العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-04-2010, 04:01 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي السيرة النبوية الشريفة( الجزء الثالث)

الهجرة الي المدينة



تطلق "الهجرة" على الترك والتخلي عن الشيء،فالمهاجر من هجر ما نهى الله عنه - كما في الحديث الشريف -، وهى بهذا المعنى مطلقةمن قيود الزمان والمكان، إذ بوسع كل مسلم أن يكون مهاجراً بالالتزام بأوامر اللهوالهجر للمعاصي.

لكن الهجرة النبوية تتعلق بترك الموطن والانخلاع عن المكانبالتحول عنه إلى موطن آخر ابتغاء مرضاة الله رغم شدة تعلق الإنسان بموطنه وألفتهللبيئة الطبيعية والاجتماعية فيه وقد عبّر المهاجرون عن الحنين إلى مكة بقوة وخاصةفى أيامهم الأولى حيث تشتد لوعتهم.

وتحتاج الهجرة إلى القدرة على التكيف معالوسط الجديد "المدينة المنورة" حيث يختلف مناخها عن مناخ مكة فأصيب بعض المهاجرينبالحمى، كما يختلف اقتصادها الزراعي عن اقتصاد مكة التجاري، فضلاً عن ترك المهاجرينلأموالهم ومساكنهم بمكة. لكن الاستجابة للهجرة كانت أمراً إلهياً لابد من طاعته،واحتمال المشاق من أجل تنفيذه. فقد اختار الله مكان الهجرة، كما في الحديث الشريف

"رأيت فى المنام أنى أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب إلى أنها اليمامة،فإذا هيالمدينة يثرب".


وما أن بدأ التنفيذ حتى مضت مواكب المهاجرين تتجه نحو الموطنالجديد.. دار الهجرة.. وقد شاركت المرآة فى حدث الهجرة المبارك منهن أم سلمة هندبنت أبي أمية التي تعرضت لأذى بالغ من المشركين الذين أرادوا منعها من الهجرة ثماستلوا ابنها الرضيع منها حتى خلعوا يده.. لكنها صممت على الهجرة ونجحت فى ذلك رغمالأخطار والمصاعب.

وخلدت أسماء بنت أبى بكر ذكرها فى التاريخ وحازت لقب( ذاتالنطاقين) عندما شقت نطاقها نصفين لتشد طعام المهاجرَين، رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وأبى بكر رضي الله عنه وقد تتابعت هجرة النساء فى الإسلام حتى شرعت في القرآن
{إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن} (الممتحنة:10)، ونزلت الآيات الكريمة تأمربالهجرة وتوضح فضلها منذ السنة التي وقعت فيها لغاية سنة 8 هـ عندما أوقفت الهجرةبعد فتح مكة وإعلان النبي ( صلى الله عليه و سلم) ذلك بقوله (لا هجرة بعد الفتح ولكنجهاد ونيّة وإذا استنفرتم فانفروا).

والأمر بالهجرة إلى المدينة لأنها صارتمأرز الأيمان وموطن الإسلام، وشرع فيها الجهاد لمواجهة الأعداء المتربصين بها منقريش واليهود والأعراب، فكان لابد من إمدادها بالطاقة البشرية الكافية مما يفسر سببنزول القرآن بهذه الآيات الواعدة للمهاجرين: {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوافي سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله} (البقرة:218)،
{والذين هاجروا فى الله من بعدما ظلموالنبوئنهم فى الدنيا حسنة} (النحل:41)،
{ومن يهاجر فى سبيل الله يجد فىالأرض مراغماً كثيراً وسعة} (النساء:100).

وقد حاز المهاجرون شرفاً عظيماً فيالدنيا فضلاً عن ثواب الله ووعده الكريم، فقد اعتبروا أهل السبق فى تأسيس دولةالإسلام فنالوا رضي الله والقربى منه
{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصاروالذين اتبعوهم بإحسان رضي اللهعنهم} (التوبة:100).
وهكذا خلد الله ذكرهم فىالقرآن الذي يتعبد المسلمون بتلاوته إلى آخر الزمان.
الهجرة من سنن النبيين عليهم السلام

لم يكن النبي ( صلى الله عليه و سلم) أول نبي يهاجر في سبيل الله بلمر بهذا الامتحان كثير من الأنبياء.. وقد أخبرنا الله تعالى بأن إبراهيم عليهالسلام هاجر من موطنه إلى مصر وغيرها داعياً إلى التوحيد، وأن يعقوب ويوسف عليهماالسلام هاجرا من فلسطين إلى مصر وأن لوطاً هجر قريته لفسادها وعدم استجابتهالدعوته. وأن موسى عليه السلام هاجر بقومه من مصر إلى سيناء فراراً بدينه من طغيانفرعون.


