مفاجأة فى قضية مقتل "هبة ونادين"..
رئيس مباحث أكتوبر لا يعرف اسم سائق الميكروباص الذى أرشد عن المتهم
ليلى غفران وابنتها هبة
محيط: قررت محكمة الجنايات بالقاهرة اليوم الاحد تأجيل محاكمة محمود سيد عبد الحفيظ عيساوى المتهم بقتل ابنة الفنانة المغربية ليلى غفران وصديقتها بشقة الاخيرة بحى الندى بمدينة الشيخ زايد بمحافظة 6 اكتوبر لجلسة الأربعاء القادم وذلك للاستماع إلى شهادة الطبيب الشرعى أيمن حسين، مع تكليف النيابة العامة بإعلانه .
كانت المحكمة قد استمعت خلال الجلسة إلى شهادة العميد جمال عبد البارى رئيس مباحث فرع وسط بمدينة السادس من أكتوبر وقامت بالاطلاع "داخل غرفة المداولة" على اسطوانة مدمجة "سى دى" تحتوى على المعاينة التصويرية التى أجراها المتهم وعرض فيها كيفية ارتكابه جريمته. وقال العميد جمال عبد البارى فى شهادته إنه كان مسئولا عن عملية جمع التحريات والقبض على المتهم الجانى فى هذه القضية .
وأشار إلى أن وقائع القضية تتمثل فى أنه التقى بعلى عصام الدين بعد نقله لهبة إبراهيم العقاد إلى مستشفى دار الفؤاد فى حالة صحية سيئة، إذ كانت مصابة بطعنات فى أماكن متفرقة من جسدها، حيث أبلغه على عصام الدين أن هبة خطيبته، وأنها اتصلت به فى حوالى الساعة الخامسة والنصف من صباح الخميس 27 نوفمبر الماضى "ليلة وقوع الجريمة" وأبلغته بأنها وصديقتها نادين تعرضتا للاعتداء من جانب أحد الأشخاص وطلبت منه انقاذهما. وأضاف أن على عصام الدين توجه إلى حيث تقطن نادين ووجد فور دخوله المسكن هبة مصابة باصابات خطيرة جراء طعنات كثيرة ونافذة، وقام بنقلها لمستشفى دار الفؤاد لإنقاذ حياتها .
وقال العميد جمال عبد البارى إنه تم إبلاغ قيادات وزارة الداخلية ومديرية أمن السادس من اكتوبر، وتوجه إلى الشقة محل الجريمة بحى الندى بمدينة الشيخ زايد، وشاهد جثة نادين خالد مصابة بطعنات متفرقة فى جسدها ويسيل منها الدماء بصورة كثيفة إلى جانب ذبح غائر بالرقبة طوله 15 سم تقريبا، وطعنة بأيسر البطن أدت إلى خروج جزء من أحشائها .
وأشار إلى انه عثر بداخل الشقة على قطعة حديدية طولها 60 سم تقريبا وعرضها 5ر2 سم تحتوى على أثر تلوث دموى، إلى جانب وجود آثار دماء بأماكن متفرقة بالشقة مسرح الجريمة، وبالستائر، كما عثر فى الحديقة التابعة للمسكن على سكين ملطخ بالدماء يبلغ طوله 40 سم، موضحا أنه تم التحفظ على السكين والشقة إبلاغ المعمل الجنائى والجهات المختصة والنيابة العامة .
وأوضح أن تحرياته أسفرت عن أن الشقة ملك خالد جمال الدين والد القتيلة نادين والذى يعمل بالمملكة العربية السعودية برفقة والدتها، وأن نادين متعددة العلاقات والصداقات، وانها كانت تستضيف زملاءها وزميلاتها بشقتها بصورة دائمة، كما انها تربطها علاقة عاطفية بشاب يدعى أدهم عادل يبلغ من العمر "23 عاما" طالب بموردن أكاديمى ومقيم بالهرم، وانه كان دائم زيارتها فى منزلها حتى مساء يوم الأربعاء 26 نوفمبر 2008، أى قبل وقوع الحادث بعدة ساعات .
وقال عبد البارى إن والد نادين أكد أن ابنته تقتنى 3 أجهزة تليفون محمول وأن أحدها فقد وبه خط تليفون على شبكة "زين" السعودية للاتصالات، مشيرا إلى انه بعد الحصول على موافقة النيابة العامة تم تتبع الرقم المسلسل لجهاز المحمول، وتبين ان مستخدمه شخص يدعى محمد ضرغام، وأنه مقيم بحارة عابدين بروض الفرج . وأضاف أنه بالقاء القبض على ضرغام اعترف بأنه تسلم التليفون المحمول المذكور من محمود سيد عبد الحفيظ "المتهم" بدلا من تليفونه والذى سبق أن استعاره منه المتهم وفقده، فتم على الفور تكثيف التحريات حول المتهم واستصدار إذن من النيابة العامة بالقبض عليه.
محمود عيساوى اثناء تمثيله للجريمة
وأوضح أنه إثر القبض على المتهم عيساوى اعترف على الفور بجريمته تفصيليا، مبررا ارتكابه لها بأنها كانت بباعث السرقة حيث كان يمر بضائقة مالية تزامنت مع دخول فترة الأعياد ، فدخل إلى الشقة بعد سكونها وسرق تليفونى محمول ومبلغ 400 جنيه وقام بقتل الضحيتين هبة ونادين. وأكد العميد عبد البارى فى شهادته انه لم يحضر المعاينة التصويرية التى أجراها المتهم بحضور النيابة العامة ، والتى شرح فيها المتهم عيساوى تفصيليا كيفية ارتكابه لجريمته.
وقال إنه تبين من التحريات أن عيساوى يعرف حى الندى جيدا، حيث كان يعمل حدادا طيلة 3 سنوات سابقة على الحادث مع أحد مقاولى الحدادة فى مدينة الشيخ زايد، كما ان التحريات حوله كشفت ان المتهم سبق القبض عليه فى قضية تعاطى مواد مخدرة عام 2007 .
ومع انتهاء عبد البارى من الإدلاء بشهادته تلقى سيلاً من أسئلة من المحامين وحاول كل منهم أن يظهر التناقض والقصور الموجود فى القضية. سأل حسن أبو العينين محامى ليل غفران الشاهد عن تحريز قميص على عصام الدين، فأجاب الشاهد بنعم، وعصام شيحة محامى خالد جمال الدين والد نادين، سأل الشاهد عن الخطة الأمنية التى اتبعت فى البحث الجنائى، بينما كان النصيب الأكبر لمحامى المتهم أحمد جمعة، الذى سأل العميد جمال عبد البارى، عن تفسير عدم وجود بصمات داخل مسرح الجريمة أو على الشبابيك، وعن كيفية توصل التحريات إلى المتهم، وفى سؤال آخر أثار دهشة الجميع صادر من محامى المتهم، هل تعرف اسم سائق الميكروباص الذى أرشدكم على المتهم؟ فأجاب الشاهد لا .
قامت المحكمة بعد ذلك بتجهيز غرفة المداولة بعرض القرص المدمج "سى دى" الذى يحوى المعاينة التصويرية لارتكاب الجريمة وذلك بحضور النيابة العامة والمتهم وهيئة الدفاع عنه وعن المدعين بالحق المدنى فى القضية .