العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > القصص والروايات

القصص والروايات قصص و روايات يختص بالقصص بشتى أنواعها : قصص حب غرامية، قصص واقعية , قصص خيالية , قصص حزينة , قصص غريبة , قصص تائبين , قصص رومانسية , قصص دينية , قصص خليجية طويلة ,روايات و حكايات شعبية, حكايا و قصص شعبية , الادب الشعبي, قصص مغامرات اكشن واقعية, قصص الانبياء, قصص قصيرة حقيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-02-2009, 07:23 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حقيقة لا خيال
إحصائية العضو







حقيقة لا خيال غير متواجد حالياً

 

افتراضي داعية على سريره ...2...

داعية على سريره

...2...

الشيخ الداعية نبيل العوضي يقبل رأس الداعية الراقد فوق سريره




محمد ناصر محمد
أكتب لكم في هذه السطور بعض المواقف في حياة أخي الغالي لعلها تكون ذكرى لمن كان له قلب،إبراهيم ناصر محمد،بحريني،من مواليد الرفاع 14نوفمبر1986م .
هو آخر العنقود في عائلتنا،بدأ طفولته كباقي الأطفال طفولة طبيعية يحب السيارات وكل ما يعنيها فكانت هوايته جمع السيارات وتركيبها،حتى عمر الرابعة بدأت تظهر عليه أعراض من السقوط الكثير و عرج في قدميه و عدم إمكانه حمل بعض الأشياء و أخذت حالته بالتدهور تدريجيا.

التحق إبراهيم بالصف الأول الابتدائي عام 92 م حتى أنهى الصف الرابع الابتدائي و هو يعاني كثيرا في المشي،عام 94 م أخذت له عينة من قبل مستشفى السلمانية حيث تم إرسالها إلى بريطانيا لمعاينة هذا المرض،ومن ثم تم إبلاغنا من قبل الأطباء إنه يعاني من مرض(ضمور العضلات) ، (Duchene Muscular Dystrophy) المؤدي إلى الشلل التام وعدم توافر العلاج لهذا المرض ، وكذلك من قبل المستشفى العسكري عام 95 م ,قمنا بإرسال تقاريره إلى العديد من الدول كألمانيا وأمريكا،وكان الرد هو عدم توافر العلاج، لم ييأس أخي بل رضي بقضاء الله وقدره وتعلو وجهه على الدوام ابتسامة الرضا ورضينا كلنا ونحمد الله حيث إن هذا البلاء غير من حياتنا جميعا فقد أصبحنا أكثر تقربا إلى الله تعالى .
واصل إبراهيم دراسته إلى نهاية عام 96 م وكان آنذاك على الكرسي المتحرك في الصف الخامس الابتدائي،ولكن مع تدهور حالته أصبح لايستطيع إخراج كتابه من الحقيبة أو إمساك القلم بشكل صحيح مما أدى إلى توقفه عن الدراسة.

كان إبراهيم و مازال يحب كثيرا الاستماع إلى الشيخ نبيل العوضي ومتابعة أحدث برامجه ومحاضراته وكذلك ألعاب السيارات في الحاسوب، كان يريد تعلم الحاسوب وبرامجه،ففي عام 2003م بمساعدة أبي و أخي أخذ دورة في برامج الحاسوب وأتمها بنجاح وكانت هذه أول انطلاقه له في الدعوة.

قام إبراهيم بالبحث و التجوال في الكثير من المواقع عن مرضه وقام بالاتصال مع الذين يعانون من نفس المرض ومع آخر التجارب و التطورات العلاجية لعله يلقى دواء ومازال يواصل التواصل معهم سائلا الله تعالى الشفاء حيث إنه دائما يردد قوله تعالى ( ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) .

ساعدني أخي كثيرا في حلقات التحفيظ وذلك بطباعة الاستمارات وعمل الحسابات والامتحانات وجداول الحضور و الغياب فلم يكن لدي علم الحاسوب و علمني الكثير عن الحاسوب و إلى الآن مازلت ألجأ إليه عندما تصادفني مشكلة في الحاسوب.
كنت دائما أراه بين الصلاة وبين الاستماع إلى الشيخ نبيل العوضي والتصفح في المواقع الإسلامية وخصوصا تلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت والمايكروفون عند فمه والسماعات على أذنه.

