لم أفقه أبجديات تلك اللغة الفلسفية
إلا بعدما أحببتك!
وأي حبٍ ربيعي ذلك الذي تواءم مع روحي الخريفية!
أعلم أنّ الحديث عنك جنون, والكتابة إليك جنون..
وانتظارك بعد اليوم جنون..
ولكن ماذا أفعل؟..
وأنا كلما اختليتُ بنفسي حدّثتك..
وكلما بكيتُ حدّثتك..
وكلما فرحتُ حدّثتك..
وكلما أصبح الكون بلا كون, والأرض بلا أرض حدثتك, وكلما هممتُ بالرحيل عن هذا العالم أخشى أن افتقدك أكثر
بانتظار عودتك المستحيلة!
حتى عندما أتمطىّ في خارطة ذاتك..
أتمعنُ فيها.. أتدارسها, تُهلكني جغرافيتك المعقدة, أظل أحوم وأحوم..
عليّ أخترق حدودها وخطوطها البينيّه, فالأمر لا يعدو بالنسبة لي مجرد تلمذةٍ
على قوانينكِ العاتية بل
أستذة لنيل الدكتوراه الفخرية.
أنتَ من جعلتَ للموجوداتِ في فلكي نبضٌٌ..
وأهديتها سرّ الحياة, فكما يُقال أن الأدباء مثل الرسامين لهم عادة لا تُقاوم في تخليدِ كل مكانٍ سكنوه, أو عبروه بحبٍ, بعضهم خلّد ضيعةً مجهوله, وآخر مقهى كتب فيه يوماً,وثالثُُ مدينةُُُ عبرها مُصادفة, إذ يقع في حبها إلى الأبد!..
أما أنا..
فحريّ بحروفي الهطلة بخجل الغواني, أن تبني لك امبراطورية الكلمات, لتأُرخ استيطانك العاصف المباغت لروحي العطشى المغتربة , لإيماني بأن الحبّ لا وطن له, ولكنك أثبت بأنك وطن الحب لروحي وعقلي وفؤادي.
مدهشٌٌٌ..مدهشُُُ..مدهشٌٌٌ أنتَ حقاً!..لحضورك دهشة..
لغيابك دهشة..
للقاءك دهشة, دهشة ٌٌٌتضاهي مُصافحة معلقات بابل, ومُعانقة برج بيزا المائل!, ماذا عساني ان أقول, وأنتَ من جعلتني أتدثرُ بالدفء, وألتفعُ بالطمأنينة!
مع أنفاسِ الفجر الطاهر, ينساب طيفك السادر, فيفك أغلال جفوفي, ويُضفي البهجة على عيوني,أنتفض بحب, أتثائب بغنج, كأميرةٍ فرعونية جذلى, أُسرح أهدابي, مُناظرة الأفق, علّ خيالاً منك يلقى خياليا, على حد قول أحد الشعراء.
أرتشفك مع قهوة الصباح الفرنسية المُحلاة برحيق روحكَ الحًلوة, أمزجها مع نفسي علي أنال منها, ما يُخضّب روحي بالجمال!..
أتذكر
كلماتك..همساتك..جنونك.. صمتك وكل شيء يغلف حياتك الصاخبة بالغموض!..
فلعّل أشد ما يجذب قطبين اثنين ابتعداهما على الرغم من اقترابهما, أجل إنها فلسفة تمازج الأرواح الطاهرة, التي ترتعشُ بالعفة, وتنتفض بالتقوى!.
:: قدر ::
قُدر لنا أن نلتقى في صدفةٍ قدرية, علّها غير مواتيه الآن لظروفنا, لكنها مُتراكبه حتماً مع لحن وجداننا, يااااااه!..
كم أصابت الأديبة المغربية أحلام مستغانمي حينما قالت:" أجمل حب هو الذي نعثر عليه, أثناء بحثنا عن شيء آخر":,
والأجمل منه أنني عثرتُ على حبك, في ظل غربة حروفي, وزحمة كلماتي!
متوغلٌ في روحي أنتَ
حيناً تهمس, وحيناً آخر تصرخ
كن كما
تبتغي أن تكون, فهواك وهجٌ ملائكي, تستشرقُ به روحي نوراً وضياءً, وحباً وجمالاً, يُقال بأن سيميائية
تراكب الأرواح معقدةٌٌ بعض الشيء,
واستشراقها بالجمال ليس بالأمر بالهيّن, ولكن ثمة سر دفين يحويه حبي وحبك الذي تشّكل على حين غرّه, ربّما تكشفه صحائف الأيام بعد حين!..
على أيّه حال لا يهمني ذلك الآن!..
أتيتُكَ أتهادى على رؤوس أصابعي..
أنثرُ طيب الفرح, وعطر الحبور, وأهمسُ بغنجٍ قائلةً: صباحك يشدو حباً !.
صباحاتنا في مقهى الجمال, بلون الياسمين, وكلماتنا على قارعتها ببهجة السوسن, يا ترى لما تصطفُ تلك الرموز الباذخة الرّوعة, مع ركب المُحبين!..
منقول احسسته