“ أتى العيد… دعوة للتجديد ”
العيد فرحة واطمئنان للذين يدركون معناه ويمنحون أنفسهم مساحة
للتأمل في أسراره، وكأن الواحد منهم كالطير يحلق بنشوة
وسرور،بجناحي الحلم وينظر إلى كل شيء بمنظار ربانيّ فيسمو ويسمو
حتى يلامس ذلك الأفق البعيد حينها سيشعر بالعيد وبالتجديد.
إننا حين نصحو على أصوات التكبير تكبر فينا عظمة هذا الدين،
ونعيش لحظات سرورنا حين يمتزج التكبير مع أرواحنا فنكبر ونرتقي
كلما خلص صوت التكبير وخمد معه كل شر فينا.نغتسل لنزيل كل هم
من رؤوسنا، ونمسح عن أجسادنا وقلوبنا معًا كل كدر ونكتة
سوداء، نلبس الجديد وكأننا ننطلق إلى أفق رحب نسافر فيه إلى
عام آخر غير عالمنا نتحضر ليوم المزيد.
ليست هذه مجرد مشاهد خيالية،إنما هي حياة وجدانيّة حين نعيش
العيد بكل أسراره ومعانيه الجميلة. فهيا لننطلق إلى أفق رحب،
تتجدد فيه روح الأسرة الواحدة وتسلم على بعضها البعض وكأنها
تعد بمزيد من الحب والمودة وتفتح صفحة من التسامح والرحمة.
عيدنا عندما نقدر آبائنا وأمهاتنا ونقبل أيديهما تعظيماً لحسن صنيعهما
ودعوة ورجاء أن يكتب الله رضاه من رضاهما.
عيدنا حين نأخذ أطفالنا بأحضاننا ضمة حنان تسع العالم كله فنضع
قبلة على خدهم من قلوبنا تاركين بصمة تدوم عمرًا وتعني لهم
أننا نحبهم ونفديهم بأرواحنا.
عيدنا تكبيرة على كل ظالم، وإشعار ووعيد فكما نصر الله
عبده في الأمس البعيد سيأتي يوم النصر قريب.
عيدنا يوم تتشكل فيه معالم المجتمع الإسلامي بزيارة الرحم وكأننا نربط
من جديد تلك الأواصر التي انقطعت عنا أو انقطعنا عنها لتبقى
وحدتنا قوية متماسكة.
عيدنا حين نضحي ومع كل قطرة تنساب من الأضحية بسمة سرور
فالذنب مغفور.
يمنح الله العيد لمن يتوق للمزيد من القرب والمحبة، وليس أجمل من
أن نعيش عيدنا هذا العام بروح جديدة نزينها بالطاعات ونحييها بالصدقات.
ويمضي العيد وفي قلوبنا هدية من رب العالمين هي شعيرة الفرح لقوله
تعالى:" وبذلك فليفرحوا."
فلنفرح إذن..ولنخفف التراكمات
السلبية التي شُحنا بها طيلة العام، نزيل الشحناء والبغضاء،
نخرج من الروتين والعناء فهذه دعوة فرح من رب السماء
(من هنا وهناااااااااااااااك)
منقول
12-09-2008, 03:27 PM
“ أتى العيد… دعوة للتجديد ”
