :
سمعت وقرأت كثيرا عن الطيار سميرعزيز ، انه اسطوره في تاريخ الطيران المصري لما له من جرأه ومهارة يحسده عليها الاخرين ، وكثيرا ما قرأت عنه في كتب ومقالات اجنبيه تمجده وتبرز دورة كطيار مصري بارز في حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر .
ففي عالم الطيران المقاتل هناك نوعان من الطيارين لا ثالث لهم ، الاول طيار ممتاز يؤدي المطلوب منه بدقه وكفاءه ، والنوع الثاني هو من ولد ليكون طيارا ، Born to Fly
ولا احد في القوات الجويه المصريه منذ نشأتها وحتي العقد الاول من القرن الجديد ، الا ويعرف ان سمير عزيز ولد لكي يطير ، فلا مجال له في العيش الا في حياه السرعات فوق الصوتيه وداخل كابينه طائرته المقاتله .
يعرفه الاسرائيليين والغربيين بـ سمير ميخائيل الطيار المصري الجرئ جدا .
حياته عبارة عن احداث غير متوقعه وغير عاديه ، فقد كسر العديد من النظريات العلميه حول عمل الطائرات المقاتله ، فقد قال عنه العميد طيار احمد المنصوري ، ان قمم الاشجار تئن من طائرته التي تطير ملامسه لها بسرعه كبيرة جدا ، واضاف لنا ان طائرة سمير عزيز لابد وان يكون بطنها مشوة الطلاء بفعل قمم الاشجار التي تمسح الطلاء من عليها .
سمعت الكثير عنه من زملائه الطيارين ، فقد أجمعوا علي جرأته الشديده جدا في الطيران وقدرته علي تطويع الطائرة لتلبي ما يريده ، ورغم انني توقعت ان تكون افعاله تقف علي حافه التهور الا انني عدلت عن رأيي عندما قابلته ووجدت ان شخصيته المندفعه القويه تحسب حساب كل شئ ، فقد كان الموت رفيقه في خلال فترات حياته وخدمته في القوات الجويه المصريه ، حتي وإن كان علي الارض ، فقد اختصت طائرة اسرائيليه مطاردته علي الارض يوم النكسه المشئوم لانه وبسبب انه مقاتل فقد افرغ خزانه مسدسه الضعيف في جسد تلك الطائرة التي كانت تطير علي ارتفاع منخفض جدا ، ورغم ان الطائرة لم تتأثر بطلاقاته الا ان الطيار عاد مطاردا سمير عزيز ونجا سمير من الموت ومن طلاقات الطائرة المندفعه تحت اقدامه بفضل رد الفعل الغزيري السريع .
واثناء حرب الاستنزاف اقلع بمفرده من مطار الغردقه وبدون اوامر وبدافع الغيظ تجاه احد مطارات العدو في جنوب سيناء (رأس نصراني – شرم الشيخ حاليا ) لكي يبث الفزع في نفوس الاسرائيليين القابعين في ارض مصر ويستمتعون باللهو والراحه ، فما كان منه الا انه درس الموقف تماما ورسم لنفسه خط سير ليفاجأ الاسرائيليين مفاجأه تامه ، ويعود لقاعدته بدون ان يخبر احدا عن ذلك ، ويظل ذلك سرا في داخله حتي يبوح به للمجموعه 73 مؤرخين اثناء الحوار معه .
اما عن لقاءنا به فجاء عكس التوقع تماما ، فالرجل شعله حماس وحيويه (بسم الله ماشاء الله ) ولا تستطيع ان تجاريه في قفاشاته ودعاباته ، فأضفت حرارة استقباله لنا ودعاباته جوا من المرح علي جلسات الحوار معه جعلتنا نحس جميعا بأننه نعرفه منذ زمن طويل جدا .
احس بفخر ما بعده فخر ، بانني جلست وتحاورت مع النسر المصري سمير عزيز صاحب السمعه العاليه جدا في مجال الطيران المقاتل المصري ، والذي كان ومايزال اسمه يلاقي اهتماما واسعا علي المستوي العالمي في مجال القتال الجوي ،وكان يجب ان تخرج تلك التسجيلات في اطار مكتوب في اسرع وقت ممكن لكي يقرأها الجميع ، ليس لتمجيد شخص سمير عزيز بل لتمجيد دورة وسط ماكينه هائله من رجال القوات الجويه والتي بعرقها ودمها وكفاحها اهدت مصر نصر اكتوبر المجيد
VONDEYAZ
التخرج والالتحاق بالمقاتلات
ولدت عام 1943 وتخرجت من الكليه الجويه عام 1963 بالدفعه 14 برتبة ملازم طيار ،ثم تم توزيعنا على جناح المقاتلات،وحصلنا على فرقه مقاتلات فى مطار كبريت وكان قائدهالعقيد محمد نبية المسيرى ، ثم انتقلت الى سرب ميج-17 مقاتلات قاذفه ، ولم استمر به طويلا وانتقلنا بعدها الى المقاتلات الميج-21 برتبتى الصغيرة وهي الملازم ، وكانت اول دفعه من الملازمين تنقل الى الميج-21 التي وصلت مصر حديثا في ذلك الوقت ، وكانت طائرات الميج-21 التي وصلت مصر كلها ذات مقعد واحد فقط ولم يكن قد وصل طائرات للتدريب ذات مقعدين ، فكان يتم تدريبنا على طائرة ميج-17 وعند مرحلة الهبوط ننفذ اجراءات الهبوط وكأننا على الميج-21 ، بعدها كنت اطير بمفردي (سولو) على الميج-21 ، وشعرت فى اول طلعه ان الطلعه كلها لم تأخذ ثوان معدوده من شدة سرعه الطائرة الميج 21 مقارنه بالميج-17 ، وكان هذا اول انطباع لى بالنسبة للميج-21 ، السرعه الكبيرة ، وتسارعها العالى جدا .
وكان معى بتلك الفرقه زملاء اتذكر منهم طيار اسمه نديم ، وبعدها تم نقل كل طيارى الفرقه الى اماكن اخرى واكملت وحدى تلك الفرقه .
سمير عزيز فور تخرجه واثناء الخدمه في سرب الميج 17
بعدها انتقلت الى اليمن عام1965 وكنت برتبة ملازم اول،وكان هناك في اليمن طائرات ميج-17 فقط ، وطرنا عليها نظرا الى عدم وجود ميج-21 نعمل عليها ، وكانت تلك الفتره باليمن فترة هادئه ، فكنا ننفذ طلعات استعراضيه امام القبائل اليمنيه المعارضه بغرض ارهابهم فلم يكن احد من تلك القبائل قد سبق له رؤيه طائرات من قبل ، فكنا نثير الذعر في نفوسهم بشده ، امتدت تلك الفتره الى 3 شهور باليمن ، وكان معى بها صلاح دانش ، وكنا نأخذ اجازة كل 27يوم الى القاهره ، وفى احدى الاجازات عدت منها متزوجا وكان معنا ايضا نجيب وهانى مظهر .
وعدنا بعد الثلاث اشهر الى مطار المليز وكان به سرب ميج-21 وسرب ميج-19 وكان معى بالسرب فريد حرفوش واموزيس ميخائيل عازر ، وكان من الاشياء الغريبه انهم كانوا يطلبون منا تسخين الطائرات فجرا اولا ثم نعود للافطار ونكمل الطيران ، وكانت هذه من الاشياء الغريبه فهي مثل ما نقوم به من تسخين محرك السيارة صباحا وهو شئ لم نعتد عليه،واذكر انه قد حدث فى تلك الفتره بعض الاشتباكات بيننا وبين اليهود بالعريش ولكننا لم نشترك بها .
وكانت الميج-21 بها ميزه انها تستطيع الارتفاع حتى 20كيلو وهو ارتفاع عال جدا في هذا الوقت
وبأحدى الطلعات كنت بمفردي ف طرت على ارتفاع عال جدا وذهبت بمحاذاه الحدود لكى ارى اسرائيل وشاهدتها كلها حتى لبنان وكان هذا من باب حس الاستطلاع بالنسبه لينا كطيارين برتب صغيرة لنرى تلك البلد التى لا نعلم عنها شئ .
بعد 3 اشهر كنت قد ترقيت الى رتبة نقيب ،وانتقلنا الى مطار ابو صوير وكان قائد السرب ممدوح طليبه وكان معنا اموزيس وحسين عزت وهانى مظهر ، وبعدها طلبوا منا نقل السرب الى مطار فايد فقام الطيارين بنقل الميج-21 الى فايد و كان القائد (الليدر) الذى اعمل معه يسمى النوادى وعدنا الى فايد بطائرة ياك-18وكان هو بالامام وانا خلفه في المقعد الخلفي ،وكنا قد قمنا باصطياد قنفد سابقا فالبسناه براشوت صغير وعند وصولنا فوق فايد القيناه بالبراشوت فوق المطار ،كدليل على وصول السرب ، وبالطبع سقط القنفد ومات وكان ذلك فائلا سيئا
وعدنا للطيران على طائرةMig-21 وكانت من طراز F13 وهو احد اول الطرازات التي حضرت الي مصر
وكانت تلك الطائرة ممتازه من حيث خفتها ورشاقتها ومسلحه بمدفع وصاروخين k13وخزان وقود بباطن الطائره يسع 500لتر،
وفى تلك الفتره كان يتم شحننا معنويا ضد اليهود واننا يجب ان نهزمهم شر هزيمه وأننا متفوقون عليهم ونستطيع سحقهم ، وقبل الحرب ب15يوم وتحديدا في الرابع عشر من مايو 1967رفعت حالة الطوارئ ووتم منع الاجازات .
يتبع ...