فاتقوا الله ما استطعتم
السلام عليكم ورحمة الله
كلنا يستعد لشهر الصوم وهو شهر أهل لذاكَ الاستعداد
شهر مبارك عظيم فيه من الخيرات والبركات ما الله أعلم به
من صامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه
والكل يتسابق لفعل الخيرات فيه
هذا يقوم الليل وذاك يتصدق وآخر يعتمر
وهذا يقرأ القرآن الكريم ويتسابق مع أيامه ليقرا أكثر
لكن هناك معنىً يغيب عن أكثرنا
أيهما المقدم في الشرع فعل الخيرات أم ترك الموبقات
الناظر لمقاصد الشرع يجد أن الشريعة
تهتم بترك المعاصي أكثر من فعل الطاعات
وذلك بنص الحديث النبوي الصحيح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم
فإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا"
رواه ابن خزيمة في صحيحه والإمام أحمد في مسنده وابن ماجه وصححه الألباني
فالفعل مُقيد بالاستطاعة والنهي مقطوع به
وقال الله تعالى
" فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ "
الآية 16 سورة التغابن
ومن ذلك قال علماء الأصول
درء المفاسد مقدم عل جلب المصالح
ولذلك عينا أن ننظر كم تركنا وهجرنا من المعاصي أكثر من أن ننظر كم فعلنا