العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > القصص والروايات

القصص والروايات قصص و روايات يختص بالقصص بشتى أنواعها : قصص حب غرامية، قصص واقعية , قصص خيالية , قصص حزينة , قصص غريبة , قصص تائبين , قصص رومانسية , قصص دينية , قصص خليجية طويلة ,روايات و حكايات شعبية, حكايا و قصص شعبية , الادب الشعبي, قصص مغامرات اكشن واقعية, قصص الانبياء, قصص قصيرة حقيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10-15-2009, 09:30 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي صاحبة الشجرة




( صاحبة الشــــجرة )
قصة قصيرة

كتبها : أحمد كمال
وقفت خلف النافذة تنظر من داخل حجرتها في البيت الكبير على قمة الجبل ، عاصفة شديدة ، ثلوج كثيفة ، رعد وبرق ترتعد منه الفرائص ، وإذا بالكهرباء تنقطع ، والظلام الدامس يدرك كل من في البيت ، بياض الثلج هو الشيء الوحيد الذي يرى في هذا الليل الصعب !!
وإذا بصوت طفلة صغيرة يلين قسوة الليل الصعب تنادي مرتجفة خائفة :
- ألن نهبط إلى أبي يا عمة ؟
فالتفتت العمة نحو الصوت وهي لا ترى شيئاً قائلة
- بلى يا حبيبتي ، هيا ، هيا تقدمي نحوي بحرص
ويطلقان يديهما في الهواء بحثاً عن بعضهما البعض ، وإذا بأطراف أصابع يد الطفلة الصغيرة تلامس أطراف أصابع يد العمة الشابة ، وبسرعة تلامس بكفيها وجهها ، تصيح الطفلة خوفاً ، فتجثوا العمة على ركبتيها وتضم الطفلة إلى صدرها بحنو بالغ ، ثم تهب واقفة وهي تطمئنها وتحملها على ذراعيها ، وتسير في ظلام دامس ، بخطاً حريصة ، تتلمس بكامل أحاسيسها الطريق !! وتتحسس براحة قدميها الاتجاه الذي به تسير ، حتى ظهر من بعيد ، ضوء شاحب مريض ، أسرعت نحو الضوء ، وهبطت الدرج بسرعة ، حتى إلتئمت مع أسرتها حول المصباح الصغير ، وارتمت الطفلة في أحضان أمها ونست عمتها !!
كانوا من البرد يرتعدون ، وهي تلقي السلام بشفاه مرتجفة ، وتجلس على الأريكة ، وعينيها تبحث عن شيء يدفئها من برد شديد ، ردوا عليها التحية ، وهم يرتعدون من البرد ، وكل يفكر كيف نتدفأ في هذا الليل الطويل ، والطريق المقطوع ، حتى ينبلج الصباح بنور الشمس الدافئة ، وإذا بشقيقها يصيح :
- لماذا لا نحتطب من الحديقة ؟
فيرد الآخر :
- الحديقة كلها أشجار مثمرة !
ويتدخل الشقيق الأصغر قائلاً
- ويبدوا إنك نسيت أن هذا الشجر قد زرعه والدك بأسمائنا
فتداعبه شقيقته الوحيدة قائلة :
- ربما نويت أن تتخلى عن بخلك وتقطع شجرتك لتدفئنا بخشبها !!
فيضحك الجميع وإذا بالشقيق الأكبر يقول بجدية :
- ولماذا لا نقطع شجرتك أنت !!
فيسود صمت مطبق ، حتى تتحمس له زوجته قائلة :
- ولما لا ، إنها شجرة يابسة !!
وكأن الفكرة قد غزت رؤوس الجميع عدا الشقيقة صاحبة الشجرة ، فوقفت ومن خلفها ظل عظيم وهي تصيح معترضة :
- هذه شجرتي ولن يقطعها أحد !!
فترد زوجة الشقيق الأوسط مدافعة :
- ولكن الأطفال سيتجمدون من البرد ، ألا تنظرين ؟ !
فتنهرها صاحبة الشجرة بظلها العظيم :
- إن لآبائهم أشجاراً يمكن أن يقطعوها ، ولكن ليس شجرتي !!
فتعنفها زوجة الشقيق الأصغر قائلة :
- لو كان لك أطفالاً لأدركت ما نقول !!
وهنا هوت صاحبة الشجرة على الأريكة ومن خلفها ظلها العظيم ، ويسرع الأشقاء الثلاثة مع المصباح الصغير ، يحملون الفؤوس ليقطعون شجرة شقيقتهم اليابسة ، وهي تستدعي صوتها من أعماق جرح كبير ، وتغزو الدموع مقلتيها ، ليزيد عليها مشقة الكلام ، ولكنها بصوت مبحوح تصيح :
- لقد يبست الشجرة لأن أحداً لا يسقيها ، ربما في هذا الربيع تجيد !!
فينظرن لها زوجات أشقائها الثلاثة ، والسخرية بادية على وجوههن وتقول إحداهن :
- لقد يبست الشجرة ، ألا تدركين ؟!
وتستجمع صاحبة الشجرة قواها ، وتقف على قدميها ، وتطلق ساقيها للريح وهي تصيح :
- لا تقطعوا شجرتي ، إنها يابسة ولكن الحياة لا تزال فيها ، إنها تخضر في الربيع ، وتفوح منها رائحة أحبها ، وتتقافز العصافير عليها مع مطلع كل يوم جديد .
حتى وقفت أمام شجرتها ، ورأتهم يضربون ساقها العتيد ، والثلج يغطي كل شيء حتى كسى وجهها ، وهي بيديها تسقطه ، وتقول مستعطفة :
- لا تقطعوا شجرتي ، إني أستظل بها من حرارة الصيف ، وأكتب تحتها قصائدي وقصصي ، وأحكي لها كل أسراري ، وهي تحكي لي !!
وما أن بدأت الشجرة تتهاوى ، حتى أبت ساقيها أن يحملنها ، ودارت الدنيا من حولها ، وهوت بجسدها على كومة من الثلج الكثيف مغشياً عليها ، فأسرع أشقائها لنجدتها ، وحملوها إلى البيت حتى تستريح .
وبينما الأسرة حول النار تصطلي ، وأصبح البيت دافئاً ، أفاقت صاحبة الشجرة ، ونظرت بحسرة إلى حطب شجرتها ، فارتسمت على شفتيها ابتسامة شاحبة ، وهي تستدعي أنفاسها الذاهبة قائلة :
- وداعاً يا شجرتي ، وداعاً كما ودعتني !!
ثم أطبقت جفنيها .......... وذهبت !!!

انتهى



مَودَّتي










آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس
قديم 10-15-2009, 09:37 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: صاحبة الشجرة




سلوى


تسلمى على الطرح المميز

حفظك الله بكل وقت

دعواتى لك بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 10-15-2009, 09:52 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: صاحبة الشجرة

سلوى
طرح فيه الكثير اعطت الشجرة
فكان صاحبة الشجرة مخلصة
تاثرت بمن رحلت عنها
لانها فقدت ظلها
طرح اكثر من رائع
بارك الله لك
شكرى واحترامى






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator