إضراب شامل احتجاجي في مدن وقرى عرب الـ48
شهداء هبة أكتوبر
القدس- عم الإضراب الشامل الاحتجاجي في المدن والقرى العربية داخل الخط الأخضر الخميس بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل والذي يأتي في الذكرى السنوية التاسعة لـ(هبة أكتوبر) التي قتلت خلالها شرطة الاحتلال الإسرائيلية 13 مواطناً عربياً بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وأغلقت الغالبية العظمى من المحال التجارية أبوابها في المدن والقرى العربية وفي الأحياء العربية في المدن المختلطة كما أمتنع الطلاب عن التوجه إلى مدارسهم رغم إعلان وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية عن فتح المدارس وهددت المعلمين بعقوبات في حال التغيب عن دوامهم في هذا اليوم.
ويذكر أن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، التي تضم كافة الأحزاب والقوى السياسية العربية، قد أعلنت الإضراب العام في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2000 احتجاجا على دخول رئيس المعارضة في حينه أرييل شارون إلى الحرم القدسي وما تبع ذلك من مقتل عدد من الفلسطينيين الذي تصدوا له.
واندلعت حينئذ مظاهرات في المدن والقرى العربية داخل الخط الأخضر سرعان ما تحولت إلى مواجهات مع شرطة الاحتلال التي زجت بقوات كبيرة جدا في المناطق العربية واستخدمت النيران الحية التي أدت إلى استشهاد 13 مواطنا.
وأعلنت لجنة المتابعة الإضراب العام ليوم واحد هذا العام احتجاجا على سياسة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تجاه الأقلية العربية وخصوصا فيما يتعلق بعبرنة أسماء المدن والقرى والمناطق العربية ومحاولات تجنيد الشبان العرب للخدمة العسكرية أو الوطنية وسياسة وزارة التربية والتعليم الرامية إلى إرغام تدريس الأفكار الصهيونية في المدارس العربية.
كما أعلنت لجنة المتابعة عن الإضراب يأتي احتجاجا على استمرار سياسة التمييز ضد الأقلية العربية في جميع نواحي الحياة والخدمات واتساع دائرة الفقر والبطالة بينهم.
وتنظم لجنة المتابعة عددا من النشاطات خلال اليوم أهمها مظاهرة ستسير في قرية عرابة في الجليل والتي عملت الأحزاب والقوى السياسية العربية في الأيام الأخيرة على تجنيد أكبر عدد من المواطنين العرب للمشاركة فيها كما يتوقع أن يشارك مئات من اليساريين اليهود كما يحصل في كل عام.
كذلك تم تنظيم مسيرات وزيارات إلى أضرحة الشهداء الذين سقطوا في (هبة أكتوبر) العام 2000.
ويشار إلى أن قيادة الأقلية العربية في إسرائيل امتنعت منذ العام 2005 عن إعلان الإضراب العام والذي لم يشمل في حينه إضراب المدارس، لكن المظاهرات الشعبية جرت في كل عام على مدى الأعوام التسعة الماضية.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية في اليومين الماضيين دوريات حول المدن والقرى العربية وعند نقاط التماس بين الأحياء العربية واليهودية في المدن المختلطة.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية الخميس أن قواتها منتشرة في محيط المدن والقرى العربية وأنها جاهزة لمواجهة أية أحداث في طالب قادة الأقلية العربية الشرطة بعد إدخال القوات إلى هذه المدن والقرى لمنع أية احتكاكات قد تشعل الوضع.
ويأتي الإضراب بعد أيام من المواجهات بين الفلسطينيين وقوات شرطة الاحتلال الإسرائيلية التي وقعت في الحرم القدسي في مطلع الأسبوع الحالي على اثر محاولة مجموعات يهودية اقتحام الحرم وأصيب خلالها عشرات الفلسطينيين وعدد من أفراد الشرطة كما تم اعتقال عدد من الفلسطينيين.