حضرت بعد طول انتظار ....فقدت فيه الأمل ...
لكنها حضرت ...وأحضرت معها باقة من الزهور
كانت أول و أروع باقة تهدى لي في حياتي
رغم أنني كنت لا أؤيد هدايا الورود إلا أن
لهذه الباقة صدى في داخلي يخاطب أعماق نفسي
اختيارها لهذه الورود اختيار متميز يعكس شخصها
فهي مثل الوردة الصفراء كبيرة في قلبها وحبها وعطائها
إلا أنها تشعر بشعور غريب ... رغم كثرة من حولها
فمن حولها يحاولون قصارى جهدهم الوصول إلى إخراجها
من هذا الشعور إلا أنهم يعجزون عن ذلك ...
إنها تحب من حولها وتعطي لهم العطاء الجزيل لكنها
تشعر بينهم بفقد عزيز وحبيب.....
تبحث عنه فلا تجده ...تحاول جاهدة الوصول إليه
ولكن دون جدوى فهي لا تعرف وصفه ...
حينما قابلتها أحسست بشعور غريب
شعرت وكأنني أقابل أختي التي لم تلدها أمي
شعرت برباط عميق يربطني بها
أحسست أنها جزء من داخل كياني متواصل بكل
ذرة من ذرات أركاني
لقد علمت أنها دخلت إلى أعماق أعماق وجداني
جلست معها ...نظرت لعينيها ..تأملتهما
رأيت فيهما حزن دفين...
سمعت كلماتها ..فانتابني ذهول ..ثم
أرجعني لحالتي ...قوة نبراتها التي تحمل
جنباتها ألم تجرعته عبر السنين
تمنيت لحظتها لو أنني أستطيع أن أمسح
همومها وأحزانها...
ابتسامتها لا تفارق شفتيها في الخارج
أما داخلها فوحدة وفراغ يكاد يقتلها ..
تعرف الكثير من الناس ..ويحيط بها
عالم يكادون يسدون عليها منافذ الهواء
إلا أنني أرى عينيها ...تبحث في
وسط كل من حولها عن غائب غاب
عنها في لحظة كانت تتمنى رؤيته
حتى لو كان من بعيد
ثم سألتها عمن تعرف ومن تحب ومن احتوى
قلبها حبه ..وهل مازال ؟؟؟ أم أنه رحل بعد أن
حطم كل ما بنته مع الأيام ..
فأجابتني دونما تردد عن كل ما أريد...
فوجدت نفسي تحب من أحبت دونما تردد
وكرهت من خانتها أو عذبتها أو حتى مست
كرامتها أو مشاعرها بشيء من الصد ...
فهي رقيقة لا تتحمل أن تجرح ...فضلا عن
أن تصدم في مشاعرها وأحاسيسها المفعمة
وصفي ومدحي لها لا يوفي شيئا من حقها أيا كان
فهي حبيبة دخلت في القلب والوجدان
وسيطرت على الجنان ...فلها مني
كل حب واحترام ...كلما غنى بلبل
أو غرد عصفور وحام...
وبعد أن أنهت الزيارة وحان موعد الرحيل
وقفت عاجزة عن أدنى كلمة للتعبير
فلقد انتابني ألم وأي ألم
وكأنني فقدتها على مر السنين
وكأنهم انتزعوا قلبي من جوفي
وجروه وقد تجردوا من الحنين
لا أستطيع أن أصف شعوري...
ومن ثم ركضت مسرعة إلى أجمل
ما أهدي لي ...وبدأت أتأملها
ثم فتحت ما كتبت ...فوجدت نفسي عاجزة
عن فرحي بما قرأت فكلماتها أروع وأرق
ما كتب لي ... فما كان مني إلا أن قبلت
اسمها...وضممت زهوري وتمنيت
لو أنني أعلم ماهو شعورها بهديتي
وهل انتابها فرح بها ... أم أنها لا تعني بها
ثم أوقفت نفسي عن التفكير فيما لا فائدة منه
حيث عدت أتأمل في كلماتها التي نسجتها أناملها
وإلى الزهور التي أحضرتها
فما كان مني إلا أن تركت لقريحتي العنان
لتسطر لكم ما يختلج في الأعماق
فإلى أن ألقى من عرفت
لكم مني كل حب واحترام
مما تصفحت
05-22-2008, 09:13 PM
التقيتها فى زحمة الإيـام
رد: التقيتها فى زحمة الإيـام
