علاقات ما قبل الزواج ترسم مقارنات مدمّرة تؤثر على العلاقة الزوجية
الشمري: الخيانة الزوجية ظاهرة سلبية موجودة في كل المجتمعات
علاقات ما قبل الزواج ترسم مقارنات مدمّرة تؤثر على العلاقة الزوجية
التنشئة السيئة والفراغ النفسي وانعدام الوازع الديني من أسباب الخيانة الزوجية
الجبيل: حمد آل مطير
وصف المستشار الأسري والاجتماعي الدكتور غازي الشمري الخيانة الزوجية بأنها ظاهرة اجتماعية سلبية موجودة في مختلف المجتمعات الإنسانية؛ ولكنها تختلف من مجتمع لآخر حسب النظم والسنن الأخلاقية المفروضة.
وقال إن الخيانة تنشأ لوجود خلل ما في العلاقة الطبيعية التي تربط الأزواج بسبب بعض السلبيات، أو التأثير الخارجي للثقافات والحضارات، فتؤدي إلى زعزعة النظام الأسري وتفككه. نتيجة للصراع القائم بين أفراده.
وأبان الشمري أن أسباب الخيانات الزوجية تنصب في العلاقات المعتادة قبل الزواج من قبل الرجل أو المرأة، وما يتبعها بعد ذلك من المقارنات بعد الزواج، والتقليد والمحاكاة لدى البعض، ومحاولة إثبات الرجولة لدى الرجال ومغامراتهم مع النساء، وكذلك سوء التربية من قبل الوالدين أو ولي الأمر في المنزل، وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وانعدام الوازع الديني في الصغر، والتنشئة الاجتماعية السيئة للأبناء والبنات على حد سواء، والإدمان على مشاهدة وسائل الإعلام المختلفة، وخصوصاً المرئية في زمن انتشار الفضائيات بشكل مهول، ومعها انتشرت أفلام الحب والغرام والهيام، وكذلك الخيانة في كل صورها وأشكالها.
وأضاف أن كثيراً من هذه الأفلام تصادف هوى في نفس الرجل والمرأة، وقد تضرب على وتر حساس، أو تسد نقصاً لدى كل منهما في خيانة مع شريكه الآخر، ومن ثم يتمنى هذا الشيء على أرض الواقع، ودائماً يبحث كل من المرأة والرجل عن الكمال في كل شيء؛ وبالتالي فإن كلاً منهما يبحث، ويستمر في البحث عمّا يرضيه، ولن يجد، وطالما أنهما لن يجدا ما يصبوان إليه في شخص واحد إذاً لا بد من التجريب مع آخر وأخرى. حتى لو كانت الوسائل والطرق غير مشروعة.
وأوضح الشمري أن من أسباب الخيانة أيضا الفراغ النفسي الرهيب، وأكثر تأثيراً منه الفراغ العاطفي القاسي والذي يحدق بالمرأة والرجل في آن واحد، وفقدان الثقة من قبل الفتى والفتاة في الأم والأب أو في أحدهما، فهما يقولان لهما أشياء عن الفضيلة، ويقومان بعمل عكسها تماماً، وبالتالي فقدان المصداقية والقدوة، وحصول الخيانة من باب العناد والمكابرة، وقد تحدث الخيانة من باب الاحتجاج المقنع والاعتراض غير المباشر، والرفض الصريح لتلك الأفعال المشينة التي يقدم عليها القدوة وخصوصاً الأب.
وقال الشمري إن على الزوجين العودة إلى حظيرة الإيمان، والتوبة إلى الله توبة نصوحاً، وأن يجدد الزوجان مشاعرهما وحبهما تجاه الآخر. حتى لا يجد الشيطان منفذا للدخول عليهما، إضافة إلى النصح المتبادل بين الزوجين عند رؤية الخطأ لكل من الطرفين حتى يمكن تداركه.
ونصح بعدم انشغال الزوج خارج البيت كثيرا وكذلك الزوجة، ووجود الرقابة وأخذ الحيطة والحذر من جانب الطرفين، واستغلال الوقت فيما يفيد، واستغلال الإنترنت في الأمور المباحة، وعدم الانتقام من الطرف الآخر بخيانته. بل اللجوء إلى الله والدعاء له بالصلاح ودعوته، وأن يتذكر الزوجان أن لهما أبناء أمانة في عنقيهما قد يسلكون نفس الطريق الذي يسلكانه.