الــجــواب :
أن مثل هذه الأخبار كأخبار بني إسرائيل " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم "
هذا من جهة
ومن جهة ثانية :
فإن تسبيح المخلوقات لا تُعلم كيفيته ، لقوله تعالى : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) .
وقد ذَكَر ابن رجب رحمه الله نقلا عن بعض السّلف أن من التكلّف السؤال عن كيفية تسبيح الأشياء .
ومن جهة ثالثة :
فإن هذا الخبر - لو افترضنا صحته - هل ثبت في جميع المخلوقات ؟
لأنه ما من شيء إلا ويُسبِّح بحمد ربِّـه .
وأتذكّر كلمة جميلة لسيد رحمه الله يَحسن إيرادها في هذا المقام
يقول رحمه الله :
لا يجوز أن نعلق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه . . لا يجوز أن نعلق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن , بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره .
إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أيا كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها . . فمن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نعلق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية . وهي كل ما يصل إليه العلم البشري !
والله أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم
ينقل لقسم المواضيع الباطله