تقول أختي عنه:في ليلة من الليالي وقبل تدهور حالته الصحية استيقظت قبيل صلاة الفجر لقراءة القرآن ،فذهبت لأتوضأ فمررت بغرفته حيث كانت مفتوحة قليلا فإذا بصوت جميل يتلو القرآن الكريم ظننته المذياع فعندما اقتربت عرفت إنه أخي يتلو بصوت جميل لم أعهده من قبل.

سألته ذات مرة مع من تتكلم وماذا تفعل فقال لي:دخلت مرة برنامج (البالتوك) فإذا هي تعج بغرف الأغاني و اللهو فقلت في نفسي لماذا لا أدعوا الناس إلى الخير في هذا البرنامج؟ فعلى الفور قمت بعمل غرفة دعوية ولكن كنت لوحدي لم أجد مشاركة إلا قليلة و عبر هذه الغرفة تعرفت على صاحب غرفة (الصحبة الدعوية) فسألني أن أكون مشرف في غرفته لما لهذه الغرفة من رواد كثر،ولله الحمد بدأت معهم وتعرفت على الكثير من الشباب من السعودية والكويت و في كل ليلة يكون معنا أحد المشايخ ونقوم بإرسال مجموعات دعوية لغرف اللهو للدعوة والكثير من الشباب أعلن توبته من غرف اللهو وانضم إلينا ففرحت بهذا الطريق ووجدت نفسي فيه وخصوصا إني لا أستطيع التحرك من مكاني للدعوة فقط أصابعي هي التي تتحرك.

أمي دائما بجانبه ليلا ونهارا تقلبه في الفراش تحمله تطعمه وهي دائما راضية وتقول:ولدي طوال الليل في ذكر الله أسمعه و أسمع أحاديث أصحابه وقراءتهم للقرآن.

بدأت حالة أخي الصحية تتدهور تدريجيا أكثر فأكثر لا يستطيع البلع و لا النوم لصعوبة التنفس حيث بدأت عضلات البلع و التنفس بالضعف وهو يقول :أنا فقط يتعبني البرد فهو لايريد أن يقلقنا ، حيث إنه يعلم بحاله وإنه لن يستطيع التنفس بصورة طبيعية فقد استوعب ذلك من الحالات المشابه التي اتصل بها عبر الإنترنت فكان لا يحب ذكر المستشفى لخوفه من الإقامة الدائمة والبعد عن حياته الدعوية.

وفي ليلة جمعة 11 يناير2007 كنا جالسين نشاهد قناة الشيخ العفاسي فإذا الشيخ يتلو سورة(الملك) فإذا بأخي يقول أنصتوا لهذه السورة العظيمة وأخذ يتدبرها ونحن ننظر إليه وهو بالكاد يلتقط أنفاسه ، وبعدها أغلق التلفاز وقال: ما رأيكم نتكلم عن الجنة و نعيمها؟ فأخذنا الكلام عن الجنة وأنظاري لا تنزل من عليه ، قمنا بوضعه في الفراش ونعلم صعوبة النوم لديه لصعوبة التنفس ، فجلست لجانبه و أنا أقرأ عليه وممسكة بيده إلى الفجر وهو يقول أختي لا تتركيني حيث حس ببعض الإغماء
ولكن قال في نفسه:لن أزعجهم حتى الصباح إن شاء الله ، في الصباح فإذا أمي تقول لي :إن ولدي غير طبيعي اليوم إنه يتصبب عرقا فهرعت إليه أنا وأختي فإذا هو يهلوس في الكلام من غير وعي وبعدها أخذ يصرخ بأعلى صوته الحمد لله الحمد لله ويكررها بغير وعي فحملناه أنا وأمي وكان ذلك في وقت مجيء أبي و أخي من صلاة الجمعة فحمله أخي إلى السيارة و أبي معه وبأسرع وقت وصلنا إلى قسم طوارئ المستشفى العسكري،فإذا هم يسارعون به إلى قسم العناية المركزة ونحن جميعنا بالخارج ننتظر الأطباء و ندعو له بأن الله ينجيه مما هو فيه،مرت لحظات علينا كانت من أصعب لحظات حياتنا جميعا ،فإذا بالطبيب يخبرنا بأنه دخل غيبوبة نتيجة الاختناق حيث أن عضلات الرئة لم تستطع دفع ثاني أكسيد الكربون خارجا كما هو في حالنا،سبحان الله (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) ، واضطر الأطباء لفتح فتحة في القصبة الهوائية لإدخال أنبوب جهاز التنفس الصناعي والتغذية عبر أنبوب في الأنف ،ولله الحمد أفاق أخي بعد 48ساعة ونحن حوله، فعرف ما حدث له بعد أن أخبرناه بذلك بدأ يتكلم ولكن من دون صوت فبكى ،فهذا الصوت طالما كان يساعده فهو جسد بلا حراك ينادي به يتكلم به في غرف الدعوة كيف الآن كيف يتعامل مع هذا الوضع ،
سألت الطبيب فقال : طوال وجود جهاز التنفس الصناعي لا يمكن سد الفتحة الموجودة في القصبة الهوائية ولذلك لا يخرج الصوت ،رضي أخي وحمد الله وكان يعرف إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه.

