حكامنا ومرض جنون العظمة
د. بدر عبد الحميد هميسه
بسم الله الرحمن الرحيم
جنون العظمة مرض نفسي خطير يصيب بعض الناس فيجعله يبالغ بوصف نفسه بما يخالف الواقع فيدعي امتلاك قابليات استثنائية وقدرات جبارة أو مواهب مميزة أو أموال طائلة أو علاقات مهمة ليس لها وجود حقيقي.
وهذا المرض هو عارض لمرض عقلي صرف كمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، الذي يكون المريض فيه مرتفع المزاج ،كثير الحركة والضحك والفكاهة, كما يعتبر جنون العظمة عارضا وعلامة من علامات مرض فصام الشخصية ( الشيزوفرينيا) أو قد يكون مرض مستقل بحد ذاته وليس عارض لمرض. المريض عادة يعتقد بشكل قاطع بامتلاكه صفات غير واقعية وعظمة وهمية ولا يقتنع بمخالفة الآخرين له في هذا المضمار.
والذي يصاب بمرض جنون العظمة يرى نفسه فقط ولا يرى الآخرين , كما قال الشاعر العربي قديما :
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم * * * اللَّهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُـلْ فَنَـدا
إني لأفتحُ عيني حين أفتحها * * * على كثيرٍ ولكن لا أرى أحداً
فهو يعيش في عالم الوهم المكتسب يعتقد أن الناس كلها تحبه وتقدره وتقبل عليه , وتتمنى وده وقربه , وكلهم رهن إشارته وطوع أمره .
ووهم الاعتقاد بالعظمة قد يكون عرض من أعراض ازدواج الشخصية بنوعيه النفسي وهو الـ \" نادر\" والاجتماعي وهو الـ \" شائع \". حيث يعيش المريض عادة في عالمين متناقضين بالمبدأ والأسلوب، فيستدعي أحد أطراف الشخصية المزدوجة إظهار النفس بما ليس فيها وابتداع مواهب وصفات غير موجودة، تتناسب مع لوازم تلك الشخصية ومتطلباتها.
والمصاب بمرض جنون العظمة يحب إظهار نفسه أمام الغير بصفات إنسانية طبيعية وغريزية لا يحق لأحد أن ينتقدها أو أن يتسامى عليها, فهو مصاب بالنرجسية وحب الأنا والغيرة الشديدة والمنافسة الحادة .
فلا يقبل من أحد أن ينزله من عرشه ولا أن يزحزحه من مكانه , ولقد رأينا في الشهور السابقة كيف ظهر هذا المرض واضحا لجميع الناس في بعض حكام العرب الذين أصيبوا بمرض جنون العظمة فأصبح أحدهم لا يرى إلا تحقيق ملذاته وشهواته وتكديس الأموال والثروات لذلك , وصار لا يسمع إلا صوته هو فلا أنين شعبه يشغله ولا معاناة الناس تقلقه , بل ورأينا حاكما آخر لا يرى الأهلية في تولي الحكم من بعده إلا لأولاده فهم أكفأ الناس وأجدرهم بتولي زمام الحكم , بل ورأينا حاكما يستأجر ( البلطجية ) من الخارج لتأديب شعبه الذي سعى إلى التحرر من قبضته وسطوته , بل أخذ يقصفهم بالمدافع والطائرات لأن صوتاً علا فوق صوته .
ومرض جنون العظمة من أصعب الأمراض علاجاً وتأتي صعوبة العلاج لأن الإحساس بالعظمة يتمركز حول الذات التي لها ثبات نسبي، ويتطلب العلاج إحداث تغيير في مفهوم المريض عن ذاته وقدراته وإمكاناته، وهو ما يجعله يضع قدميه على أرض الواقع ويبعده عن شطحـات الخيال, وهذا قد يبدو مستحيلاً لدى البعض , وبخاصة إذا استفحل هذا المرض ووصل بصاحبه إلى حد الجنون الحقيقي .
والمصاب بمرض جنون العظمة يحب إظهار نفسه أمام الغير بصفات إنسانية طبيعية وغريزية لا يحق لأحد أن ينتقدها أو أن يتسامى عليها, فهو مصاب بالنرجسية وحب الأنا والغيرة الشديدة والمنافسة الحادة .
فلا يقبل من أحد أن ينزله من عرشه ولا أن يزحزحه من مكانه , ولقد رأينا في الشهور السابقة كيف ظهر هذا المرض واضحا لجميع الناس في بعض حكام العرب الذين أصيبوا بمرض جنون العظمة فأصبح أحدهم لا يرى إلا تحقيق ملذاته وشهواته وتكديس الأموال والثروات لذلك , وصار لا يسمع إلا صوته هو فلا أنين شعبه يشغله ولا معاناة الناس تقلقه , بل ورأينا حاكما آخر لا يرى الأهلية في تولي الحكم من بعده إلا لأولاده فهم أكفأ الناس وأجدرهم بتولي زمام الحكم , بل ورأينا حاكما يستأجر ( البلطجية ) من الخارج لتأديب شعبه الذي سعى إلى التحرر من قبضته وسطوته , بل أخذ يقصفهم بالمدافع والطائرات لأن صوتاً علا فوق صوته .
ومرض جنون العظمة من أصعب الأمراض علاجاً وتأتي صعوبة العلاج لأن الإحساس بالعظمة يتمركز حول الذات التي لها ثبات نسبي، ويتطلب العلاج إحداث تغيير في مفهوم المريض عن ذاته وقدراته وإمكاناته، وهو ما يجعله يضع قدميه على أرض الواقع ويبعده عن شطحـات الخيال, وهذا قد يبدو مستحيلاً لدى البعض , وبخاصة إذا استفحل هذا المرض ووصل بصاحبه إلى حد الجنون الحقيقي .
مما يزهدني في أرض أندلـسٍ ***** أسمـاءُ معتمـدٍ فيها ومعتضـد
ألقاب مملكة في غير موضعها ***** كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد
.