وهكذا فان الهجرة من سنن النبيين، وقد كانت هجرة نبينا عليه الصلاةوالسلام خاتمة لهجرات النبيين. وكانت نتائجها عميقة شكلت منعطفاً تاريخياً حاسماً.


نتائــج الهجـــرة

لقد أدت الهجرة إلى قيام دولة الإسلام في المدينة، والتي أرستركائز المجتمع الإسلامي على أساس من الوحدة والمحبة والتكافل والتآخي والحريةوالمساواة وضمان الحقوق، وكان الرسول ( صلى الله عليه و سلم) هو رئيس هذه الدولة وقائدجيوشها وكبير قضاتها ومعلمها الأول. وقد طبق الرسول ( صلى الله عليه و سلم) شريعةالإسلام، وكان القرآن ينزل بها منجماً، فكان الصحابة يدرسون ما ينزل ويطبقونه علىأنفسهم، ويتعلمون تفسيره وبيانه من النبي( صلى الله عليهو سلم) فتكون جيل رباني تمكنمن الجمع بين عبادة الله وعمران الحياة وعمل تحت شعار:


اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداواعمل لأخرتك كأنك تموت غدا.

وفي خلال عقد واحد توحدت معظم الجزيرة العربية في ظلالإسلام، ثم انتشر فى خلال عقود قليلة تالية ليعم منطقة واسعة امتدت من السند شرقاًإلى المحيطالأطلسي غرباً حيث آمن الناس بالإسلام، واستظلوا بشريعته العادلةوأقاموا حضارة زاهرة آتت أكلها قروناً طويلة في حقول التشريع والتربية وعلوم الكونوالطبيعة، فكانت أعظم آية. والحمد لله رب العالمين.


تكوين الدولةالإسلامية

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

إن رباط الأخوة في الإسلام رباط عظيم ولذلكحرص النبي ( صلى الله عليه وسلم) عليه وأكده، وكان من أوائل الأمور التي قام بها بعدوصوله المدينة أن آخى بين المهاجرين والأنصار. ويبدو أن النبي ( صلى الله عليه و سلم(استمر يؤاخى بين أصحابه مؤاخاة ومواساة وتعاون وتناصح دون أن يترتب على ذلك حقالتوارث بين المتآخين، وهكذا وردت أخبار تفيد أنه آخى بين أبى الدرداء وسلمانالفارسي مع أن سلمان أسلم بين أحد والخندق مما جعل الواقدي البلاذرى ينكران ذلك. وكذلك أنكر ابن كثير مؤاخاة جعفر بن أبى طالب لمعاذ بنجبل لأن جعفر قدم فى فتحخيبر أول سنة 7هـ. ومثل ذلك مؤاخاة الحتات مع معاوية بن أبي سفيان؛ لأن معاوية أسلمبعد فتح مكة سنة 8هـ. كذلك فإن الحتات قدم المدينة فى وفد تميم في العام التاسعللهجرة، وإذا اعتبرنا المؤاخاة مستمرة إلا ما يتعلق بحق التوارث الذي أبطل بعد بدرفلا موجب لهذا الاعتراض والإنكار الذي أبداه المؤرخون تجاه هذه الروايات.

وكذلكإذا قبلنا وقوع مؤاخاة دون إرث قبل وبعد تشريع المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار فإنذلك سوف يفسر الالتباس الذي وقع فيه ابن إسحق عندما أورد في قائمة المتآخين خبرمؤاخاة النبي ( صلى الله عليه و سلم)لعلى ومؤاخاة حمزة لزيد بن حارثة وكلهم مهاجرونفى حين أن سائر الأسماء الأخرى التي وردت فى قائمته توضح أن المؤاخاة كانت بينمهاجرين وأنصار.

وقد عقب ابن كثير على مؤاخاة النبي ( صلى الله عليه و سلم) لعليومؤاخاة حمزة لزيد بأنه لا معنى لهذه المؤاخاة إلا أن يكون النبي ( صلى الله عليه وسلم) لم يجعل مصلحة على إلى غيره فإنه كان ممن ينفق عليه الرسول ( صلىالله عليه و سلم (من صغره. وألا أن يكون حمزة قد التزم بمصالح مولاهم زيد بن حارثة فآخاه بهذاالاعتبار.
ولكن هذا التعليل الذي قدمه ابن كثير غير مقبول لأن المصادر ذكرتمؤاخاة حمزة ابن عبد المطلب لكلثوم بن الهدم وغيره، كما ذكرت مؤاخاة زيد بن حارثةلأسيد بن حضير. كما أن المؤاخاة بين الرسول ( صلى الله عليه و سلم) وعلي تقتضىالتوارث، والنبي لا يورث كما جاء فى الحديث، كما أن البلاذرى ذكر مؤاخاة على لسهلبن حنيف. وكذلك فإن البلاذرى ذكر وقوع مؤاخاة بين النبي (صلى الله عليه و سلم) وعلىوحمزة وزيد بمكة.

