الناشط الإخواني أحمد المُغير: مصر ستتحول لسوريا حال سقط مرسي
الناشط الإخواني أحمد المغير يؤكد تراجع شعبية الإخوان بسبب بعض سياسات الرئيس
2/26/2013 1:35:00 PM
حوار - نور عبد القادر:
''أنتميت للإخوان المسلمين في سن العاشرة، لكني لم أنتسب لحزب الحرية والعدالة... خيرت الشاطر الأقرب لي.. انتظر استقرار الثورة المصرية لأذهب إلى سوريا''.. تلك كانت بعض العبارات التي وردت على لسان الشاب الإخواني أحمد المغير، الذي صدر تصريح على لسان القيادي الإخواني الدكتور محمود غزلان بأنه لاينتمي للجماعة، أظهرالمغير اعتراضه على بعض سياسات الرئيس محمد مرسي ووصفها بالسلبية، مقرا أيضا بانخفاض شعبية الإخوان لدى الشارع المصري وشدد على أن المساس بالرئيس خط أحمر وإلا تحولت مصر إلى سوريا، على حد قوله.
تحدث المغير كذلك عن مبدأ السمع والطاعة لدى جماعة الإخوان المسلمين مؤكدا أن هذا المبدأ ثقافة توارثتها الجماعة على مدى عقود، لأسباب يوضحها في الحوار الذي نصه:
-بداية متى انضممت للإخوان، وما نشاطك الحالي في الجماعة أو حزب الحرية والعدالة؟
انضممت للإخوان المسلمين وأنا في العاشرة من عمري ونشاطي بها مماثل لنشاط أي فرد فيها. وأنا لست عضوا في الحرية والعدالة حتى الآن.
- لماذا لم تنشم لحزب الحرية والعدالة؟
لم يحن وقت ممارسة العمل السياسي الاحترافي بالنسبة لي بعد، وأميل إلى التركيز على العمل الفني والإعلامي هذه الأيام, وعندما أقرر ممارسة العمل السياسي بشكل احترافي فلن يكون حزب الحرية والعدالة هو خياري الوحيد إن وجدت من هو أفضل منه من وجهة نظري فسأنضم إليه.
- كيف يتم التعامل مع شباب الجماعة؟ وهل هناك تواصل مع القيادات؟
في العادة يُسمح لجميع المقترحات والانتقادات والتواصل مع كبار قيادات الإخوان متاح للجميع، وأحب أنوه هنا أن التواصل والسماع شيء والتنفيذ والمبادرة على أرض الواقع شيء آخر.
- كيف تنظر الجماعة للانتقادات التي توجه إليها من شباب الإخوان خاصة وأنك من القيادات الشابة؟
أولا: لست من القيادات سواء الشابة أو غيرها؛ فالقيادة منصب تنفيذي في الجماعة وأنا لست مسؤولا تنفيذيا أو تنظيميا. ثانيا: أوجه العديد من الانتقادات لأي أداء أو قرار أو مسار أجده سيئا أو خاطئا وهذا واجبي كمسلم أما النظر فيها فمسؤولية من بيده الأمر داخل الجماعة.
- ماذا عن مبدأ ''السمع والطاعة''؟
السمع والطاعة ثقافة موروثة لدى الإخوان نتيجة الظلم الذي تعرضت له على مدى عقود، وهناك بالفعل خللا في فهم المبدأ وتطبيقه عند الأفراد وبعض القيادات. فالشائع هو العمل مع الأسرع تنفيذا والأقل نقاشا حتى وإن كان الأقل كفاءة وتفضيله على كثير النقاش والحوار حتى وإن كان أكثر موهبة وخبرة وكفاءة في التنفيذ من باب ''خلينا نخلص مش ناقصين وجع دماغ'' وهذه منتشرة في المجتمع المصري والعقلية الإدارية المصرية عموما ولا يمكن إنكار أن هناك العديد من القيادات أيضا لا يسير على هذه الطريقة بل يشجع المواهب وينميها ويستفيد منها.
- من مثلك الأعلى في قيادات الإخوان السابقين والحاليين؟
في القديم هناك الكثير على رأسهم الإمام الشهيد حسن البنا فلم يأت في الإخوان بعده من هو أفضل منه فكرا وتخطيطا وإدارة ولم أجد بعد أحد يقترب منه في نموذجه الإنساني الراقي أو في نموذجه التطبيقي للإسلام وفهمه، والآن فمشروع المهندس خيرت الشاطر لإصلاح الجماعة ورؤيته العامة للأوضاع قد تكون الأقرب لي وأتمنى أن ترى النور بشكل تنفيذي قريبا.
- ما موقفك من المنشقين عن الإخوان، وإعلانهم إنشاء جماعة أخرى دعوية فقط؟
إن أحسنوا قلت أحسنوا وإن أساء وان قلت أساءوا ولست أتخذ منهم موقفا سلبيا رغم الإساءات الكثيرة التي وجهها لي عدد منهم وأتمنى لهم التوفيق في أي عمل لصالح الأمة ومشروع الإسلام.
