إ ليهـا
وضعتُ في كفها قلبي وأسراري ** وصغـتُ فيـها أناشيدي وأشعاري
ولو رأيتُ بحور الشعر تغـرقنى ** وجدتُ فيـها شراعي عـندَ إبحاري
وظلَّ يجرى اسمها لحناً علي شفتى ** كالعطرِ في الوردِ أو كالنورِ في النارِ
حتى تبدلت الألفــــاظ في لغتى ** من الحروف .. إلي وردٍ وأزهــارِ
ووجهُها البكر مطبــوعٌ بذاكرتى ** مستوطنٌ داخلي . يحتلُّ أفكـــارى
وصوتها العذب .. أنغـامٌ تهدهدنى ** كأنما صوتهــا نـايى ومزمـاري
وطيفها ماثــلٌ حولي يلاحقــنى ** في كل وقـتٍ لدَى حلّي وأسـفارى
إن أقبلتْ قَبّلَتْ عينــايَ بسمتَهـا ** كأن بـدراً بدا في ساحـة ِالــدارِ
حدائقي قبلها جفَّتْ وما طرَحَــتْ ** حتى أتتها . فجادتْ كلُّ أشجـــاري
وأثمرت روضتى الجرداء وابتسمت ** لها زهوري وغنَّتْ كـلُّ أطيــارى
واستنشق الوردُ عطراً من جدائلها ** واستحْيَتِ الشمسُ من إشعاعها السَّاري
ما اهتزَّ من قبلها عودى فما عزفتْ ** عليه إلا وهـزّت كـلَّ أوتـــارى
هل غزوُها لقلاعي كان من قدرى؟ ** إن كان هـذا فقـد صالحتُ أقـداري
لا عيبَ في حُسنها إلا ترفُّعهـا ** فلا تـجـود لنا.. إلاَّ بمقـدارِ
شعر : سعيد حسين القاضي