علمني التحفيظ : أن أحتكم إلى كتاب الله – سبحانه – وإلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهما نوري إذا احلولكت الظلمات ومناري إذا اختلطت السبل وقائدي إذا كبت الأقدام ورائدي إذا تصارعت الأوهام , أفيء إليهما , فأكون بهما على صراط مستقيم .
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار "
قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : والله ! ما تقضي بالعدل ولا تعطي الجزل فغضب عمر حتى عرف في وجهه فقال له رجل إلى جنبه يا أمير المؤمنين ! ألم تسمع أن الله تعلى يقول : " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " فهذا من الجاهلين .
فقال عمر : صدقت صدقت فكأنما كانت نارا فأطفئت وكان عمر وقافا عند كتاب الله تعالى .
عن جابر عبد الله – رضي الله عنهما – قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول : " يا أيها الناس ! إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله "
علمني التحفيظ : أن أوسع على نفسي في المباح بقدر الحاجة فإن النفس إذا كلت ملت وإذا سئمت جمحت وليس في ديننا رهبانية مبتدعة وانقطاع عن لذائذ الحياة المباحة وامتناع من الفسحة في الحلال
فن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب إلا أن يكون أربعة ملاعبة الرجل امرأته , وتأديب الرجل فرسه ومشي الرجل بين الغرضين وتعليم الرجل السباحة "
وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة رضي الله عنه : أن علموا غلمانكم العوم ومقاتلكم الرمي .
وقال : علموا صبيانكم الكتابة والسباحة
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونحن محرومون بالجحفة : تعال أباقيك أينا أطول نفسا في الماء
علمني التحفيظ أن المسجد بيت كل تقي ومثابة لكل صالح فنفسي إليه تواقة وروحي به معلقة لا أخرج منه حتى أسعى في الرجوع إليه فهو ميدان الأجور ومضمار السباق مع الرفاق
عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان كأجر حاج تاما حجته "
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه سولم يقول : " من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره "
قال ابن جريج : كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة وكان من أحسن الناس صلاة .
قال ابن المنكدر : إني لليلة حذاء هذا المنبر جوف اليل أدعو إذا إنسان عند أسطوانة مقنع رأسه فأسمعه يقول : أي رب ! إن القحط قد اشتد على عبادك وإني مقسم عليك يا رب إلا سقيتهم ! قال : فما كان إلا ساعة , إذا بسحابة قد أقبلت ثم أرسلها الله – سبحانه – وكان عزيزا على المكندر أن يخفى عليه أحد من أهل الخير فقال : هذا بالمدينة ولا أعرفه ؟! فلما سلم الإمام تقنع وانصرف فدخل موضعا قال : ورجعت فلما سبحت أتيته فإذا أنا أسمع نجرا في بيته فسلمت ثم قلت :أدخل ؟ قال : ادخل , فإذا هو ينجر أقداحا يعملها ! فقلت : كيف أصبحت أصلحك الله ؟ قال : فاستشهدها وأعظمها مني , فلما رأيت ذلك قلت : إني سمعت إقسامك البارحة على الله – عز وجل – يا أخي ! هل لك في نفقة تغنيك عن هذا وتفرغك لما تريد من الآخرة ؟ فقال : لا ! ولكن غير ذلك , لا تذكرني لأحد ولا تذكر هذا عند أحد ولا تأتيني يا ابن المنكدر فإنك إن تأتني شهرتني للناس قلت : إني أحب أن ألقاك قال : في المسجد !
قال ابن وهب : بلغني أنه انتقل من تلك الدار فلم يره ولم يدر أين ذهب فقال أهل تلك الدار : الله بيننا وبين ابن المنكدر أخرج عنا الرجل الصالح .
علمني التحفيظ : أن طلبي للعلم الشرعي وحرصي على حفظ كلام ربي ربح في العاجلة مع ما يدخر لصاحبه من ربح في الآجلة فإنه من تقوى القلوب وقد قال علام الغيوب (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا **ويرزقه من حيث لا يحتسب )
فليس فيه إهدار للأوقت أو إذهاب للأموال بل هو مجلبة لها , مقرب لبركتها مدن لثمرتها .
فعن أنس رضي الله عنه قال : كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ( وفي رواية : يحضر حديث النبي ومجلسه ) والآخر يحترف فشكا المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن هذا أخي لا يعينني بشيء فقال : " لعلك ترزق به "
الناس من جهة التمثيل أكفاء
أبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن لهم من بعد ذا نسب
يفاخرون به فالطين والماء
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم
على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء
فعش بعلم ولا تبغي به بدلا
فالناس موتى وأهل العلم أحياء
وأعظم العلم , العلم بكتاب الله تعالى فقد قال تعالى : (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ))
وعن الضحاك بن مزاحم قال : حق على من تعلم القرآن أن يكون فقيها وتلا قوله تعالى (( كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون))
7
7