*
**
" أنت رائع " .. أنت ِ ذوق " .. وإفرد أو أفردي .. للأسطر ماتنوء عن حملة الأوراق ،
من هذه الصفات المحبـّـبة للنفس والتي تدغدغ مشاعر .. الحجر .. فكيف بالبشر ..!!!
يقول أحد الفلاسفة .. " أن الشخص الذي يـُثني على شخص آخر ..
هو في الواقع يثنى على ذوقه الخاص به ، فهو يثني على نفسه لأن ذائقته إستساغت ذلك التصرّف
أو تلك الأخلاق "
وهذا في الواقع .. حقيقة نشاهدها .. بل ونلمسها يومياً ..
فنحن " نغدق بالمديح " على أحدهم لأن مانمدحه فيه يتوافق مع رغباتنا ، ويتفق مع أخلاقياتنا .. فالانسان الرائع .. بهذا الوصف ..
" المسلوخ والممسوخ " .. قد أتينا به بعيداً عن ..
تلك الكتب الصفراء التي تعب على تأليفها .. إبن منظور .. وغيره من مؤلفي المعاجم الواقفون بالطابور ...!!!
أي وصف .. " ندمغه " على جبين أحدهم أو إحداهن ..
هو واقعياً .. توجه لذائقتنا ومدح لذائقتنا نحن ..
وبالتباين بين آراء البعض دليلٌ على منطقية التوجه .. أحدهم يقول لشخص – ما –
" أنت أفكارك متجددة ومنطقية يستفيد منها الجميع " ..
بينما نجد نفس هذا المنطبق عليه تلك الاوصاف .. يقول له شخص آخر ..
" أنت أفكارك تدعو للتفسخ والتحرر .. بل أنت ليبرالي " –
وبالمناسبة ليبرالي في هذا المقام دخلت تحت غطاء التقليل والسب والشتم الذي لايغتفر -
.. تباين الفكرتين كان واضحاً ، بإختلاف الاشخاص ورؤيتهم .. إذن .. عندما نمدح .. فنحن نمدح ذائقتنا .. والعكس ..
توافقها وعدم توافقها ، هو المعيار لكل حكم نطلقه على الاخرين .
بقي أن أقول .. أن الحكم على الأشخاص بسرعة .. " الصاروخ " .. سيجعلنا نفقد حساسية الحكم الدقيق على الأشياء ..
ويرتد إلينا رأينا في هذا الشخص بأسرع مما نتوقع ..
لإفتقادنا إلى الموضوعية في الحكم على الأشخاص تحديداً ..
فحكمنا على الأشياء الجامدة يختلف بإختلاف المكان والزمان .. فكيف بالحكم على إنسان .
فـ..لنتأكد بأننا نـُـطلق الاحكام على ذائقتنا الخاصة قبل أن نحكم على الآخرين .. وهذا سلوك داخلي لايمكن لنا التحكم به لا آجلاً ولا عاجلاً .