كثيرون لايعرفون
فهوليس من اعلام الصحابة
لم يعش طويلا فى ظل الاسلام
رجل من فقراء الانصار
مر ذات يوم برسول الله صلى الله عليه وسلم فناداه باسمه
وصاح به: يا جليبيب ألا تتزوج؟
نعم انه جليبيب الانصارى
صحابي جليل نسيه الناس وما نسيه الله
فقير بسيط ولكن قلبه بالايمان عامر مر هذا الرجل الفقير المعدم، وعليه أسمال بالية وثياب رثة، جائع البطن، مغمور النسب، لا جاه ولا مال ، ليس له بيت يأوي إليه، ولا أثاث ولا متاع،
يشرب من الحياض العامة بكفيه مع الواردين، وينام في المسجد، مخدته ذراعه، وفراشه البطحاء، لكنه صاحب ذكر لربه وتلاوة لكتاب مولاه، لا يغيب عن الصف الأول في الصلاة والقتال،
يقول احمد فى مسنده فى حديث مرفوع
قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار زوجني ابنتك
قال نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين,
قال إني لست أريدها لنفسي,
قال فلمن يا رسول الله
قال لجليبيب
قال أشاور أمها
فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك
قالت نعم ونعمة عين
قال إنه ليس يخطبها لنفسه إنما يخطبها لجليبيب
قالت لجليبيب لا لعمر الله لا نزوجه
فلما أن أراد ليقوم ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما قالت أمها
قالت الجارية من خطبني إليكم فأخبرتها أمها
فقالت أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ادفعوني إليه فإنه لن يضيعني
فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال شأنك بها فزوجها جليبيبا
و قال أنس بن مالك رضي الله عنه :
كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له جُلَـــيْــبِـــيــــبْ
كان في وجهه دمامة و كان فقيراً ويكثر الجلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم : يا جُلَـــيْــبِـــيــــبْ
ألا تتزوج يا جُليبيب؟
فقال : يا رسول الله ومن يزوجني يا رسول الله؟!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أزوجك يا جُلَـــيْــبِـــيــــبْ .
فالتفت جُلَـــيْــبِـــيــــبْ إلى الرسول فقال: إذاً تجدُني كاسداً يا رسول الله ..
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: غير أنك عند الله لست بكاسد ،
ثم لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يتحين الفرص حتى يزوج جُليبيا
فجاء في يوم من الايام رجلٌ من الأنصار قد توفي زوج ابنته
فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ليتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
فقال له النبي : نعم ولكن لا أتزوجها أنا !!
فرد عليه الأب : لمن يا رسول الله !!
فقال صلى الله عليه وسلم: أزوجها جُليبيبا
فقال ذلك الرجل: يا رسول الله تزوجها لجُلَـــيْــبِـــيــــبْ ، يارسول الله إنتظر حتى أستأمر أمها !!
ثم مضى إلى أمها وقال لها أن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب
إليك ابنتك
قالت : نعم ونعمين برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يردالنبي صلى الله عليه وسلم ..
فقال لها : إنه ليس يريدها لنفسه ...!!
قالت : لمن ؟
قال : يريدها لجُلَـــيْــبِـــيــــبْ !!
قالت : لجُلَـــيْــبِـــيــــبْ
لا لعمر الله لا أزوج جُليبيب وقد منعناها فلان وفلان
فاغتم أبوها لذلك ثم قام ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم فصاحت الفتاة
من خدرها وقالت لأبويها : من خطبني إليكما؟؟ قال الأب : خطبك رسول
الله صلى الله عليه وسلم ..
قالت : أفتردان على رسول الله صلى الله عليه وسلم .أمره ادفعاني إلى رسول الله فإنه لن يضيعني !
قال أبوها : نعم
ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله شئنك بها
فدعى النبي صلى الله عليه وسلم جُليبيبا ثم زوجه إياها
ورفع النبي صلى الله عليه وسلم كفيه الشريفتين وقال:
اللهم صب عليهما الخير صباً ولا تجعل عيشهما كداً كداً !!
استشهاده رضى الله عنه
يقول احمد فى مسنده
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغزى له فلما فرغ من القتال
قال: " هل تفقدون من أحد؟ "
قالوا: نفقد والله فلانا، وفلانا،
قال: " لكني أفقد جليبيبا "،
فوجدوه عند سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه،
فأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر، فانتهى إليه،
فقال: " قتل سبعة، ثم قتلوه هذا مني، وأنا منه، قتل سبعة وقتلوه قتل سبعة هذا مني وأنا منه " قالها مرتين أو ثلاثا،
ثم قال بذراعيه هكذا، فبسطها، فوضع على ذراعي النبي صلى الله عليه وسلم حتى حفر له، فما كان له سرير إلا ذراعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى دفن،
ويقول انس بن مالك
ثم لم يمضي على زواجهما أيام حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم معأصحابه في غزوة وخرج معه جُلَـــيْــبِـــيــــبْ
فلما أنتهى القتال اجتمع الناس وبدأوا يتفقدون بعضهم بعضاً
فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هل تفقدون من أحد
قالوا : نعم يا رسول الله نفقد فلان وفلان كل واحد منهم
إنما فقد تاجر من التاجر أو فقد ابن عمه او أخاه
فقال صلى الله عليه وسلم : نعم و من تفقدون
قالوا : هؤلاء الذين فقدناهم يا رسول الله
فقال صلى الله عليه وسلم: ولكنني أفقد جُلَـــيْــبِـــيــــباً فقوموا نلتمس خبره
ثم قاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال وطلبوه مع القتلى ثم مشوا فوجدوه في مكان قريب إلى جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم غلبته الجراح فمات .
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم على جسده المقطع ثم قال : قتلتهم ثم قتلوك أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك
ثم تربع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا بجانب هذا الجسد ثم حمل هذا الجسد ووضعه على ساعديه
صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يحفروا له قبراً
قال أنس : فمكثنا والله نحفر القبر وجُليبيب ماله فراش غير ساعد النبي صلى الله عليه وسلم ..
قال أنس : فعدنا إلى المدينة وما كادت تنتهي عدتها حتى تسابق إليها الرجال يخطبونها