ونخلص من ذلك إلى أن هذه المؤاخاة بين النبي ( صلى الله عليه وسلم) وعلى وبين حمزة وزيد إذا كانت قد وقعت، فإنها مؤاخاة تقتضى المؤازرة والرفقةدون حقوق التوارث وأنها جرت فى غير الوقت الذي أعلن فيه نظام المؤاخاة في دار أنسبن مالك
.
وأخيراً فإن المؤاخاة التي شرعت بين المؤمنين باقية لم تنسخ سوى مايترتب عليها من توارث فإنه منسوخ، وبوسع المؤمنين فى كل عصر أن يتأخوا بينهم علىالمواساة والاتفاق والنصيحة ويترتب على مؤاخاتهم حقوق أخص من المؤاخاة العامة بينالمؤمنين. والله نسأل أن يؤلف بين المؤمنين ويجعلهم أخوة متحابين متناصرين. والحمدلله رب العالمين.


المجتمع الإسلامي في المدينة


لقد تغلب المهاجرون على المشكلات العديدة،واستقروا في الأرض الجديدة، مغلبين مصالح العقيدة ومتطلبات الدعوة، بل صارت الهجرةواجبة على كل مسلم لنصرة النبي ( صلى الله عليه و سلم) ، ومواساته بالنفس، حتى كان فتحمكة فأوقفت الهجرة؛ لأن سبب الهجرة ومشروعيتها نصرة الدين وخوف الفتنة من الكافرين. وأبرز نتائج الهجرة تتمثل في قيام الدولة الإسلامية الأولى، وهى أول دولة أقامهانبي فى الأرض، وذلك لأن دين الإسلام يجمع ما بين العبادة والتشريع والحكم.

وقدهيأت الهجرة الأمة والأرض لإقامة دولة نموذجية تهدف إلى إيجاد ظروف ملائمة لتحقيقالعبودية الخالصة لله وحده، ولبناء مجتمع تسوده الأخوة الدينية وينأى عن العصبيةالجاهلية، وكانت طاعة الله ورسوله هي الوسيلة لبناء المجتمع والدولة على أسس جديدة. وفيما يلي توضيح لنتائج الهجرة وقيام الدولة الإسلامية.

من أسس الدولة

أ- تحقيق العبودية الخالصة لله وحده.
أحدث الإسلام نقلة عميقة وشاملة في عالمالعقيدة، فلم يعد ثمة مجال لعبادة الأصنام والكواكب والأوهام، ولا لممارسة السحروالكهانة، ولا للتشبث بالتمائم والرقى، بل اتجه سكان الدولة الإسلامية إلى توحيدالله فى التصور والعبادة والسلوك، فالله واحد{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (البقرة:163)، وهو {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} (الأنعامولا يشبه شيئاً من المخلوقات،وقد وصف نفسه بصفات السمع والبصر والعلم والحياة وغيرها من الصفات التي وردت فىالقرآن والسنة؛ لكن هذه الصفات لا تماثل صفات المخلوقين{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌوَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير} (الشورى
وأحدث الإسلام انقلاباًجذرياً في حياة الفرد والجماعة، بحيث تغيّر سلوك الأفراد اليومي وعاداتهم المتأصلةتغيراً كلياً، كما تغيرت مقاييسهم وأحكامهم ونظرتهم إلى الكون والحياة. وكذلك تغيرتبنية المجتمع بصورة واضحة، فاختلفت مظاهر وصور، وبرزت معالم وظواهر جديدة. فالنقلةكبيرة بين ما كان عليه الإنسان فى جاهليته، وما صار إليه فى إسلامه. إذ لم يعدالعربي متفلتاً من الضوابط فى معاملاته وعلاقاته الاجتماعية، بل صار منضبطاً بضوابطالشريعة الإسلامية فى جزئيات حياته من أخلاق وعادات كالنوم والاستيقاظ، والطعاموالشراب، والزواج والطلاق، والبيع والشراء، ولا شك أن العادات تتحكم فى الإنسان،ويصعب عليه التخلص منها واكتساب عادات وصفات جديدة، ولكن ما ولّده الإسلام فىأنفسهم من إيمان عميق مكّنهم من الانخلاع من الشخصية الجاهلية بكل ملامحها واكتسابالشخصية الإسلامية بكل مقوماتها، فاعتادوا على عبادة الله تعالى وحده، بالصلاةوالصوم والحج والزكاة والجهاد، وقصده بكل أعمال الخير الأخرى، والتقرب إليه بالذكروالشكر، والصبر على البلوى، والإنابة إليه، والدعاء إليه، والرغبة فى فضله ورحمته،وامتلاء القلب بالتوحيد والإخلاص والرجاء.

واعتادوا أيضاً على استحضار النيةلله في نشاطهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي؛ لان العبادة في الإسلام مفهومها واسعيمتد لكل عمل يقوم به الإنسان إذا قصد به وجه الله وطاعته. وإلى جانب الاعتياد علىالطاعات، فإن المسلمين تخلصوا من العادات المتأصلة التي نهى عنها الإسلام كشربالخمر والأنكحة الجاهلية والربا ومنكرات الأخلاق من الكذب والخيانة والغش والغيبةوالحسد والكبر والظلم... وهكذا فإن الدولة الإسلامية التي أقامها رسول الله (صلىالله عليه و سلم) في المدينة كونت مجتمعاً ربانياً يسعى أفراده فى العمران الأدبيوالمادي للأرض ويتطلعون إلى ما عند الله من النعيم المقيم.

ب- الأخوة ووحدةالصف.
إن الأساس الذي بنيت عليه العلاقات في مجتمع الدولة الإسلامية هو الإخوةالإيمانية التي حددتها الآية الكريمة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات فالأخوة الصادقة لا تكون إلابين المؤمنين، وهم يقفون صفاً واحداً للجهاد فى سبيل الله ولبناء قوة الدولةالعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك برص صفوفهم، والتعاون فيما بينهم، وشيوعالمحبة والألفة فى مجتمعهم. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَيُحِبُّ الَّذِينَيُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف:4

ج- الطاعة بالمعروف فى المنشط والمكره.
اتسم جيل الصحابة رضوان الله عليهمبالطاعة الكاملة لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله( صلى الله عليه و سلم) ، فقد كانوايقرؤون القرآن وكأنه ينزل على كل واحد منهم - رجلاً كان أم امرأة - غضاً طرياً،وكانت لغة التخاطب بينهم هي الفصحى التي نزل بها القرآن، وقد أعانهم ذلك على فهمالخطاب الإلهي بسهولة ويسر، كما ولّد الأثر القوى فى نفوسهم، وسرعة الاستجابةالتامة لتعاليمه وأحكامه. فكان جيل الصحابة قادراًُ على التخلص من عادات الجاهليةوتقاليدها وأعرافها، حتى لو كانت العادات قد استقرت منذ قرون، وصارت عرفاً مشروعاًوتقليداً مقبولاً. فمن ذلك أنه لما نزل قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ والأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْعَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (المائدة:90) خرجتالأنصار بدنان الخمر إلى الأزقة وأراقوها وقالوا:


انتهينا ربنا انتهينا ربنا. وشربالخمر الذي أقلعوا عنه كان عادة متأصلة فى حياة الفرد والمجتمع، والخمر الذي أراقوهكان مالاً ضحوا به تسليما لله رب العالمين.


ومن ذلك أن قوماً من المسلمين وفدواعلى رسول الله (صلى الله عيه وسلم) فى أول النهار، فإذا هم عراة حفاة يلبسون أكسيةالصوف وعليهم السيوف، فتغيّر وجه الرسول ( صلى الله عليه و سلم) إشفاقا عليهم، وجمعالناس، وحثّهم على الصدقة، وقرأ عليهم الآيات في ذلك ومنها{اتَّقُوا اللَّهَوَلْتَنْظُرْ نَفْسٌمَا قَدَّمَتْ لِغَد} (الحشر:18) فتتابع الناس حتى جمعوا كومينمن طعام وثياب، فتهلّل وجه الرسول ( صلى الله عليه و سلم) فرحاً بمبادرة الصحابة إلىمعونة إخوانهم وطاعة ربهم وكذلك بادرت الصحابيات إلى طاعة أمر الله تعالى، قالتعائشة رضي الله عنها: "يرحم الله النساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله {وليضربنبخمرهن على جيوبهن}(النور:31) شققن مروطهنّ فاختمرن به" رواه البخاري.


لقد كانالصحابة رضوان الله عليهم يلتزمون بالبيعة لرسول الله ( صلى الله عليه و سلم) ثمللخلفاء الراشدين من بعده، وكان للبيعة قيمة عالية، فهي التزام حر، وتعاقد بينالطرفين، وقد دللّوا دائما على صدق التزامهم فلبّوا داعي الجهاد، وخاضوا غمارالمعارك فى أماكن نائية عن ديارهم، ودفن كثير منهم فى أطراف الأرض، وما عرفواالقعود عن الجهاد، والحفاظ على الكرامة والذود عن العقيدة. فجزاهم الله عن هذهالأمة وهذا الدين خير الجزاء، وسلك بنا سبيلهم، وحشرنا في زمرتهم مع النبيينوالصديقين والشهداء والصالحين، والحمد لله أولاً وآخرا.


الغزوات الإسلامية

شرع الجهاد لأول مرة في العهد المدني، وقبلذلك كان المسلمون مأمورين بعدم استعمال القوة في مواجهة المشركين وأذاهم، فكانالشعار المعلن(كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة) (النساء:77). فقد كانت الدعوة فيالمرحلة المكية جديدة مثل النبتة الصغيرة تحتاج إلى الماء والغذاء والوقت لترسخجذورها وتقوى على مواجهة العواصف، فلو واجهت الدعوة آنذاك المشركين بحد السيف فإنهميجتثونها ويقضون عليها من أول الأمر، فكانت الحكمة تقتضى أن يصبر المسلمون على أذىالمشركين، وأن يتجهوا إلى تربية أنفسهم ونشر دعوتهم.

قد أسلفنا ما كان يأتيبه كفار مكة من التنكيلات والويلات ضد المسلمين، وما فعلوا بهم عند الهجرة ممااستحقوا لأجلها المصادرة والقتال، إلا أنهم لم يكونوا ليفيقوا من غيهم، ويمتنعوا عنعدوانهم، بل زادهم غيظاً أن فاتهم المسلمون ووجدوا مأمناً ومقراً بالمدينة، فكتبواإلى عبد اللَّه بن أبي بن سلول، وكان إذ ذاك مشركاً بصفته رئيس الأنصار قبل الهجرة - فمعلوم أنهم كانوا مجتمعين عليه، وكادوا يجعلونه ملكاً على أنفسهم لولا أن هاجررسول اللَّه ( صلى الله عليه وسلم) وآمنوا به - كتبوا إليه وإلى أصحابه المشركينيقولون لهم في كلمات باتة"إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم باللَّه لتقاتلنه أولتخرجنه، أو لنسيرنإليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم".
وبمجردبلوغ هذا الكتاب قام عبد اللَّه بن أبى ليمتثل أوامر إخوانه المشركين من أهل مكة - وقد كان يحقد على النبي ( صلى الله عليه وسلم) ، لما يراه أنه استلبه ملكه يقول عبدالرحمن بن كعب فلما بلغ ذلك عبد اللَّه بن أبى ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوالقتال رسول اللَّه ( صلى الله عليه وسلم) ، فلما بلغ ذلك النبي ( صلى الله عليه وسلم(لقيهم، فقال:



لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ممّا تريدون أنتكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلما سمعوا ذلك من النبي)صلى الله عليه وسلم) تفرقوا.

إعلان عزيمة الصد
عن المسجد الحرام


ثم إن سعدبن معاذ انطلق إلى مكة معتمراً فنزل على أمية بن خلف بمكة، فقال لأمية انظر لي ساعةخلوة لعلي أن أطوف بالبيت، نهارا، فلقيهما أبو جهل فقال:


يا أبا صفوان، من هذا معكفقال: هذا سعد، فقال له أبو جهل ألا أراك تطوف بمكة آمناً وقد آويتم الصباة، وزعمتمأنكم تنصرونهم، وتعينونهم، أما واللَّه لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلكسالماً، فقال له سعد ورفع صوته عليه أما واللَّه لئن منعتني هذا لأمنعك ما هو أشدعليك منه، طريقك على أهل المدينة.

قريش تهدد المهاجرين



ثم إن قريشاً أرسلتإلى المسلمين تقول لهم لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب، سنأتيكم فنستأصلكم ونبيدخضراءكم في عقر داركم. ولم يكن هذا كله وعيداً مجرداً فقد تأكد عند رسول اللَّه( صلىالله عليه وسلم) من مكائد قريش وإرادتها على الشر ما كان لأجله لا يبيت إلا ساهراً،أو في حرس من الصحابة فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها قالت: سهر رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) مقدمه المدينة ليلة فقال:


ليت رجلاً صالحاً منأصحابي يحرسني الليلة، قالت: فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح، فقال: من هذا قال: سعد بن أبى وقاص، فقال له رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) ما جاء بك فقال: وقع فينفسي خوف على رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) ، فجئت أحرسه، فدعا له رسول اللَّه( صلىالله عليهوسلم) ، ثم نام.

ولم تكن هذه الحراسة مختصة ببعض الليالي بل كان ذلكأمراً مستمراً، فقد روى عن عائشة قالت:


كان رسول اللَّه( صلى الله عليه وسلم) يحرسليلاً حتى نزل {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْالنَّاسِ } [المائدة: 67] فخرج رسولاللَّه( صلى الله عليه وسلم) من القبة، فقال: يا أيها الناس انصرفوا عنى فقد عصمنياللَّه عز وجل.

ولم يكن الخطر مقتصراً على رسول اللَّه ( صلى الله عليه وسلم) بلعلى المسلمين كافة، فقد روى أبي بن كعب، قال: لما قدم رسول اللَّه( صلى الله عليهوسلم) وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة، وكانوا لا يبيتونإلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه.



الإذن بالقتال


في هذه الظروف الخطيرة التيكانت تهدد كيان المسلمين بالمدينة، والتي كانت تنبىء عن قريش أنهم لا يفيقون عنغيهم ولا يمتنعون عن تمردهم بحال، أنزل اللَّه تعالى الإذن بالقتال للمسلمين، ولميفرضه عليهم قال الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَيُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواوَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (الحج:39

وأنزل هذه الآية ضمنآيات أرشدتهم إلى أن هذا الإذن إنما هو لإزاحة الباطل، وإقامة شعائر اللَّه، قالتعالى:{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْاالزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج:41]. والصحيح الذي لا مندوحة عنه أن هذا الإذن إنما نزل بالمدينة بعد الهجرة، لا بمكة،ولكن لا يمكن لنا القطع بتحديد ميعاد النزول.

نزل الإذن بالقتال ولكن كان منالحكمة إزاء هذه الظروف - التي مبعثها الوحيد هو قوة قريش وتمردها - أن يبسط المسلمون سيطرتهم على طريق قريش التجارية المؤدية من مكة إلى الشام، واختار رسولاللَّه( صلى الله عليه وسلم) لبسط هذه السيطرة خطتين:


الأولى:


عقد معاهدات الحلفأو عدم الاعتداء مع القبائل التي كانت مجاورة لهذا الطريق، أو كانت تقطن ما بين هذاالطريق وما بين المدينة، وقد أسلفنا معاهدته (صلى الله عليه وسلم) مع اليهود وكذلككان عقد معاهدة الحلف أو عدم الاعتداء مع جهينة قبل الأخذ في النشاط العسكري، وكانتمساكنهم على ثلاث مراحل من المدينة، وقد عقد معاهدات أثناء دورياته العسكرية وسيأتيذكرها.

الثانية:


إرسال البعوث واحدة تلو الأخرى إلى هذا الطريق.
الغزواتأسبابها و مشروعيتها

بعد أن استقر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) بالمدينة، وكانبها اليهود من بنى قينقاع وقريظة والنضير، أقرهم عليه الصلاة والسلام على دينهموأموالهم، واشترط لهم وعليهم شروطاً، وكانوا مع ذلك يظهرون العداوة والبغضاءللمسلمين، ويساعدهم جماعة من عرب المدينة كانوا يظهرون الإسلام وهم في الباطن كفار؛وكانوا يعرفون بالمنافقين، يرأسهم عبد الله بن أبي بن سلول، وقد قبل( صلى الله عليهوسلم) من هاتين الفئتين (اليهود والمنافقين) ظواهرهم، فلم يحاربهم ولم يحاربوه بلكان يقاوم الإنكار بالحجج الدامغة والحكم البالغة فلم يكن ( صلى الله عليه وسلم) يقاتلأحداً على الدخول في دين الله، بل كان يدعو إليه ويجاهد في سبيله بإقامة ساطع الحججوقاطع البراهين.

ولكن لما كانت قريش أمة معادية له، مقاومة لدعوته، معارضة لهفيها، وقد آذته وآذت المسلمين وأخرجتهم من ديارهم، واستولت على ما تركوه بمكة منالأموال، وآذت المستضعفين الذين لم يقدروا على الهجرة مع رسول الله وأصحابه، أذنالله تعالى لرسوله ( صلى الله عليه وسلم) بقتالهم وقتال كل معتد وصادٍّ عنالدعوة.


فأول ما بدأ به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) من ذلك مصادرة تجارة قريشالتي كانوا يذهبون بها إلى الشام والتي يجلبونها منه. وكان بعد ذلك - عندما تدعوالحال لقتال من يقف في وجه الدعوة من قريش أو غيرهم - يخرج إلى القتال بنفسه ومعهالمقاتلون من المسلمين، وتارة يبعث مع المقاتلين من يختاره لقيادتهم، وقد سميالمؤرخون ما خرج فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) بنفسه (غزوة) سواء حارب فيها أم لميحارب، وسموا ما بعث فيها أحد القواد (سرية).

الجهاد في سبيل نشر الإسلام


فلما قامت للإسلام دولة في المدينة، شرعالله الجهاد دفاعاً عن النفس فقط في أول الأمر:
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَبِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39)،
(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُواإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّالْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)
ثم أذن بمبادرة العدوللتمكين للعقيدة من الانتشار دون عقبات، ولصرف الفتنة عن الناس ليتمكنوا من اختيارالدين الحق بإرادتهم الحرة
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَالدِّينُ لِلَّهِ) (البقرة:193

وقد التزم المقاتلون المسلمون بضوابط الحقوالعدل والرحمة، فسجل التاريخ لهم انضباطهم الدقيق، حيث لم ترد أية إشارة إلىالقيام بمجازر، أو سلب الأموال، أو الاعتداء على الأعراض في المناطق المفتوحة ممايقع عادة في الحروب المدنية خلال مراحل التأريخ المختلفة. وقبل ذلك كله لم تفرضالعقيدة الإسلامية بالقوة على سكان المناطق المفتوحة، بل سمح لأهل الكتاب بالمحافظةعلى أديانهم الأخرى، ولا زالوا يعيشون بأديانهم حتى الوقت الحاضر بسبب السماحةالدينية.

وكان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم) يبين للمسلمين ضرورة اقتران النيةبالجهاد، وأن لا يكون الدافع إلى القتال الحصول على الغنائم، أو الرغبة في الشهرةوالمجد الشخصي، أو الوطني، فقد سئل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم) عن الرجل يقاتلشجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياءً، أي ذلك في سبيل الله فقال رسول الله( صلى اللهعليه و سلم) : (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) رواه مسلم.


بل لا بد من إخلاص النية لله بأن لا يقترن القصد من الجهاد بأي غرض دنيوي لأنالله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وابتغى به وجهه. وفى الحديث عن أبىهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم) : (تضمَّن الله لمن خرجفي سبيله، لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً بي، وتصديقاً برسلي، فهو عليَّضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أوغنيمة، والذي نفس محمد بيده ما من كلم ـ جرح ـ يكلم في سبيل الله إلا ما جاء يومالقيامة كهيئته حين كلم، لونه لون دم، وريحه مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن يشقعلى المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم،ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عنى، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو فىسبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل) رواه مسلم.

ومن الصعب تقديمالنماذج الكثيرة التي توضح أثر هذه التوجيهات النبوية على نفسية المقاتل المسلم،ولكن يمكن اختيار نموذجين لمقاتلين من عامة الجند، فقد قال رسول الله ( صلى الله عليهو سلم) للمسلمين أثناء القتال في غزوة أحد: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض،فسمعه عمير بن الحمام الأنصاري فقال: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض! قال: نعم فقال بخ بخ ـ كلمة تقال لتعظيم الأمر في الخير ـ فقال رسول الله ( صلى اللهعليه و سلم) : ما يحملك على قولك بخ بخ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أنأكون من أهلها. قال: فإنك من أهلها. فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمروقاتلهم حتى قتل) رواه مسلم. فهذا النموذج الأول.
أما الثاني: فقد صح أنأعرابياً شهد فتح خبير، أراد النبي ( صلى الله عليه وسلم) أثناء المعركة أن يقسم لهقسماً وكان غائبا، فلما حضر أعطوه ما قسم له، فجاء به إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم) فقال: ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أرمى هاهنا ـ وأشار إلى حلقه ـبسهم فأدخل الجنة. قال: (إن تصدق الله يصدقك) قال: فلبثوا قليلا، ثم نهضوا في قتالالعدو فأتي به يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فكفنه النبي ( صلى الله عليه و سلم) بجبته،وصلى الله عليه ودعا له، فكان مما قال: (اللهم هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك فقتلشهيدا، وأنا عليه شهيد) مصنف عبد الرازق.


فهذه الرواية شاهد قوى على ما يبلغهالإيمان من نفس أعرابي ألف حياة ألغزوه والسلب والنهب في الجاهلية فإذا به لا يقبلثمنا لجهاده إلا الجنة، فكيف يبلغ الإيمان إذاً من نفوس الصفوة من أصحاب رسول الله) صلى الله عليه و سلم) !.


أقسام الجهاد

يكون الجهاد بالكلمة، وبالمال،وبالنفس، وفيما يلي تعريف بكل قسم من هذه الأقسام:


الجهاد بالكلمة


إنالمقصود بالجهاد بالكلمة هو الدعوة إلى الله تعالى، ببيان العقيدة والشريعة وتربيةالناس ويفقههم، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وتوجيه النصح للحاكم، وخاصة إذاكان جائراً، قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم) : (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطانجائر) رواه أبو داود، وقال: (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمامجائر فأمره ونهاه فقتله). أبو داود وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وذلك لأنالناس تهاب الظالم ولا تنصحه مما يؤدى إلى الطغيان والانحراف عن الاستقامةوالمخالفة لدين الله، فكان أجر من يسعى إلى تقويم الحاكم الجائر عظيماً، لأن عودتهإلى الاستقامة وطاعة الله تعالى تؤدى إلى إحياء فريضة الجهاد في المجتمع، وتهيئةالأمة روحياً وجسمياً وفكرياً لمتطلبات.


