العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى > الحج والعمرة

الحج والعمرة أخطاء في الحج , مدرسة الحج , معالم تاريخية , صفة الحج والعمرة , فقه الحج والعمرة , تعريف العمرة وحكمها , الإحرام للعمرة , دخول مكة والمسجد الحرام , طواف العمرة , سعي العمرة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-10-2010, 09:12 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي تقوى الله في الحج

تقوى الله في الحج

الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري

وفي قوله - تعالى -: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [البقرة: 196]، أمرٌ منه - سبحانه - لعباده بالتزام تقواه في أداء فريضةِ الحج على الوجه الأكمل، بالمحافظة على امتثالِ الأوامر فيه المصححة لفعله، والمقومة لأخلاقِ أهله، والمضاعفة لأجورهم، وباجتناب النواهي والمحظورات المُخِلَّة بحجهم، والمكلفة لهم بأداء الفدية، والمنقصة من أجورهم، فإنَّه لا يتم لهم حجهم كاملاً إلاَّ بتقوى الله ومراقبته، لا سيما في تحصيل المنافع التي إذا عملوا على تحصيلها في الحج كملت هدايتهم، وحصلوا على السَّعادة بالوحدة والتضامُن؛ ليرتبطوا بحبل الله جميعًا باجتماعهم حولَ بَيتِه المبارك والتقائهم فيه، مُتجردين عن جميع الأغراض النفسية، كما تَجرَّدوا عن المخيط، فتتلاقى أبدانُهم وقلوبهم حول الكعبة التي يتجهون إليها في جميع أوقات صلاتهم، مُعتزين أعظمَ اعتزاز بنسبهم الديني، الذي هو أعلى وأغلى من جميع الأنساب، والذي يحقق لهم الوحدة الكبرى إذا تَمسكوا به، فكانوا هم الكثرة الكاثرة بين الأمم، وهم القوة التي لا يوقف في وجهها - بإذن الله.

فلهذا يوصيهم الله بتقواه في سلوكِ ما أمرهم به من تحقيق المنافع بالحج، وأدائها مشبعة بروح الحب والتراحُم والتعاطُف والتفاهُم، لا بالتسابق والازدحام وسوء المعاملة؛ مما يحدث النفرة.

يتقي الحاجُّ ربَّه في إخوته؛ المسلم المشارك له في أداءِ هذه الشَّعيرة المباركة، فيكون له معوانًا على كُلِّ خير، ببشارة وجه، وصفاء قلب، ويتقي الحاج رَبَّه في ترك الزِّحام، خصوصًا للنساء، ويتقي رَبَّه باجتناب البُخل وسوء الظن، ويتقي ربه بحفظ لسانه، وغض بصره، ويتقي الله برحمة الأعمى والضعيف، وتوقير الكبير، ورحمة الصغير، ويتقي الله بتعليم الجاهل، وإرشاد الضال، ويتقي الله بصيانة حجه عن الرَّفَث والفسوق والجدال، كما سيأتي.

ويتقي اللهَ بحفظ وقته عن كل إسفاف، وإشغاله بذكر الله وقراءة القرآن، الذي هو مطردة لشياطين الجن، وتعليم أو إرغام لشياطين الإنس، ويتقي الله بالنُّصح لكل مسلم، كما يتقي الله بالحرص على فعل الأفضل، وتَحري متابعة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإنَّه يقول للحاضرين معه في حجته عند أداء كل شعيرة من شعائر الحج: ((خذوا عنِّي مناسككم))[1]، فيتقي الله في عدم الترخُّص لما لم يرخص فيه إلاَّ للضعفاء والسقاة ونحوهم؛ لأَنَّ الحج لا يتكرر كالصلاة.

ويتقي الله في مراعاة جميع أعمال الحج من ركن وواجب ومندوب، دون تساهُل في أي شيء منها في جميع ما قدمنا من عقوبات الله؛ ﴿ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [البقرة: 196]، عقابه ليس كعقابِ غيره؛ لشِدَّةِ إيلامه ودوامه، وقد يعجله في الدُّنيا بإنزال عاهة به، أو داهية عليه، أو تسليطِ ظالم، أو صدم سيارة، أو غير ذلك من عقوبات الله المتنوعة، وإمَّا يؤجلها في البرزخ أو في القيامة، وذلك أشد وأفظع.

وقد أكثر الله في آيات الحج - على قلتها - من وصيةٍ لعباده بالتقوى؛ لأَنَّه يحصل في الحج من أسباب التقوى ما لا يحصل لغيره، وذلك مع الوَعْي الصحيح لحقيقةِ الحج ومغزاه، ولهذا نَجِد اللهَ يُخاطب الواعين بقوله: ﴿ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]؛ يعني: يا من له لب وعقل يفكر به، فليستنر بعقله في تلك المشاعر العظيمة؛ ليستفيدَ منها تقوى الله، يا من تَجرد عن لبس المخيط، استعمل عقلك هل ينفعك تَجرد ما لَم تتجرد عن شهواتِك ومَطامِعِكَ المغضبة لله؟ هل ينفعك التجرُّد عن المخيط وأنت لم تتجرد عن مَحبوباتك المخالفة لمحبوبات الله؟ هل ينفعك الطواف ببيت الله وأنت غير مطيع لله؟ هل ينفعك الطواف ببيت الله وأنت متلبس بمعصية الله غير متقٍ لله؟ هل ينفعك الطواف وأنت مُستصحب أهلَك بملابِسِهن القصيرة وأزيائهن الفاتنة، وهذا من أعظم معاصي الله؟

ماذا انتفعتَ بالحج وأنت على هذه الحال؟ وكيف تلتزم الملتزم لتسألَ الله من فضله، وأنت لم تكن تلتزم طاعته وتنفيذ شريعته؟ بل كيف يرجو قبول طوافه من يستصحب امرأةً متبرجة تفتن من رآها، سواء كانت زوجتك أم قريبتك؟ وماذا تنتفع برؤية مقام إبراهيم وأنت لم تقتدِ به في الولاء والبَراء والفداء والتضحية؟ إن الذي يرى مقام إبراهيم وما ذلل الله من الصخرة؛ بسبب تحقيقه للتوحيد، يَجب عليه أن يتبع ملته في البراءة من الكفار وعداوتهم، ولو كانوا أقربَ قريب؛ امتثالاً لقول الله في الآية الرابعة والخامسة من سورة "الممتحنة"[2]، وأن يفضل ما يحبه الله ويقدمه على مَحبوبات نفسه، وأعز عزيز عليه، كما فعل إبراهيم - عليه السَّلام - بإخراجه أحب حبيب إليه، وأعز عزيز لديه، من جنان الشام وجوها اللطيف؛ ليضعَهم فيما أمره الله بوادٍ غير ذِي زرع، ممحلة أرضه، حرور جوه، غير مبالٍ بعاطفته في سبيل مراد ربه.

ينبغي للحاج أن ينطبعَ بالاقتداء بأبيه إبراهيم حينما يرى آثاره، فيحقق الملة الحنيفِيَّةَ التي هي الولاء في الله، والبراء في الله، والحب في الله، والبغض في الله، والتضحية بمرادات النفس ومَحبوباتِها في سبيل مراد الله ومَحبوبه؛ ليكونَ متبعًا لملة إبراهيم حنيفًا، وإلاَّ فماذا استفاد من حجه؟ إنَّه لم يستفد ولَم ينتفع؛ لنقصِ تفكيره، فهذا النوع ليسوا مِن أولي الألباب الذين خَصَّهم الله بالخطاب في أمره بالتقوى، وكذلك أولو الألباب إذا شربوا من زمزم، ثم سعوا بين الصَّفا والمروة، تذكَّروا ما حصل لأم إسماعيل التي هي أم لأكثر العرب والمسلمين، من عمل السبب المرضي لله بصُعُودها على الصفا؛ لالتماس المسعف، ونزولها وسَعيها إلى المروة لهذا الغرض، مستمطرة رحمة الله، غير متواكلة مضطجعة حول طفلها تنتظر الموت، كشأن السُّفهاء اليائسين القانطين، بل سعت لطلب الرِّزق والغَوْث من قوة توكلها على الله، وطلبها لمدده، ورفضها للتواكل المذموم.

ثم يتذكرون مدد الله لها، وإسعافه العظيم بإنباع هذا الماء، الذي هو معجزة خالدة لا تزال ملايين البشر تشرب منه منذ زمن طويل، وتتوضأ وتغتسل وتتزود منه إلى بلادها، لم ينضب ولم ينقص، ثم هو ري وغذاء يكفي من اقتصر عليه عن الطَّعام، كما ورد في حديث أبي ذر الغفاري[3] وكما هو مجرب، وقد أشاع الفجرة حوله إشاعات عديمة الصِّحَّة، كذبها الفحص الطبي والحمد لله، فالحاج اللبيب إذا استعمل عقله يكتسب من هذه القصة فوائد:
إحداها: أنَّ الله - سبحانه - لَم يضيع ذريةَ إبراهيم الذين تركهم في هذا الموضع الموحش الخالي من أي ماء وغذاء استجابة لأمره، فهكذا لا يضيع ذريةَ المسلم إذا تركهم سائرًا في دعوة الله أو غازيًا في سبيله، بل يلطف بهم كما لطف بذرية أبيه إبراهيم، فإن لطف الله ليس موقوفًا عليهم، بل يشمل كل محسن كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56].

ثانيها: يعرف أنَّ مِن سنة الله الكونية عدمَ الاعتماد على القدر، وأنَّ تقدير القدر الأزلي لا يقضي بترك الأسباب والعمل بل يوجبها، كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له))[4]، فأم إسماعيل مع قوة توكلها على الله لم تترك الأسبابَ، بل عملت على التماس المسعف لها، وأخذت تصوب النظر ذاتَ اليمين والشمال، تارة على الصَّفا، وتارة على المروة، وهي القائلة لإبراهيم بعد تساؤلها المتكرر عن وضعهم في هذا المكان، وعدم إجابته لها: "آلله أمرك بهذا؟"، قال: نعم، قالت: "إذًا لا يضيعنا"[5]، فالمؤمنون بالله من قديم الزمان لم يعرفوا الجبر ولا الاتكالية من عقيدة القدر، كما يزعمه الملاحِدة في هذا الزمان.

ثالثها: يعرف أن الفرج يأتي عند الكرب، وأنَّ مع العُسر يُسْرًا، وذلك من حسن تربية الله لعباده؛ حتى لا يُسيئوا فَهْمَ التوكل، وفهم القدر فيتكلوا عن العمل، بل يواصلوا العمل، ويجدُّوا في طلب الإغاثة الحسية والمعنوية، حتى يأتيهم الفرج والنصر والمدد.

وها هنا فوائد:
إحداها: تَكرار الله أمره للحجاج بالتَّقوى منه ما هو مُقيد بأفعال الحج نفسِها، ومنه ما هو للماضي، وما هو للمستقبل، وليس منه ما يُعَدُّ من التكرار، بل كل أمر له ملابسته الخاصة، وصفوة القول فيه - إن شاء الله - هو: أنَّ الحج لما كان من مُكفرات الذنوب ومما لا يتكرر فعله، أكْثَرَ اللهُ فيه مِن وصية عباده الحجاج بالتزام التقوى في أداء كلِّ شعيرة من شعائره، وأن يكون الحاج متدرعًا بالتقوى قبل التلبس بالحج، فإنْ كان مُقصِّرًا، فليستدرك الأخذ بجميع وسائل التقوى بعد تلبسه بالحج، وفي أثناء مُزاولته لجميع أعمال الحج؛ ليحظى من الله الكريم بتكفير ما سلف من ذنوبه، حتى يرجع من حجه مغفورًا له، مع العلم أنَّ هذا الغفران مشروط بالاستدامة على التقوى، حتى لا يَحصل منه ما يدنس صحائفه، ويجرح شخصيته المتجددة بالحج.

ولهذا كان ختام الله - سبحانه - لآيات الحج: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [البقرة: 203]، وذلك إيجاب من الله على الحاج أنْ يَتَّقي فيما بقي من عمره، وألا تخدعه الأماني ووساوس الشيطان، فيقول: سأُكَرِّر الحج؛ حَتَّى يغفرَ لي مرة ثانية، فإنَّه لا يدري هل يتمكَّن مما نوى أو يتوفاه الله، وهو مخل بزاد التقوى، وليحرصْ على دوام تخسئة إبليس، فلا يعمل ما يفرحه بعد حزنه في يوم عرفة، ففي مُوَطَّأ الإمام مالك عن عبدالله بن كُرَيْز أنَّ رَسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما رؤي الشيطان يومًا فيه أصغر، ولا أحقر، ولا أدحر، ولا أغيظ منه في يوم عرفة))، وذلك لما يرى من تنزل الرحمة وتَجاوز الله عن الذنوب العظام، ((إلاَّ ما رأى يوم بدر))، قيل: وما رأى يوم بدر؟ قال: ((أَمَا إنه قد رأى جبريل يقود الملائكة))؛ يعني: يرتبهم ويسويهم.

وختَم الله آيات الحج بقوله: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [البقرة: 203]؛ أي: خذوا لأنفسِكم وقايةً من مُوجبات سخطه وعقابه، بالتزام أوامره، وحفظ حدوده، والحرص على تصحيح أعمالِكم من كل مُبطل لها، أو مُنتقص لأجرها، أو لِمَا يجلب عليكم أوزارًا أو نقص أجور؛ بسبب مَن يقلدكم في أعمالكم، خصوصًا مَن هو في رفقتكم، ولا يعزب عن بالِكم ذلك العرض الأكبر على الله، فإنَّكم إليه تحشرون، ولا يَخفى عليه منكم خافية، فإياكم والتفريط، فضلاً عن الخلل والتقصير، فإنَّه لا ينفعكم أبدًا سوى التذرع بالتقوى في جميع أحوالكم.

ومن تقوى الله المكرر ذكرها في الحج: أنْ يتابع الحاج سنة نبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلا يعمل في مناسِكِه عملاً لم يعمله في حجه من استلام غير الحجر الأسود والركن اليماني، فلا يتمسح بجدار الكعبة ولا بشيء من كسوتها، أو عُرى الحديد الذي يُمسكها، ولا يتمسح بمقام إبراهيم، فضلاً عن الشباك الذي عليه، فإنَّ أقدام محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفضل من قدم إبراهيم، وقد حفظ الصَّحابة في عهده مواضعَ صلَّى بها، فلم يتمسَّحوا بموضع قدميه ولا آثارها، وهم أشد الناس حبًّا له، وكذلك لا يتمسح بشيء من حجرته الشريفة، ولا يذهب إلى أي موقع لم يذهب له - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا يدعو بدعاء مُبتدع لم يدعُ به النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولم يرشد إليه، وما يزعمه الجهال والمغرضون من دعوى أمكنة، كمسحب الكبش لإسماعيل على الجبل الشرقي من منى، أو الغار الذي في جبل النور ونحوه، أو مَبرك ناقة رسول الله - عليه الصلاة والسلام - في قباء، أو غير ذلك مما لم يرد به أثر عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فكُلُّ هذا من البدع التي لم يعرفها أهلُ القرون المفضلة ولم يندب إليها الشارع، بل هي داخلة في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))؛ متفق عليه[6]؛ أي: مردود عليه، غير مقبول منه، ولا مأجور فيه، ثم هي داخلة في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تَمسَّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنَّ كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))[7]، وفي نص آخر: ((وكل ضلالة في النار)).

وقد كتب علماء السنة في مختلف العصور كتبًا في بيان البدع وبواعثها، والنَّهي عنها، فينبغي الحرص عليها، وقراءة ما فيها؛ ليحذرَ القارئ من سلوك أيِّ بدعة تخل بالعقيدة أو تُحبط العمل، فإنَّ مِن أعظمِ أنواع التَّقوى حرصَ المؤمن على مُتابعة نبيه - عليه الصلاة والسلام - ورفض كل بدعة، ولهذا نجد الله - سبحانه - يَختم آياتِ الحج من هذه السورة بتذكير الحجاج بالحشر، ذلك الحشر الأكبر إليه وحده بمناسبة الحشر الأصغر في الحج؛ ليلتزموا التقوى غاية الالتزام، وهما أمران ينبغي التنبيه عليهما.
التزود الحسي والمعنوي:

في قوله - تعالى -: ﴿ وَتَزَوَّدُوا ﴾ أمرٌ منه لعباده وللتزود الحسي والمعنوي، فأمرهم بهذه الآية بأن يتزوَّدوا من الطَّعام ما يَكفيهم في سَفرِهم؛ حتى لا يكونَ أحدٌ منهم عالةً على غيره، ولا يعذب نفسه وهو في سفر طاعة، فهو مَنْهِي عن تَجويع نفسِه وتعذيبها في جميع الأزمنة والأمكنة والأحوال، فكيف في حال سفره إلى الحج وإقباله على ربِّ متكفل برزقه، ضامن له أن يخلف عليه ما أنفق؟ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6]، وقال: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39].

وقد قال بعضُ المفَسِّرين في قوله - تعالى -: ﴿ وَتَزَوَّدُوا ﴾: إنَّ الله أنزل هذه الآية رَدْعًا لأهل اليمن؛ لأَنَّهم يتركون التزوُّد للسفر، زاعمين أنَّ هذا من مقتضيات التوكل على الله، فروى البخاري[8] عن ابن عباس أنَّه قال: "كان أهلُ اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن متوكلون، ثم يقدمون، فيسألون الناس"، فنزلت هذه الآية، وعلى هذا فيكون المراد بالتقوى هنا اتقاء الله بترك السُّؤال، الذي فيه إذلال للحاج ببذل ماء وجهه، ولكن ظاهر الآية لا يقتضي أنَّ النُّزول كان لهذا السبب، فهناك أحاديثُ كثيرة في المنع من السؤال، وفيها تَحذير مُخيف رادع لمن يسأل دون حاجة.

وهذه الآية معناها واضح الدلالة على عموم التزوُّد الحسي كما أسلفناه، والتزود المعنوي من الأعمال الصالحة ببذل البر والمعروف، والزيادة في أعمال الطاعات والقربات، كما يستفاد ذلك من التعليل في الآية نفسها بقوله - تعالى -: ﴿ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197]، وهي التوقِّي من جميع ما يسخط الله باجتناب المنهيات، والتزوُّد من فعل الطاعات على اختلافها؛ إذ لا يصحُّ تعليل التقوى بأَنَّها خير زاد، إلاَّ بمعنى التزوُّد من جميع مُقتضيات التقوى، ولا شَكَّ أن التقوى هي الزاد الصحيح، الذي يحصل صاحبه على السَّعادتين في الدُّنيا والآخرة.

فالتقوى زاد معنوي إذا اجتهد المسلم في تحصيله فاز بتحصيل الزاد الحسي، من سعة الرزق، وتيسير الأمور، وتفريج الكربات، كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2.3]، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5].

قوله - سبحانه -: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197]، فيه أمرٌ مزدوج من الله لعباده بالتوَقِّي مما يضرهم في الدُّنيا والآخرة، وذلك أنَّ الإنسان له سفران: سفر في الدنيا، وسفر من الدُّنيا إلى الآخرة، وكل سفر منهما له زاد ضروري، فسفر الدنيا زاده الطعام والشراب والمركب والمال الاحتياطي، والحصول عليه يخلص الإنسان من شرور قصيرة، وبُؤس قد يتلافاه إذا قصر فيه، أو يَحظى بمن يُسعفه، ولكنَّ الزاد الخطير هو زاد السفر من الدُّنيا إلى الآخرة، وهو زاد التقوى، فهذا لا بُدَّ من تحصيله؛ لأَنَّ في الحصول عليه خلاصًا من عذاب أليم، وشرور دائمة متيقنة، وبؤس مطبق لا ينقطع، ومن قصر في تحصيل هذا الزاد تحقق شقاؤه؛ لعدم قدرته على الاستدراك، وعدم تحصيله لأيِّ مسعف، كما قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [البقرة: 48]، فلهذا وجه الله النداء لأولي الألباب؛ كي يتزودوا لسفر الآخرة.
ذكر الله في الحج:

في قوله - سبحانه -: ﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ [البقرة: 198] تكرير منه - سبحانه - للأمر بذكره؛ ليحصلَ الاهتمام الصحيح من عباده بذكره وعدم الغفلة، فإنَّه في أول الآية نصَّ على ذكره دون مبرر على ذكر المبيت؛ لأن ذكر الله عند المشعر الحرام يستلزم المبيت والوقوف، أمَّا التنصيص على المبيت، فقد يُكتَفى بفعله دون الذكر، فمنصوص الآية الكريمة يدُلُّ على الاهتمام بالذكر الناشئ عن حُبٍّ صحيح وشكر صريح؛ ولذا ختم الآية بتكرارِ الأمر بذكره مُعللاً سببه بقوله - تعالى -: ﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 198]؛ يعني: اذكروه ذكرًا حسنًا، اذكروه ذكر المحب لحبيبه؛ لأَنَّه أعلى وأغلى حبيب للمؤمنين، اذكروه ذكر الشاكرين له على أعظم نِعْمة، وأكبر منحة ومنة، ألاَ وهي نعمة الهداية التي طهرت قلوبكم من الشِّرك، وحررتها من رِقِّ الأصنام الصامتة والناطقة، ووجهتها إلى ما يسعدها، تلك الهداية التي تؤهلكم للجهاد والقيادة العالمية، تلك الهداية التي تنجيكم من السكر المعنوي، والسفه المطبق، والرق المعنوي المسيطر على كلِّ مَن لَم يحظَ بهذه الهداية؛ ولهذا قال - سبحانه -: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ﴾ [البقرة: 198]؛ يعني: وقد كنتم من قبل هذه الهداية من الضالين، أو المعنى: وما كنتم من قبله إلاَّ ضالين، فـ"إن" هنا تكون بمعنى "ما" أو بمعنى "قد".

ولا شَكَّ أنَّهم قبل هداية هذا الوحي المبارك من الضالين، سواء في أصول الدين، كتوحيد الله والكفر والطاعات، أم في فروع الدين كأحكام الحج وغيره، فإنَّ الضلالَ كان شاملاً لجميع نواحي الحياة، وإنعام الله عليهم بالهداية إنعامًا شاملاً لهدايتهم في جميع شؤون الحياة.

ولهذا نَجد الله كثيرًا ما يوصينا بذكره وتكبيره في كثيرٍ من تشريعات دينه، كما في الصيام، وذبح الهدايا والضحايا، وغير ذلك، فكأنَّه - تعالى - يقول: لقد أمرتكم بذكري؛ لتكونوا شاكرين لهذه النِّعمة.

وقد تكلم العلماء على النكتة في تكرير الأمر بالذِّكر؛ حيث قال أولاً: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ﴾[البقرة: 198]، ثم قال: ﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 198]، فقالوا:
أولاً: إنَّ الذكر في كلام العرب على ضربين: ذكر بالقلب عن الغفلة والنسيان، وذكر بالنطق باللسان بهما يحصل كمالُ العبودية، إذا اقترن ذلك بالحب والتعظيم؛ لأَنَّه ذكر متكامل ينهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال - سبحانه -: ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت: 45].

ثانيًا: إن المراد مواصلة الذكر كأنه يقول لهم: اذكروا الله ذكرًا بعد ذكر.

ثالثها: أنَّه أمرنا بذكره عند المشعر الحرام إشارة إلى القيام بوظائف الشريعة، ثُمَّ قال بعده: ﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 198]؛ يعني أنَّ هذا الذِّكر الثاني يقربكم من مراتب الحقيقة لاستغراق قلوبكم في ذكره، تشرق عليكم أنواره المعنوية التي تكتسبون بها زيادة بصيرة نافذة في فهم ما يلقى عليكم، وتَمييز الصحيح من السقيم، والنُّصح من الغش، وهكذا لأَنَّ ذِكْر الله يعطيك نسبةً شريفة إليه، ويَجعلك في مقام عروج معنوي بانشغالك في ذكره.

رابعها: أنَّ في قوله - تعالى -: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 198]، قد يحصل به اشتباه في أنَّ ذِكْر الله مُختص بالحج أو عند المشْعر، فأراد العليم الحكيم - سبحانه - ألا يحصل هذا الاشتباه، فأمر بذِكْره دومًا في جميع الأحوال والأزمنة والأمكنة؛ شكرًا له - سبحانه - على نعمة هدايته لنا في كل شأن من شؤوننا، ذكرًا متواصلاً غير منقطع ولا محدد بزمان أو مكان، ثُمَّ ليعلم أنَّ ذكره - سبحانه وتعالى - يكون بأسمائه وصفاتِه التي وصف بها نفسه، ووصفه بها رسولُه - عليه الصلاة والسلام - لا الأذكار والأوراد المبتدعة، فإنَّ أسماءَ الله توقيفية من وحيه فقط، فليرجع في ذلك إلى نصوصِ القرآن والسنة، وقد قال - سبحانه -: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ﴾ [الأعراف: 180].

والمقصود أنَّه لَمَّا كانت نعمة الهداية الإلهية متواصِلة في كلِّ شيء، وشاخصة لنا أمامَ كل شيء، وجب أن يكونَ الذِّكر لله مُستمِرًّا غير منقطع؛ ولهذا قال: ﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 198]، وقال: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152].

وذكر الله المندوب إليه عمومًا، وفي الحج خصوصًا، هو الذِّكر الكامل على الطريقة التي أرشد إليها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قولاً وفعلاً، من التهليل الكامِل والتكبير والتسبيح والتحميد، ومن أعظمها ما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي في يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يُحيي ويميت، وهو حي لا يَموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير))[9].

وما ورد من التكبير عقب كل صلاة من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق: ((الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد))[10]، والأذكار الأخرى المنصوصة في الأحاديث من التسبيح والتحميد والاستغفار.

فأَمَّا الذِّكر المفرد الذي ابتدعته الصوفية وفروعها، فهذا مُخالف لهدي المصطفى - صلى الله علية وسلم - سواء كان مظهرًا، كقوله: (الله الله)، أو مضمرًا كقوله: (هو هو)، فإن هذا من وحي الشياطين، المخالف لرب العالمين؛ ولذلك قد ينتاب أحدَهم شيءٌ من مَسِّ الشيطان، فيخيل إليه عكس ذلك، وأنَّه واصل إلى الله مكاشف منه، وهذا هو الشيء الثاني مما أردنا التنبيه عليه، وهو أنَّه لا يمكن الاتصالُ بالذات العَلِيَّة، ولا معرفة كنهها، مهما تَجرد الإنسان من كل نعمة، وكل مقصد في الدنيا، بل ولا تدنو مِن كنهها الأفكار والأوهام، بل إنَّ إدراكَ كنه أكثر الذوات المخلوقة لله شيء فوق الاستطاعة والطاقة، وإنَّما أعلى مراتب معرفة الله في الدنيا هي معرفته بآياته ومخلوقاته، كما أرشدنا إلى ذلك دينه القويم، وأمَّا الذين يريدون وجهه، فذلك بإخلاص المقاصد، وإصلاح الأعمال؛ حتى يفوزوا بقربه في الفِرْدَوس الأعلى، وينعموا برُؤية وَجْهِه يَوْمَ المزيد في الآخرة، وليس شيء من ذلك في الدُّنيا قطعًا.

[1] رواه مسلم في الحج باب استحباب رمي جمرة العقبة 2/943.
[2] هي قول الله - تعالى -: ﴿ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ﴾ [الممتحنة: 4 - 5].
[3] روى حديثه الإمام مسلم في الفضائل، باب: فضل أبي ذر، وفيه أنه مكث بمكة ثلاثين ليلة ما له طعام غير ماء زمزم؛ (مختصر صحيح مسلم، للمنذري)، ص 354 (1704).
[4] متفق عليه من حديث علي، رواه البخاري في مواضعَ منها كتاب التفسير، باب: ﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، ح (4949)، ومسلم في القدر، باب: كيفية خلق الآدمي، ح (2647).
[5] قطعة من حديث طويل، رواه البخاري في أحاديث الأنبياء، باب: يزفون، ح (3364).
[6] من حديث عائشة - رضي الله عنها -: رواه البخاري في الصلح، باب: إذا اصطلحوا على... ح (2197)، ومسلم في الأقضية، باب: نقض الأحكام، ح 17 (1718).
[7] رواه أبو داود، ح (4607)، والترمذي، ح (2676)، وابن ماجه، (43)، و(44)، وأحمد 4/126- 127.
[8] رواه البخاري في الحج، باب: قوله - تعالى -: وتزودوا... ح (1523).
[9] رواه الترمذي، وراجع "صحيح الجامع"، للألباني، (3274).
[10] راجع "المغني"، 5/335، دار هجر.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 11-10-2010, 09:27 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تقوى الله في الحج

الســـــلام عليكم
نور
جـوزيت خـيراً على طرحك القيم
بارك الله فيكِ وكتب لكِ الأجر

وأجزل لكِ المثوبه
دمتِ في طاعة الله






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 11-10-2010, 09:43 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عادل الريس

الصورة الرمزية عادل الريس

إحصائية العضو








عادل الريس غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عادل الريس

افتراضي رد: تقوى الله في الحج




أسال من جلت قدرته
وعلا شأنه
وعمت رحمته
وعم فضله
وتوافرت نعمه
أن لا يرد لك دعوة
ولا يحرمك فضله
وان يغدق عليك رزقه
ولا يحرمك من كرمه
وينزل في كل أمر لك بركته
ولا يستثنيك من رحمته ويجعلك من
(إن لله تعالي أهلين من الناس هم أهل القرآن أهل الله وخاصته )
ومن ( بلغوا عني ولو آية ) حديث صحيح في البخاري










آخر مواضيعي 0 تاريخ كسوة الكعبة في مصر
0 وحشتوني
0 كيف تتلذذ بالصلاة
0 مشهد سيسجله التاريخ ؟؟؟؟؟؟؟
0 إسرائيل" وتهديد الأمن المائي المصري
رد مع اقتباس
قديم 11-11-2010, 12:21 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
كمال بدر

الصورة الرمزية كمال بدر

إحصائية العضو







كمال بدر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تقوى الله في الحج

الأخت الفاضله

جزاكِ الله خيراً عن هذا الطرح القيم الرائع إن شاء الله .






آخر مواضيعي 0 موسى بن نصير .. القائد الفذ .
0 قبسات من الطب النبوي العلاجي .
0 حــــوار مع الشيطان .
0 الأمانة ـ روائع أخلاق الرسول .
0 القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
معنى, المشاعر, الدنيا, الدين


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator