ضَمِيِرُ العَالَمْ ~
بِقَلَمْ : فَاطِمَة / 15 سَنَة ..,
أخَذْتَه مِنْ نَشْرَة الوِفَاقْ البَحْرَيْنِيّة .. ~
أعْجَبَنِي أسْلُوب الكَاتِبَة عَلَى الرّغْمْ مِنْ حَدَاثَة سِنّها .. ~
[ ...
عندما تفقد الأوزان ثقلها و يصبح كل شيء في العالم باهت اللون ،
و تنعدم روائع كل عطور الكون و تصبح السماء ملبدة بالغيوم ،
و تكون أشعة الشمس سوداء تغمر الدنيا ظلاماً موحشا ً و لا تستطيع
كل أضواء الكرة الأرضية أن تضيء و لو غرفة صغيرة فقط ،
حين تنام الضمائر و يكون كل شيء هملا ً ليس له معنى ،
و عندما تعلو وجوههم علامات العار ، وتتدفق من أفواههم نسائم الرذيلة ،
و تهز الأرض أصوات طبول الرقص المجنونة عندها فقط ،
تستيقظ النفوس الضائعة الهائمة في كل بقعة من بقاع هذه الكرة الأرضية
التي انتظرت سنينا ً طويلة عهداً زاهراً فلا يأتي ،
عند هذه اللحظات تبكي الضمائر الحية و القلوب البيضاء و الأفواه المنادية
الحب و السلام ، الماشية على درب الفضيلة و المتحملة لكل صعوبات الأيام
و مشاكلها ، عندما يتضجر غضب المقهورين و المظلومين ، المعذبين المقيدين ،
عندما تعبر ألسنتهم عن دموع مكتوبة لدهور و دهور ، و تعبر أعينهم عن
أصالة روحهم و كرامة نفسهم فيبرق شعاع خاطف على جباههم الساجدة
لبرهم الواحد الأحد ، حينها تزمجر قلوبهم : لماذا تلهون ، تمرحون و تلعبون ؟
وما دام في هذا العاالم ملايين المعذبين في السجون بلا جرم ، وملايين المعلقين
على أبواب المقابر ، و ملايين ملايين الجائعين هناك في النفق المظلم يبحثون عن
حقوق الإنسان فلا يجدونها و أناس آخرون يحلمون بمسكن ، بملجأ ، بحضن دافىء ،
و لكنهم لا يلقون غير السراب ، أطفال صغار يجلسون تحت أسقف تكاد تسقط على
رؤوسهم فينظرون إلى قوس الله الملون في السماء و تتلألأ عيونهم كأنها لؤلؤ
ثمين و قد باعوه لأقذر تاجر في البلاد بثمن ٍ بخس !
... ]
م.ن