عالم غريب .. قالتها وهي تجلس على مقعد للاسترخاء في غرفتها
ثم تاهت في عالم الخيال مبحرة فيه على قارب صغير بلا مجاديف
تتلاعب بها الأمواج ذاهبة بها في كل صوب
هجرني أبي ونبذتني أمي بعد أن تطلقوا وتركني أخوتي
صرت وحيدة في عالم متوحش ومخيف أعاني فيه مرعوبة
وفجأة عادت لعالم الواقع على نغمة الرسائل لهاتفها المتحرك
تنبهها بورود رسالة لها قرأتها وإذا بها من أخاها الذي لم تراه ولم تسمع صوته من شهور
عزيزتي أريد بعض المال .. كشرت وحادثت نفسها لقد تذكرني لمصلحته فقط
ورمت هاتفها ..
وغرقت من جديد في خيالها الغرق الجميل الممتع .. الغرق الذي لا نريد أن ينجينا أحدا منه
جزر مترامية في بحر خيالها تتواجد في كل ناحية لكنها ليست مرسى أمان لقاربها البسيط
هجروني جميعاً ولكن لا يزالون يتحكمون بحياتي .. إفعلي ولا تفعلي .. عيب .. محرم .. والقائمة لن تنتهي
أحببه بالحلال وأريد الزواج منه يستقبلوني بالرفض هذا قبيلته ليست بمستوى قبيلتنا
اللعنة على تلك القبيلة رددتها بهمس
أريد العمل فأنا فتاة جامعية .. عيب مكانك المنزل أو نسمح لكِ بالعمل ولكن بشروط
آه من تلك الشروط التي بحاجة لمعجزة لتحقيق كل منها
فلتخسأ كل الأنظمة التي لا توفر لي دائرة حكومية أعمل بها لوحدي وشارع خاص أسير فيه مغطى بالكامل لكي لا يراني أحد .. فمن يستطيع أن يرضي أهلي
أريد السواقة لأقضي حاجاتي فأنتم دوماً مشغولون ولقد سئمت مضايقات السائق ..
اصمتي ماذا تريدون أن يقولوا عنا قوم فلان وفلان
قبحوا من قوم فلان وفلان ليس عندهم في هذه الدنيا أحداً غيري
عادت من جديد لعالمها الواقعي على نغمات رنين هاتفها المتحرك إنها أمي لم تتصل من أسابيع
مرحبا أمي .. حبيبتي أريد أن أمر وأضع أخاك الصغير فسوف أذهب أتمشى مع زوجي ونريد أن نكون لوحدنا أنتي موافقة أكيد .. إلى اللقاء .. أغلقت الخط
ابتسمت بسخرية .. صرت جليسة أطفال ..
وهي تنظر في أنحاء غرفتها وقعت عيناها على علبة دواء وضعت على طاولة دراستها انطلقت إليها بلا تفكير
واستلمتها بيدها وأكلت جميع ما في العلبة وما هي إلا دقائق إلا وأحست بمغص شديد تلوت من شدته .. صرخت تستنجد
ثم غابت عن الوعي ..
فتحت عيناها .. هل مت ؟؟ .. أين أنا ؟؟ .. رائحة غريبة .. هل أنا فالقبر ؟؟
ابتسمت وهي في بحر خيالها تفكر لقد رحلت عن تلك الدنيا .. وفجأة رأت أباها يقف عن يمينها
ارتعبت ماذا يفعل هذا الكائن هنا ؟؟
وما أن فتحت كلتا عيناها وابتسمت ابتسامة الخائف لما سوف يحدث له بعد ثواني
تحدث أباها مردداً عبارات الاستياء من فعلتها التي أهانت بها اسم القبيلة
قالت بهمس .. اللعنة على تلك القبيلة
قال أباها عفوا لم أسمع ما قلتي
لم أقل شيئاً .. رددتها مراراً بعد فتحت كلتا عينيها خوفاً لم أقل شيئاً
دخلت وقتها الممرضة في يدها صحن صغير وضعت فيه حبات دواء ولكنها ليست بالكثرة التي تنهي حياتها
ابتسمت وهي تفكر وتنظر لحبات الدواء .. تناولت دواءها .. ثم رحلت الممرضة بعد أن طمأنتها على استقرار حالتها الصحية
تظاهرت بالنوم لكي يرحل ذلك الوحش الذي يقف أمامها والذي عاد ليلقي خطبه العصماء عن تلك القبيلة وتاريخها وأخلاقها و و و
وعادت لبحرها من جديد مبحرة في قارب بدون مجاديف .