- هل يمكن أن تنشق عن الإخوان يوما ما؟
كلمة منشق كلمة لا أفهمها وهي توحي بإيحاءات خاطئة، لست في جماعة الإخوان المسلمين من أجل ''يافطتها'' بل أنا فيها لخدمة الإسلام وفرق كبير بين الثابت والمتغير، فالثابت هنا هو دعوة الإسلام التي لا تتغير وحلم الأمة في أن تعود الأمة لسابق عهدها كما كانت في عصور القوة، أما المتغير فهم الأشخاص فهم يخطئون ويصيبون يحيدون ويثبتون أتفق معهم اليوم على الطريق والمعالجة وقد أختلف معهم غدا ويظل حلمي وحلمهم واحد فترك التنظيم لتنظيم آخر أجد أنه أفضل منه في الإدارة وأثبت منه على طريق رسول الله أمر جائز ليس لي وحدي بل لكل فرد في الجماعة بما فيهم المرشد نفسه أما الانشقاق بمعنى الدخول في مواجهة وشحناء وعداوة وانقلاب على مشروع الإسلام فهذا لن يحدث أبدا بإذن الله وأرجوا من الله أم يثبتني على ذلك.
- لو كنت ابن الرئيس، فكيف كنت ستتعامل مع المعارضة خاصة جبهة الانقاذ؟
بداية أنا لا أعتبر جبهة الإنقاذ أصلا جزأ من المعارضة فقد فقدت هذه الصفة بمجرد تشجيعها وضلوعها في أعمال العنف والتخريب والحرق وإعطاء الغطاء السياسي لها فجبهة الإنقاذ كما قال عصام سلطان انتقلت من قانون مباشرة الحقوق السياسية إلى قانون الجنايات والذي يحتوي على العديد من النصوص الرادعة لكل أعمال الإجرام التي تشجع عليها الجبهة, أما المعارضة الوطنية الشريفة فأنا أتفق معهم في كثير مما يطرحوه من نقد وأشعر معهم بكثير من الإحباط الذي يشعرون به.
-لماذا لم تسافر لسوريا كما أعلنت؟
هذا السؤال يلح علي يوميا ويمزق قلبي مع كل مجزرة ترتكب هناك لكن للأسف أعتبر أن الثورة المصرية لم تستقر بعد وهناك العديد من التحديات والمعارك التي تواجهها فأجد بلدي أولى من أي مكان آخر.
-ماهي أبرز الاشاعات التي تضايقت منها؟
أنا لا أدقق مع الإشاعات ولا أتذكرها أصلا حتى أتضايق منها, هذا عمل الفاشلين وأنا لا أحب متابعة أعمال الفاشلين كي لا أكون منهم.
- دعوتك لإطلاق النار على المتظاهرين أمام قصور الرئاسة رأها البعض دعوة للعنف، كيف ترى ذلك؟
دعوت للتعامل بالقانون والذي يشمل ضرب الرصاص الحي على حاملي الأسلحة وقاذفي المولوتوف والكتائب الإرهابية التي تقطع الطرق وتعتدي على المواطنين وتغتصب فتيات مصر, ومن فظائع وجرائم بعض الإعلاميين أن يصف هؤلاء بالمتظاهرين ويصبغ عليهم صبغة سياسية وقدسية في التعامل ويضرب بمصالح المواطنين العزل وأمنهم وحقهم في حياة مستقرة كريمة عرض الحائط.
- كيف ترى سياسات الرئيس مرسي؟
قرارات أغسطس الماضي الخاصة بإحالة قيادات المجلس العسكري السابق للمعاش أراها أبرز انجازات الرئيس، وكذا انجاز الدستور، أما الاخفاقات فهي أنه لم ينجح حتى الآن في خلق لم للأمة المصرية تجتمع عليه وتنطلق به إلى الأمام بالإضافة إلى العديد من الأخطاء والإخفاقات الإدارية التي أجدها طبيعية في ظل الظروف الحالية لشخص لم يكن يريد هذا المنصب في الأساس.
- ما موقف شباب الإخوان من دعوات إسقاط الرئيس.. وماذا ستفعلون حال تم ذلك؟
(رد باستنكار).. هذا سيكون موقف الشعب المصري وليس الإخوان، وإذا أسقط مرسي بشكل غير شرعي فستكون الإجابة سوريا (أي ستدخل مصر في حرب أهلية كالتي تدور رحاها في سوريا بين المعارضة والنظام القائم هناك).
- هل تأثرت شعبية الإخوان؟
هذا سؤال تجيب عنه الانتخابات. وفي تقديري الشخصي بالتأكيد تراجعت شعبية الجماعة، خاصة عند شريحة الشباب لكن ليس بسبب أداء المعارضة وإنما بسبب بعض الفشل في الإدارة عند مؤسسة الرئاسة المحسوبة شئنا أو أبينا على الإخوان المسلمين.
- هل هناك ما يسمى بالجهاد المسلح داخل الإخوان؟
ليس لدينا في مصر مفهوم الجهاد المسلح حتى الآن وبالطبع لا يوجد لدى الإخوان مثل هذا الشيء حتى الآن.
- هل فعلا تراقبون نشطاء المعارضة إلكترونيا؟
(رد ساخرا).. لا بل نستخدم الحشرات المعدلة وراثيا والحمام الزاجل وأرانب قبعة الساحر أيضا في أعمال التجسس والمراقبة!!