أخبرتني أختي قائلة: عندما كان أخي في العناية كنت جالسة مع أبي في الخارج ننتظر أن يسمح لنا الأطباء بالدخول فإذا بشيخ يدخل على المرضى لقراءة القرآن والدعاء لهم بالشفاء ونحن خارجا ، وبعد قليل خرج الشيخ والدموع تملأ عينيه وهو يقول للجالسين في الخارج رأيت شابا صغيرا تعلوه ابتسامة الرضا ويحمد الله ما أصبره على ما أصابه.

،مكثأخي في العناية مدة أسبوع ، ومن ثم تم نقله إلى جناح 21 حيث مكث هناك إلى نهاية مايو 2008 أي مدة (6 شهور)،مرت الأيام طويلة وهو في فراشه وضعفت قواه أكثر فلم يستطع الجلوس على كرسيه وخصوصا بعد أن وضع الأطباء أنبوب الغذاء في بطنه ، مرت مدة طويلة ولم يتصل مع أحد في غرفة الصحبة الدعوية والمنتديات الإسلامية فالكل قام بالبحث عنه ولكن لم يعلموا بحاله ، مرت الليالي وهو في أشد الشوق إلى صحبته الصالحة ،فطلب من أبي حاسوب محمول و إنترنت لاسلكي ليعود إلى حياته و صحبته فقام أبي بتلبية طلبه وفرح فرحا لم نعهده من قبل وعلى الفور قام بالاتصال بأصحابه ولكن هذه المرة لم يستطع الاتصال بالصوت لكن و لله الحمد أخذت أنامله بالكتابة، وأنا عنده سمعت أصوات كثيرة تصدر من الحاسوب تدعو له بالشفاء ، ويستمع دائما ليل ونهارا للشيخ نبيل العوضي ومرت الأيام وبينما نحن معه فإذا الباب يطرق قامت أمي بفتح الباب وإذا رجال شيوخ يستأذنون بالدخول ، خرجت أمي خارجا وهي متفاجئة وتتساءل من هؤلاء الشيوخ؟
بعد حين خرجوا وهم يدعون له بالشفاء ، وعلى الفور دخلت فإذا أخي فرح جدا وعرفنا إن هؤلاء مشايخ غرفة الصحبة الدعوية من السعودية والكويت جاءوا خصيصا لأخي وتفاجئوا بصغر سنه وضعف قواه بالنسبة لأعماله الجمة في مجال الدعوة، وتوالت عليه زيارات الصالحين فكانت ونيسه في المستشفى .

رأت أختي فيه رؤيا وهو في المستشفى قالت :كأني أنا و أبي نطوف حول الكعبة المشرفة وكان هناك أناس ينتظرون الصلاة ومن بين هؤلاء الناس وقف رجل كأنه إمام الحرم ومسك أبي من كتفه وقال له :إن ابنك إبراهيم في الفردوس الأعلى ونحن نقول اللهم آمين وجميع المسلمين.

أما خالتي فأخبرتني برؤيا ها وهي تبكي قالت:جئت أزوركم وأمي أي جدتي في البيت فإذا بباب بيتكم كباب الكعبة المشرفة وفتح فإذا بسلم طويل للأعلى وأخي إبراهيم وأمي و أبي فوق يرحبون بنا وإبراهيم يقول :كيف تأتي إلي جدتي فالسلم طويل جدا، هذه بعض الرؤى عن أخي ولا نزكي على الله أحد.

الأطباء قرروا أن يكون جهاز التنفس الصناعي دائما معه وهذا يعني مكوث أخي في المستشفى إلى الأبد كان هذا يحزنه فهو مشتاق إلى البيت ونحن مشتاقين ، ولله الحمد نظر الأطباء لإبراهيم فهو دائم العمل على جهاز الحاسوب والإنترنت على الرغم من هذا المرض فعملوا على توفير جهاز التنفس الصناعي في البيت واسطوانات الأكسجين والرعاية ، لم نصدق إن أخي الغالي سيرجع إلى البيت فلله الحمد رجع إلى غرفته وهو يحمد الله ويشكره على نعمه ، وبدت غرفة أخي كالمستشفى ولكن كلنا حوله ومعه في أي وقت .

مازال أخي يكمل مشوار الدعوة بأنامله التي بالكاد تتحرك حيث قام بعمل منتدى بحريني إسلامي وهو مشرف في (غرفة الصحبة الدعوية) في برنامج( البالتوك) و (غرفة رياض الجنة ) في برنامج( الهاي شتر) ومن أكبر أمنياته أن يصافح الشيخ نبيل العوضي لمحبته له في الله.يرجو أخي وجه الله ونشر الخير في كل زمان ومكان ،يفرح بكل عضو ينضم إلى منتداه فهذا يشعره بوجوده على الرغم من انعدام صوته وانعدام حركته ولذة الطعام فهو محروم من هذه الشهوات ولكن قلبه مليء بحب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب الصالحين وسلواه قوله تعالى(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) إيمانه بأن الله قادر على شفاءه فسبحان من يحيي العظام وهي رميم, وأمل أخي كبير أن تنجح التجارب في علاجه إن شاء الله.

يقول إبراهيم لكل غافل في هذه الحياة أن يتدبر قوله تعالى: ((ياأيها الإنسان ماغرك بربك الكريم* الذي خلقك فسوا ك فعدلك*في أي صورة ما شاء ركبك)) .


اللهم اشفي إبراهيم وجميع مرضى المسلمين،اللهم اشرح صدره ويسر أمره وفرج همه وارفع درجته عندك يا رب العالمين اللهم آمين.


دمتم بحفظ الله






آخر مواضيعي 0 أحد المتظاهرين ضد حكومة المالكي في مدينة الرمادي العراقية
0 رسالة إلى طلاب كلية الطب
0 مهرجان الغدير العالمي الأول في النجف بوابة لتشييع العراق
0 هل تعلمون أن إعصار (ساندي) الذي ضرب السواحل الأمريكية حصل بتخطيط من أجهزة متطورة تملك
0 414 من نزيلات سجن النساء في بغداد تعرضن للاغتصاب والتعذيب ومصابات بالجرب..!
رد مع اقتباس
قديم 09-04-2009, 12:00 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: داعية على سريره ...2...



اليوم بالعمل كنت ادعولك كثير جدا انا واصحابى

ونحن نحكى على هذه القصة



جزاك الله كل خير اخى الكريم



الشيخ يقدم برنامج على قناة الوطن

رائع جدا






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 04-04-2010, 05:03 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ام معاذ

الصورة الرمزية ام معاذ

إحصائية العضو







ام معاذ غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: داعية على سريره ...2...

اسفه انى انقل هذا الخبر
انا لله وانا اليه راجعون



مع كل ما حصل لهذا الشاب لم ينقطع عن الدعوة إلى الله

قبل أقل من سنة جاءتني رسالة عبر الايميل تحكي قصة شاب بدأ يعاني من مرض نادر منذ طفولته واستمر به هذا المرض حتى صار شابا لكن اعراض المرض تزداد سوءا مع مر السنين، حتى صار المشي مستحيلا، وضمرت عضلات الجسم حتى صار على الفراش لا يستطيع الحركة، ووصل الامر الى رئتيه اللتين لم تعدا تقويان على التنفس، ومع كل ما حصل لهذا الشاب الا انه لم ينقطع عن «الدعوة» الى الله يوما!! فما ان يفق من غيبوبته حتى يسأل عن جهاز كمبيوتره ليستمر في نشر الخير ودعوة الناس الى ربهم!!
هذا الشاب الذي عرفه الناس عبر شبكة الانترنت اسمه «ابراهيم ناصر» لم يمنعه مرضه الاليم ان يقوم بواجباته وعباداته بل حتى دعوته الى الله لانه كان يؤمن ان هذا العمل من اشرف الاعمال عند الله جل وعلا، و«ابراهيم» الذي كان يقضي جزءا كبيرا من وقته في سماع اشرطتي ومتابعة برامجي كانت عنده امنية واحدة وهي رؤيتي ومقابلتي، ولما علمت عن امنيته قررت السفر اليه لزيارته في «مملكة البحرين» ورتبت مع «تلفزيون الوطن» تسجيل حلقة تلفزيونية معه.

يا لها من زيارة لا تنسى، دخلت بيت «ابراهيم» فاستقبلني والده الكريم واخوه «المتدين» ولا استطيع ان اصف شعوري وانا ادخل على «ابراهيم»، فرحنا وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن بعيد وافترقنا ثم التقينا، صافحته وقبلت جبين شاب لم يعرف الكسل او التهاون ولم يقعده المرض عن الدعوة الى الله، شاب قلما نجد له نظيراً في هذا الزمن في علو الهمة وقوة الارادة وسمو الهدف والطموح، هدفه ان يدخل الناس في دين الله وان يرجع الغافلين الى ربهم.

جلست ساعات مع العائلة الفاضلة مرت وكأنها دقائق، حدثني فيها ابراهيم عن بعض الحوادث والقصص التي مرت عليه، رأيته كيف يضع له اخوه جهاز «اللابتوب» على قدميه ويحمل يديه ليضعهما على لوحة المفاتيح!! كم كان الوضع صعبا بالنسبة لي وانا ارى هذه الحالة الصعبة لكن في نفس الوقت كنت اتعجب لان الابتسامة لم تفارقه دقيقة واحدة!! فهو الصابر المحتسب الراضي بقدر الله.

كنت اتساءل من يجلس عند رأسه ويقضي له حاجته ويغسل له بدنه ويطعمه ويسقيه ويسهر عند رأسه؟!! فلما سألته عن «امه» اجهش بالبكاء وعلمت ان هذه الام ليست كغيرها من الامهات، لقد ضحت بكل دنياها لتجلس عند ابنها سنوات طويلة، بل منذ طفولته لترعاه وتقوم عليه، اخذت امسح دموع «ابراهيم» فأمه ليست عندنا لتمسح هذه الدموع فهي في غرفتها تمسح دموعها وترفع يدها تدعو لابنها بظهر الغيب، لقد كان المشهد حزينا، والسبب يستحق هذا الحزن.
«ابراهيم» من اشهر الدعاة في الشبكة العنكبوتية، وهو القائم على موقع «بوابة البحرين» وهو مشرف مميز في بعض الغرف الدعوية، ويعين الكثير من الدعاة في مواقعهم الالكترونية، لانه يعلم ان هذه الدنيا فانية وسوف نغادرها جميعا، ودعت ابراهيم وعائلته الكريمة على امل اللقاء بهم مرة اخرى، ولازلت محتفظا بهذا الامل.
قبل ثلاثة ايام جاءتني رسائل كثيرة عبر الايميل وعبر هاتفي النقال تخبرني بان هذا الداعية على سريره قد غادر هذه الحياة الدنيا، وقد وافته منيته صابرا محتسبا، وقد اذن الله ان تكون لآلامه نهاية، فما اجمل هذه النهاية والعبد راض عن ربه وقدره، صابر محتسب، يعرفه الناس مذكرا بالخير امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر الى آخر يوم في حياته، قال تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} وكان آخر ما تلفظ به ابراهيم كما يقول من حوله هو الشهادتان، اللهم اغفر لابراهيم وارحمه واعف عنه واجعل قبره روضة من رياض الجنة، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس، اللهم اجعله في عبادك الصالحين، وارفع درجته في عليين، واجمعنا به في مستقر رحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم آمين.
***
الومضة «الثالثة»: قال ابن القيم رحمه الله «في القلب شعث لا يلمه الا الاقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها الا الانس بالله، وفيه حزن لا يذهبه الا السرور بمعرفة الله».

نبيل العوضي







آخر مواضيعي 0 الرئيس محمد حسني مبارك يعلن تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية
0 رساله عاجله الى المعتصمين فى ميدان التحرير والى كل المتناحرين على الحكم
0 تحكيم شرع الله ضرورة شرعية وعقلية
0 صور من تعامل السلف مع الحكام
0 الجمع بين الخوف والرجاء - لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب رياض الصالحين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator