قصه من سلسة القصص الحق
من كتاب .. من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
كان هناك شابا يبيع القماش ويضعه على ظهره ويطوف ويطوف به بالبيوت ويسمونه( فرقنا ) وكان مستقيم الاعضاء جميل الهيئه من رآه أحبه لما وهبه الله من جمال ووسامه زائده على الاخرين . وفى يوم من الايام وهو يمر فى الشوارع والازقه والبيوت رافعا صوته (( فرقنا )) اذ أبصرته امرأة فنادته ، فجاء اليها ، وأمرته بالدخول الى داخل البيت ، وأعجبت به وأحبته حبا شديدا ، وقالت له : اننى لم أدعوك لاشترى منك .. وانما دعوتك من أجل محبتى لك ولايوجد فى الدار أحدا ودعته الى نفسها فذكرها بالله من اليم عقابه .. ولكن دون جدوى .. فما يزيدها الا ذلك أصرارا .. وأحب شيئا الى الانسان ما منعا .. فلما رأته ممتنعا عن الحرام قالت له : اذا لم تفعل ما آمرك به صحت فى الناس وقلت لهم دخل دارى ويريد من عفتى وسوف يصدقون الناس كلامى لانك داخل بيتى .. فلما رأى اصرارها على الاثم والعدوان . قال لها: هل تسمحين لى بالدخول الى الحمام من أجل النظافه ففرحت بما قال فرحا شديدا .. وظنت أنه وافق على المطلوب.. فقالت : وكيف لا ياحبيبى وقرة عينى . ان هذا لشىء عظيم .. ودخل الحمام وجسدخ يرتعش من الخوف والوقوع فى وحل المعصيه.. فالنساء حبائل الشيطان وماخلى رجل بامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما .. يا الهى ماذا أعمل دلنى يادليل الحائرين . وفجأة جاء فى ذهنه فكرة . فقال: انا أعلم جيدا : أن من الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : انى أخاف الله وأعلم : ان من ترك شىء لله عوضه الله خيرا منه .. وربّ شهوة تورث ندما الى آخر العمر .. وماذا سأجنى من هذا المعصيه غير أن الله سيرفع من قلبى نور الايمان ولذته .. لا .. لا
لن أفعل الحرام .. ولكن ماذا سأفعل هل أرمى نفسى من النافذه لا أستطيع ذلك
فاءنها مغلقة جدا ويصعب فتحها .. اذا سألطخ جسدى بهذا القاذورات ولاوساخ فلعلها اذا رأتنى على هذا الحال تركتنى وشأنى .. وفعلا صمم على ذلك الفعل
الذى تقزز منه النفوس .. مع أنه تخرج من النفوس ! ثم بكى وقال : رباه الهى وسيدى خوفك جعلنى أعمل هذا العمل .. فأخلف على خيرا .. وخرج من الحمام فلما رأته صاحت به : أخرج يامجنون ؟ فخرج خائفا يترقب من الناس وكلامهم وماذا سيقولون عنه .. وأخذ متاعه والناس يضحكون عليه فى الشوارع حتى وصل الى بيته وهناك تنفس الصعداء وخلع ثيابه ودخل الحمام وأغتسل غسلا حسنا ثم ماذا .. هل يترك الله عبده ووليه هكذا .. لا أيها الاحباب .. فعندما خرج من الحمام عوضه الله شيئا عظيما بقى فى جسده حتى فارق الحياة وما بعد الحياه . لقد أعطاه الله سبحانه وتعالى رائحه عطريه زكية فواحه تخرج من جسده .. يشمها الناس على بعد عدة مترات وأصبح ذلك لقبا له : (( المسكى )) فقد كان المسك يخرج جسده.. وعوضه الله بدلا من تلك الرائحه التى ذهبت فى لحظات رائحه بقيت مدى الوقت .. وعندما مات ووصعوه فى القبر . كتبوا على قبره هذه قبر ((المسكى
وهكذا أيها الانسان المسلم .. الله سبحانه وتعالى لا يترك عبده الصالح هكذا .بل يدافع عنه .. ان الله يدافع عن الذين آمنوا .. الله سبحانه وتعالى يقول: ولئن سألنى لأعطينه .. فأين السائلين )(هدية)