" وقفة لمحاسبة النفس "
قال تعالى في سورة (طه) : (( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا )) يعتب الله على آدم عليه السلام أنه بعد أن أخذ الله عليه العهد بالطاعة والعبادة ؛ وقع آدم في المعصية وأطاع الشيطان ولم يكن له عزيمة صادقة ، وصبر على الطاعة ...
فإنه الاستمرارية على الطاعة والعبادة وطلب العلم هي المعيار الحقيقي لصدق الإرادة ، فليس هناك إنسان لم يفعل خيرا قط في حياته ... بل كل الناس يفعلون طاعات وعبادات ، ولكن قليل منهم من يداوم عليها. لذلك كان من أحب الأعمال إلى الله أدومهم وإن قلت ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
فالثبات على العمل واستمراره هو الأصل وبه يصلح الأمر. فانظر إلى حالك وراجع نفسك واسألها:
كم من طاعة تركتها بعد أن كنت تفعلها؟
هل تتراجع وتترك طاعات كنت تفعلها ؟ إم تتقدم وتزيد طاعات جديدة فوق طاعات؟؟
ولماذا تركت ؟ هل لم تكن مخلصاً ؟ هل أنت مقصِّر؟ قال تعالى في سورة الصف : ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ).
فإن العبد إذا اختار الزوغان عن الطاعة فإن الله يزيغ قلبه ويكون صعبا عليه الرجوع...
ألا فاستمسكوا بكل طاعة ، ولا يكن لكم في العبادة قناعة ، بل اطمعوا في الزيادة ولا تتوقفوا عن حد معين ..