صباحٌ ضرير !
يحملني الصحو من سرير الحلم
ليقذف بي في عتمةِ صباح ضرير
لا يبزغ فيه صوتك . .
ليعزف لحن الحياة فوق أوتار القلب .
و اكتشف في غمرة هذا الصحو
سكون الأشياء من حولي . .
وجهها الحزين ، رتابة الساعة
و هي تتعكز على عقاربها و تسخر من الزمن القادم . .
كل شيء عاد ليرتدي الشحوب ، و رغبة البكاء تعلو منصة الأمنيات !
عادت الحرب تستدرجني
لطقوسها البربرية ، تسخر من الورد المتناثر فوق الورق ، من الأغنيات
و زرقة الموج الذي ارتديناه
و استبدلنا به أسمال هزائمنا القديمة . .
عاد الغبار يغلق نوافذ الهواء
و الرؤية و يعلن قيامة الرمل
في بلاد الرمل ..
امرأة المطر تتعلق بآخر الحبات
العالقة فوق صوتك
و الكلمات التي أطلقتها
نوارس حب في فضائي
و علقت في كل جناح وردة ،
و قصيدة ..
امرأة المطر
تستنجد بالأغنيات
قبل أن يبتلعها الفراغ في مداده . . تغلق عينيها على مشهد الخراب
و تستحضر ألوانك لتخط بها
وجه وطن ملون بالقصائد !
(هو اللحظة يتلو قصائده في
حضرة بحر غريب)
هذا ما يقوله لي القلب
معللا غياب الهواء . .
وهذا ما تقوله روحي
و هي تتلمس فراغ مقعدك ، أوراقك الساكنة ، صندوقي الفارغ
من رقصة حروفك ، القهوة التي تفيض احتجاجا في قعر الفناجين . .
صورتك التي ترسم
الفراغ في الجريدة . . .
بقايا حروف جفت نقاطها
لتبقى مصلوبة على جسد أخرس
لم يعد قادرا على أن يحتال
على الوقت و يلتف حول
رقبة الأيام ليجففها
و يصبّرها في ألبوم الذاكرة ..
لغيابك طعم
غابة موحشة
ليل يعانق كوابيسه
و صدى أصفاد تدق في
رأس حلمي ، و لعنة وجوه
استيقظت من تراب الحرب
لتعلن قيامتها الأخيرة . .
و تتلو عتابها الأخير في عري وجهي
و احتشاد ذاكرتي بضوئك . .
و كأن للفرح طعم الخطيئة
في وطن يحترف الرقص
على أوتار الرحيل ..
صوت الحرب يلوح لي من بعيد ..
و أكاد أسمع عويلها و عواصفها
و رعودها و ألمح سواد الأرامل
و بكاء اليتامى يغلق منافذ الشمس
و الهواء في رئتي التي ظلت
الطريق إليه منذ زمن بعيد للطفولة ..
و أنا بكل رغبة
الانعتاق أتشبث
بالسمرة المختومة
فوق سطوري و حكاياتي ..
أتعلق بقصائد الضوء
التي نسجتها حولي ..
بصوتك الآتي من عمق الأرض
و هو يتلو أمام دهشتي
تعاويذ السماء ..
و في قلب الاشياء انتظرك ..
في عمق اليباس و هو يرقب
فوران المياه في رحمه بانتظار
أن تضرب بحضورك
فوق جلده ليتفجر الخوف ..
و يسترد النجم قيافته ليتراقص ضوئه فوق أصابعي !
في قلب الحرب انتظرك ..
في الضوء المبرمج و الهواء المبرمج .
في صوت الاذان ..
و رائحة الفجر .
في المطارات و فوق أجنحة الطائرات الخائفة من جنون الأعاصير .
في البحر و رمال الصحراء .
في الرغيف الحار و أوراق الشجر .
في صياح الباعة و حفيف النخل .
في الحلم و الحبر .
في وحشة الشوارع
و حنين الأرصفة .
في الروايات و القصائد
و القصص التي لم تولد بعد .
هو انتظاري . . .
أينما حل وجهك في الجهات الألف .
منقول