أمام أبوابِ الخريفِ
سَلَّمتٌ عقلي وأفكاري
أخافٌ أن تتغَيّرَ لطٌولِ الترحالِ
تَرْكٌها هناكَ أَأْمنٌ لها
من أن تَطالَها أيادي النسيانِ
فمرحى لمدن الخريف و كلِ قاطنيها
من أٌمرَائِها لشَحاذِيها
سأرحل عنها
عسى بعد الفراق تذكر أمانتي
فمن أبوابها بدَأَتٌ رحلتي
و إليها بإذن الله سأنتهي
..هي لي أنا وطن لا اعرفه
أحس به..أشتاقه
و أنا لها مجرد رقم بلا معاني
مهمل كغيري على الجدارِ
متى يحين اللقاء ..سأعانقها
سألقي على مسامعها معاني الشكر والثناء
أمام مدن الخريف
عشتار أتت
تلملم جراحها
تبحث فيها عن بلسم تنهي به آلامها
اغتالتها الأساطير..غيرت ملامحها
فأعلنت أمام أبوابها ثورتها
على كل ما قيل
على شهرزاد في عرشها
و أفروديتَ في سمائها
تخلت عن مجدها و ماضيها
لتبني حاضرها بأيديها
فتكون هي..صورة لنفسها
لا أكذوبة على ألسنة العاشقين
عشتار قد أتت..في موكب الغارقين
تبحث عن خلاص مع الوافدين
تغني أغاني الجنوب الحزين
و تصمت..أمام الليل البهيم
أمام مدن الخريف
حنظلة أتى.. مند زمن بعيد
وفي يده أطواق ياسمين
و بقايا قلم وجرح كبير
يردد في ذهنه لحن انكسار و أمل
و أغنية ثائرة على الحنين
فأبعدوا عنه الجماهير
فهو لم يمثِّل يوما لم يدعي الأنين
اعتزل اللامبالاة والصمت الكئيب
و الأوراق البالية و الانتظار
ليبدأ من جديد
رحلة النضال و المسير
بمعونة كل الثائرين
أمام مدن الخريف
كل من لا وطن له ..هي له البديل
بلد الرمان والياسمين
على عتباتها حطت آمال القادمين
من بلدان الجنوب الجزين
حيت الكل في انتظار غدٍ جميل
و حلم بسيط
منقولى