بسم الله الرحمن الرحيم
يوما ما كان هناك شخص يسافر يعشق السفر مستخدما القطار وبعد ان وضعه حقيبته فوق الكرسى المخصص له وجدا انه لا يزال عليه وقت القيام دقائق ففضل ان يسير على رصيف المحطة انتظارا لوقت القيام ... بدا يسير متمهلا يراقب من حوله .. ناس تختلف اعمارهم وهيئتهم كل يبحث عن رقم العربة ليستعد للسفر .. واستمرت خطواته الى ان وصل الى القاطرة ... القاطرة وهناك توقفا لبرهة نظر اليها والسائق يجلس بداخلها استعدادا للرحلة ........ وتداعت الخواطر
الرحلة
كل فرد منا يستعد للرحلة بتجهيز ما يمكن ان يقضى به وقت الرحلة واذا اراد الحجز فيحجز كرسى فى مكان يفضله .... وجدتنى رغما عنى اراجع رحلتى
لقد تذكرت المقصورة التى سوف اسافر فيها وتساءلت هل اعددت ما يجعلها مقصورة مريحة .. هل اعددت ما يمكن ان يؤنس وحدتى فى هذه المقصورة على مدار الوقت الطويل التى تستغرقه الرحلة .. اسأل نفسى هل يكفى الوقت المتبقى لى كى اجهز المقصورة بوسائل الراحة ... كل مقصورة لها نفس التكوين الداخلى ولكن فى رحلتى مسموح لى ان اعدل فى مساحتها ... أضيئ اركانها اذا رغبت ... احمل معى ما اشاء من متاع ... هى الرحلة الوحيدة التى يسمح فيها بزيادة المتاع .. وكلما زاد متاعها كلما كانت اكثر راحة ......... يا الله كم غفلت عن التجهيز لها
فقاطرتى تنفث فى الهواء دخانها منذ ولدت ... تنتظر الامر بالمسير ... اكاد اسمع صوت نفيرها ... تنتفض الروح رعبا .. لقد آن لى ان أجهز مقصورتى فقد مضى من العمر الكثير
مقصورتى التى تشبه مقصورة كل منا .... ولكن هل نغيرها ؟ .. نعم
فهى اما حفرة من حفر النار او روضة من رياض الجنة
فلنبدأ فى التجهيز ... فلنزيد فى متاعنا .... هيا يا اخوان لنجمع ما نستطيع من المتاع
قرآن ... صلاة ... زكاة ... صدقة ... كلمة طيبة ... تسامح ... حب ... رحمة ... تسبيح ... حمد ... رضى ... تهليل ... تكبير ... استغفار .... توبة .... دعاء ... ابتهال .... بكاء .... قيام .... علم نافع .... تواصى بالحق والصبر .... ....... هل من مزيد
اعلم يا عبد الله ان قاطرتك بدات فى نفث دخانها وهى على اهبة السير
استغفر الله واتوب اليه ...
منقووووووووول