العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-07-2010, 10:21 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي الحضارات والهزائم : دروس من تجربة...

الحضارات والهزائم : دروس من تجربة...







العلاقة بين الحضارات والهزائم علاقة عجيبة .. تفني بعض الحضارات بعد الهزائم، وتقوى حضارات أخرى بعد الهزائم أيضاً؟ وهو سؤال يحيرالكثير من المؤرخين عند دراسة الحضارات المختلفة عبر تاريخ البشرية. بعض الحضارات لا تقبل بالهزيمة، وإنما تصبح الهزائم مصدر قوة لهذه الحضارات لكي تعود للظهور مرة أخرى بشكل أقوى وبصورة أكثر مدنية وتحضراً. وبعض الحضارات الأخرى لا تقبل أيضاً بالهزائم ولكنها تنقاد إلى المزيد من الهزائم التي تقضى عليها. والكثير من الحضارات تقبل بالهزائم وتنزوي لتصبح هامشاً في صفحات التاريخ.





ومن الحضارات التي لم تفنيها الهزائم الحضارة الإسلاميةوالحضارةالصينية، وكل منهما مر بفترات هزيمة طويلة. لكن المتتبع للتاريخ يجد أن الهزائم لهاتين الحضارتين كانت مصدراً لشحذ همم الأفراد والقادة لكي تعود الحضارة أكثرازدهاراً وقوة. وفي المقابل اختفت حضارات أخرى كان لها من القوة والمدنية والتقدم التقني والحضاري مثل ما كان للحضارة الإسلامية أو الصينية ومع ذلك لم تستطع البقاءوالصمود في وجه الزمن وأحداث التاريخ، ومثال ذلك الحضارة الرومانيةواليونانية.





ألمانيا كانت تتربع على عرش الحضارة الغربية في بدايةالقرن العشرين ولم تقبل بالهزيمة بعد الحرب العالمية الأولى، وعادت بشكل أقوى لتجتاح العالم في الحرب العالمية الثانية. لم تستطع ألمانيا أن تتحمل الهزيمة الأولى، ولكن لم يكن لديها الرصيدالأخلاقي والحضاري اللازم لمواكبة الطموح في السيادة والمدنيةوغزو العالم. هنا يكمن مفتاح بقاء الحضارات واستمرارها، وهو أن يتوفر للحضارةالرصيد الكافي من القدرات الداخلية التي تضمن استمرار الصمود والبقاء خلال الأزمات وبعد الهزائم وهو ما لم يتوفر لألمانيا من قبل، ولا تتمتع بهالحضارة الغربيةاليوم. لذلك لن تتمكن الحضارة الغربية من مقاومة هزائم الزمن لأن الرصيد الداخلي لهذه الحضارة يتناقص يوماً عن يوم.





الرصيد الداخلي للحضارات





إن الرصيد الداخلي للحضارة لا يرتبط بالضرورة بالعوامل المادية والإقتصادية، وإنما يرتبط بشكل أكبر بمنظومة القيم والأخلاق التي تحملها الحضارة من ناحية، وبين الصفات الشخصية والعرقية التي تميزأبناء هذه الحضارة، وهى عوامل قد لا تظهربشكل واضح عند ازدهار الحضارات، ولكنها تشكل صمام الأمان اللازم لاستمرار الحضارات بعد الهزائم. وهذا مايميز كلاً من الحضارة الصينية والإسلاميةرغم التباين والاختلاف الشديد بين مقومات كل من الحضارتين.





لقد اختفت الحضارة الصينية إلى حد كبير من الساحةالعالمية خلال القرون الماضية، أما اليوم فإنها تخطو بخطى واضحة وثابتة نحوالتأثير مرة أخرى في مجريات أحداث العالم. إن متابعة عودة الصين إلى الساحةالعالمية كقوة عظمى يمكن أن يفيد أبناء الأمةالإسلامية وهى تتلمس طريق العودة إلى المكان اللائق بها حضارياًوإنسانياً.





وإذا كانت النهضة الحضارية ترتبط بمنظومية القيم والصفات العرقيةالمميزة لأبناء الحضارة، وليس بالضرورة للرصيد المادي أو الإقتصادي أو حتى الفكري،فكيف يمكن للتجديد الحضاري أن يتجاوز عقبات التخلف والجهل التي تحيط وتكبل عودةالأمة إلى مكانها اللائق بين الحضارات والأمم. هنا – مرة أخرى –يمكن أن تعطي تجربةالصين بعض الدلالات والإشارات إلى ذلك الطريق.





الصين والنهوض الحضاري





كانت الصين في بداية القرن العشرين وحتى منتصفه كياناً هزيلاً ضعيفاً يعاني من تفشي الجهل والفقر ونقص التقنية وضعف الهوية القومية والهزيمة النفسية وسيادة القوى الأجنبية. كلها عوامل كانت تكفي لتحطيم أي كيان أودولة، وهى نفس الأمراض التي تعاني منها المجتمعات العربية والإسلامية في بدايةالقرن الحادي والعشرين.





ولكن في خلال 50 عاماً انتقلت الصين مرة أخرى في تاريخها الذي يعود إلى أكثر من 5000 عام لتصبح قوة عظمى تنافس الولايات المتحدة على سيادة العالم، وتعتبر اليوم أهم دولة في العالم اقتصادياًوسكانياً وسياسياً، ومعكل ذلك فقد حافظت الصين على هويتها التاريخية، وشخصيتها القومية إلى حد يثيرالإعجاب والتأمل.






يرجع البعض كل ذلك إلى شخصية ماوتسي تونج .. ولا شك أنهاكانت شخصية تاريخية في حياة الصين المعاصرة، ولكن من يتابع الواقع الحالي للصين يجدأنها بلا شك قد استفادت من تعاليم ماوتسي تونج وقيادته للصين،ولكنها قد تجاوزت ذلك اليوم في طريق نهضتها الحالية، وساهمت عوامل أخرى متعددة في استعادة الصين لدورهاكقوة حضاريةعالمية.





الرصيد الحضاري للأمم





يمكن إجمال عوامل 'الرصيد الحضاري' للأمة المستمدة من تجربةالصين في الأمور التالية والتي يمكنأن تفيد الأمة الإسلامية لتستعيد دورها ونهضتها في عالم القرن الحادي والعشرين.





القيادة الفكرية: لا تتقدم الأمم بالتقنيةوالمدنية والتصنيع فقط، ولكن لابد أن يمتزج كل ذلك من خلال قيادة فكرية تدفع الأمةللأمام وتحافظ على هويتها، وتنجح في تطويع الأفكار العالمية لخدمة القضايا المحليةللأمة، وهو ما نجح فيه ماوتسي تونج على سبيل المثال في الصين.





فرغم أنه اقتنع بالفكر الماركسي إلا أنه لم يقبل بنقل التجربة الروسية إلى الصين، وإنما قام بتطويع الفكر الماركسي ليتناسب مع طبيعة الشعب الصيني.والأمة الإسلامية ليست في حاجه لاستيراد أفكارغربية أو ماركسية للنهوض الحضاري، وإنما هى في حاجه إلى إيجادصيغ عملية واقعيةلتجديدالفكر الإسلامي ليتناسب مع احتياجات الأمةوطبيعتهاالمتعددة القوميات في القرن الحالي وهذا دور القيادة الفكرية للأمة.





إحياءالشخصيةالقومية: الاعتزاز بالهوية الخاصة بالأمة أحد أهم عوامل الرصيدالحضاري اللازم للحفاظ على الحضارة. ولذلك فإن إحياء الاعتزاز بالهوية الإسلامية للأمة هوأحد أهم الخطوات إلى عودتها إلى مكانتها الحضارية اللائقة، ولايعني الاعتزازبالهوية الإسلامية التمييزالعرقي أو الإضطهاد الديني للأعراق أو أبناء الديانات والشعوب الأخرى، وإنما يعني الحفاظ على مقومات الشخصيةالإسلامية والاعتزاز بهاوتربية الأجيال الناشئة عليها دون غلو أو تفريط. تبرز تجربة الصين المعاصرةأهمية هذا العامل في دفع الشعب إلى الإتقان والتفاني والتضحية من أجل الأمة.





الانغلاق الثقافي محلياً: لكي تنجح الأمة في استعادة حضارتها، فإنهاتحتاج إلى نوع من النقاء الفكري والثقافي الذي يستدعي تقليص التأثير الخارجي على الثقافة الخاصة بالحضارة. ورغم أهميةهذا العامل وضرورته إلا أنه دائماً يواجه بالنقد الشديد من قبل الشعوب والخصوم معاً، ففي عالم أصبح كالقرية الصغيرة، تبرز أيدعوة للإنغلاق الثقافي في مرحلة من تاريخ أمة، وكأنها دعوة إلى التخلف والإنغزال عن العالم المعاصر.





ولكنها في المقابل دعوة إلى إعادة البناء الداخلي للشخصيةالإسلامية التي تعاني حالياً من أمراض متعددة ومعدية. إن العزل الثقافي في مرحلةالبناء والعلاج له نفس قيمة وأثر العزل الصحي للمريض إلى أن يتماثل للشفاء قبل أن يسمح له بمغادرةالمستشفى والعودة إلى الاختلاط والتعامل مع الأخرين.





لذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في بداية الدعوةإلى الإسلام عن قراءةالشرائع الأخرى، وكان ذلك في مرحلة البناء،وانتهى بإنتهائها،وكذلك فعلت الصين عندمرحلة البناء فيمايسمى'بالثورة الثقافية'على ما كان فيها من أخطاء وتجاوزت إلاأنها كانت مرحلة أثبتت فائدتها للأجيال الجديدة التي استعادت الهوية الشخصية للأمةوالبناء الثقافي لها.





ولا يعني الإنغلاق الثقافي رفض الأفكار القادمة منالخارج، وإنما يعني تقليل أثر هذه الأفكار على الثقافة المحلية في مرحلة البناء،ويتم ذلك أحياناً بمنع الأفكار من الوصول إلى الشعوب وهى ما لايعقل أو يقبل في القرن الحادي والعشرين ومع تطور تقنيات التواصل بين الشعوب والأفراد، ولذلك فالبديل الصحيح هو مقاومة الأثار السلبية للأفكار التي ترفضها الحضارةالإسلامية عن طريق استخدام نفس تقنيات التواصل بكفاءة أكبر لبث الثقافة المقبولة للمجتمع والمساعدة على البناء الداخلي للأمة.





البناء الداخلي للفرد والأمة: إذاأرادت حضارة ماأن تستعيد مكانتها بينالأمم والحضارات، فهى في حاجه إلى مرحلة بناء داخلي تستعيد فيه الحضارة قدراتها على الإبداع الحضاري والإكتفاء الإقتصادي والقوة السياسيةوالعسكرية. وقد تستفيدالأمة في هذه المرحلة من الحضارات والقوى السياسيةوالإقتصادية الأخرى لمساعدتها على النهوض دون أن تفرض هذهالحضارات هيمنتها الفكريةأو السياسية على الأمة،





إن هذا التوازن بين الاستفادة من الآخر مع الحفاظ على الإستقلالية الفكرية توازن شاق ويحتاج إلى القيادة الحكيمة والمثابرة. وبما أن البناء الداخلي يحتاج إلى وقت وجهد، ولايثمر نتائج عاجلة فورية، فلابد من إهمال عامل الزمن عند إعادة البناء، ويعني ذلك التركيز على قوةالبناء الداخلي، وليس الوقت اللازم لتحقيق ذلك، ومن المهم تحمل المشكلات الآنية التي تطرأ إلى ان يتم العلاج التام لأمراض الأمة في المستقبل.





تضحية جيل: تستعيد الحضارات ذات الرصيد الحضاري مكانتها عندما يتقبل أحدأجيال الأمة مسئولية إعادة الأمة إلى سلم الحضارة، والتضحية في سبيل ذلك. والتضحية التي يقدمها هذاالجيل تكون في الغالب باهظة الثمن، ولذلك فليس من السهل أن يجبر جيل ما على القيام بهذه التضحية، وإنما تجتمع الظروف والعوامل الأخرى لتكون هذا الجيل وتقدمه ثمناً لاستعادة الحضارة لمكانتها. إن هذا ما حدثفي الصين التي فقدت الملايين من جيل ماوتسي تونج والجيل الذي تلاه، وتحصد الصين اليوم نتائج تضحيات ذلكالجيل.وما يحدث اليوم في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من المناطق الملتهبة في العالم الإسلامي قدتكون بشارة تعكس نفس روح التضحية التي يقدمها أبناء جيل من أجل أمة.





قبول التحدي: الرصيد الحضاري الكامن لدى الأمم لا يتحول إلى قوة دفع إلا عندما تقبل الأمة أفراداً ومجتمعا تتحدي مواجهه الواقع وتحدي التغلب على المعوقات والخصوم. فلاتستعيد الحضارات مكانتها بأن تفسح لها الأمم الأخرى مكاناً،ولكنها تستعيد مكانتها بفرض نفسها على الحضارات الأخرى، وتحدي الخصوم من أجل الفوز باحترام العالموثقةالشعوب. إن العودة الحضارية تفقدالأمة الكثير من الأصدقاء في مرحلة التحدي، ولكنهاتعيد إلى الأمة الاحترام العالمي وهو خيار لا يحسم إلا بقبول التحدي. ولا يعني قبول التحدي إساءة معاملة الخصوم، وإنمايعني اكتساب الخصوم إلى صف الأمة بناء على التوافق في المواقف وقبول التضحية من أجل المبادىء ومن أجل إعادة الأمة إلى مكانتها.





كيف تعود أمتنا إلى مكانتها




إن الأمة الإسلامية لها من 'الرصيد الحضاري' ما يكفي لأن تعود إلى قمة الأمم المتحضرة فكرياً وتقنياً وأقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، ولكن الأمة في حاجة إلى اتباع العوامل السابقة لكي يتم تحويل الرصيد الحضاري إلى واقع جديد ينقل الأمة من مأساتها الحالية وينهض بها من كبوتها التي طالت، ولن تجتمع هذه العوامل إلا بتكاتف طليعةالمثقفين والمفكرين وقيادات الأمة معاً للتضحية من أجل مستقبل أفضل للأمة على حساب تضحية جيل لن ينعم بالرخاء أو بالراحة، ولكنه سيكون جيل نهضة تذكره الأجيال القادمةويفوز بالنجاح والنجاة في الدنيا والأخرة..
اتمنى ان نستفيد من درس نهضة الحضارات ووتجاوز الهزائم
م0ن






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 03:46 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ساجده

الصورة الرمزية ساجده

إحصائية العضو








ساجده غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الحضارات والهزائم : دروس من تجربة...

السلام عليكم

نور


جزاكِ الله خيرا على طرحك القيم

أثابكِ المولى ونفع بكِ







آخر مواضيعي 0 أخلاق الكبار
0 ترويض وتهذيب النفس
0 قل يارب....
0 إلى أين أذهــب ؟؟؟
0 فكرت قبل كده ربنا خلق المخلوقات الشريرة ليه؟
رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 11:31 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الحضارات والهزائم : دروس من تجربة...



نووور



تسلمى على الطرح الرائع



يسر الله امورك وكتب لك السلامة

دعواتى لك بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 01-09-2010, 09:06 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الحضارات والهزائم : دروس من تجربة...

احمد المصرى
اسعدنى اطلالتك العطرة
كل الشكر لك







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator