هي صديقنا المرافق لوجهنا:الساتر لأحزاننا فنحن لانرتديها فقط كي نخفي آثار السهر..
ولا خطوط الزمن..
ولابقايا البكاء..ولابشاعة الحزن..
نحن نرتديها..
كي نبتسم في وجوة تحتاج إلى ابتسامتنا في وقت نحتاج فية نحن إلى البكاء..وبشدة
نرتديها..
كي نعاود التسلل إلى عالمهم بوجة آخر واسم آخر وهوية أخرى في وقت
ندرك فية مدى حاجتهم إلى وجودنا..
بعد أن طعنوا الوجة ألأول والاسم الأول والهوية الأولى...
نرتديها..
كي نكون أول من يلبيهم عند الحاجة ..
وأول من يسترهم عند العرى...
وأول من يدثرهم عند البرد..
نرتديها..
كي نكون الأقرب اليهم وقت تخبطهم ..
والأصدق معهم وقت حيرتهم...
والأخلص لهم وقت محنتهم...
نرتديها..
كي ننزع بها خناجر الغدر من ظهور عزيزة علينا..
في وقت تتمرجح فية خناجر خذلانهم في ظهورنا..
نرتديها..
كي نزرع دروبهم باخضرار الأمان..
ونسارع ببيض المواقف لهم..
وأعماقنا ترتجف رعبا من سود مواقفهم..
نرتديها..
كي نثبت صورهم على جدران التاريخ بقوة..
في وقت يهزون فية صورنا على جدران التريخ بقوة أشد..
نرتديها..
كي نبدو أمامهم بكامل قوتنا..وكامل شموخنا..
وكامل صحتنا في وقت ننزف فية الصحة..وتنزفنا فية الروح ببطء..
نرتديها..
كي تحتفظ التفاصيل بعطرها والرسائل بحبرها..
والمشاعر بصدقها,والصور بألوانها ..
والأحلام بقيمتها..والعشرة بقدرها..
نرتديها..
كي لانساهم في سقوط أمكنة أحببناها يوما..
وكي لانسبب اقتلاع شجرة عريقة..
أوت عصافير أحلامنا يوما كوطن..وأكثر.
نرتديها..
كي نتقن فنون الصمت حين يمزقنا غيابهم..
وحين تمتد غابات الفراق بيننا وبينهم..
فلانناديهم بصوت فاضح مسموع..
نرتديها..
كي نتظاهر بالقوة حين يكون حملنا أقوى من ظهورنا,,وهمنا أكبر من قلوبنا..
وقاماتنا أضعف من قدرة الوقوف..
وبعد أن أرعبنا الواقع..
احرصوا على اقتناء الأقنعة الطيبة
واحملوا وجوهكم المتعددة في جيوبكم
فنحن في زمن يضيع فية أصحاب الوجة الواحد..
ليست كل الأقنعة شريرة,,فبعض الأقنعة نرتديها حبا وليس خبثا,,بعض الأقنعة نحتاج إليها حذرا وسترا ,,وليس خذلانا وغدرا