الجهاد بالمال

حض الإسلام علىالجهاد بالمال، لما له من أثر كبير في تجهيز الجيوش بالسلاح والأدوات والتدريب، ممايقتضى صرف الأموال الوفيرة، وتقوم الدولة في الوقت الحاضر بهذا الواجب، فتصرف منالموارد العامة على إعداد الجيوش، وعند الحاجة، أو نقص الموارد، فيجب على أغنياءالمسلمين دعم الجهاد بأموالهم، قال تعالى: (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاًوَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِيسَبِيلِ اللَّهِ) (التوبة:41). وقدسئل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم) : أي الناس أفضل فقال: (مؤمن يجاهد في سبيلالله بنفسه وماله) رواه البخاري.


الجهاد بالنفس


يحرص الإسلام على السلم،ويدعو الناس إلى الدخول فيه، كما يحرص على هدايتهم، بالبيان والترغيب، فقال رسولالله ( صلى الله عليه و سلم)لعلى رضي الله عنه. حين وجهه لقتال يهود خبير: (لئن يهدىالله بك رجلا خبر من أنيكون لك حمر النعم) رواه مسلم.

ولكن الإسلام يحث أيضاعلى القتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الدين، أو الدفع عن أرض المسلمين إذا هوجموامن عدوهم، والجهاد بالنفس من فروض الكفايات إذا قام به البعض سقط عن الباقين، إلاعندما تغزى أرض المسلمين فإنه يصبح فرض عين يقوم به كل قادر على القتال.

وخاتمة القول: إن الجهاد شرع في الوقت المناسب، وشرع لإقامة الحقوالعدل، ونشر رسالة الإسلام وإزاحة العوائق من أمام هذه الرسالة لتصل للناسأجمعين.






آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
قديم 12-04-2010, 06:39 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
كمال بدر

الصورة الرمزية كمال بدر

إحصائية العضو







كمال بدر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: السيرة النبوية الشريفة( الجزء الثالث)

أخى الفاضل ... الوعد الصادق

جزاكَ الله خيراً أخى الكريم عن هذا الطرح الطيب المبارك إن شاء الله






آخر مواضيعي 0 موسى بن نصير .. القائد الفذ .
0 قبسات من الطب النبوي العلاجي .
0 حــــوار مع الشيطان .
0 الأمانة ـ روائع أخلاق الرسول .
0 القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله .
رد مع اقتباس
قديم 12-04-2010, 04:05 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: السيرة النبوية الشريفة( الجزء الثالث)

السلام عليكم
أخي الكريم الوعـد
جـزاك الله خيراً على جهودك المباركه

وطرحك القيم

بارك الله فيك
دمت في حفظ المولى






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 11:41 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ba7ria_egy

الصورة الرمزية ba7ria_egy

إحصائية العضو








ba7ria_egy غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: السيرة النبوية الشريفة( الجزء الثالث)

السلام عليكم

جـــزاك الله خيـــرا لطرحك الموضوع

تسلم إيدك






آخر مواضيعي 0 هنا تجمع شباب المنتدى
0 خاص:رحلة القبطان بحرية
0 قلب ينزف وعقل مشوش؟
0 فن الحياة
0 وصفة سحرية للابتعاد عن المعاصى
رد مع اقتباس
قديم 01-11-2011, 01:05 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: السيرة النبوية الشريفة( الجزء الثالث)

الغالي

بحرية

يشرفني حضورك الرائع
يسعدني تواجــــــدك
والله يسعدك بحياتك

ويسعدك بالفوز بجناته
ودمتى بحفظه ورعايته








آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
قديم 01-11-2011, 07:45 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: السيرة النبوية الشريفة( الجزء الثالث)

سلمت الوعد ....جزاك الله خيرا
ويجعله فى ميزان حسناتك

بارك الله فيك و اثابك الجنة
تحياتى لك وإحترامي








آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 02:43 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: السيرة النبوية الشريفة( الجزء الثالث)

الغالية


ملكة باحساسي


يشرفني حضورك الرائع

يسعدني تواجـــدك

والله يسعدك بحياتك
ويسعدك بالفوز بجناته
ودمت بحفظه ورعايته








آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 02:54 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: السيرة النبوية الشريفة( الجزء الثالث)

طرح رائع وعطر

بارك الله فيك أخى الوعد الصادق







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
معنى, المدينة, الدنيا, الدين


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator