أَهـلُ تـِلـكَ القُلـوبِ وَداعـا !!
sms
لا تُجِيبي الاتّصال .. لا تَقلَقِي
إنّما فَقَط أَردْتُ الاطْمِئنَان عَليكِ
و أنّكِ لا زِلتِ عَلى قَيدِ الحَياة !
يُعادينا الصّبر عِنْدَما تَنضَحُ عُيونُ الجَفَاء / وتَتَفَجّر يَنَابِيعُ الحنِينَ فِينَا !
يَختَلّ تَوازُننَا .. وَ نُلبِسُ تقشّفَ أصْواتُنا بالـــ كَيفَ هُم !
ولَا نَسمَعُ سِوَى صَدَى أَقدَامِهِم مُولّيَة بَينَ مَواثِيقَ الوِدّ والوَفَاء !
تَخُونُنا ذِكرَياتُ البَراويِز الـمُفَخّخَة بِالتّلازُم والإخْلاص / ومَع ذَلِك نُربّت عَلى أَكتَافِها لئلا تَنشَطِر !
تَتحَطّم بِداخِلنَا جِبَالُ التّضْحِيَة .. ولا نَرضَى لِمَكانَتِهم أنْ تَتزَعزَع !
فتَأوِي الغِربَانُ على ظِلالِهِم لِتُذكّرنا أنّه الليلُ فَحسْب !
تُمَزّقنا الحَاجَة لَحْظَة أَنْ نَعُدّ الأَيام لِلفُراق / وكُلّ يَوم هو وداعٌ نَهابُ نَبْشَه !
رُغما عنّا يُصفّدنا جُورَ قَولِهم بـ (لا تَودّدَ إلّا تَداعَتْ لَه حَاجَة) فَتبْتَلِع الدّمعَةُ غَصّتِها .. و تَعُودُ أدرَاجَها حَامِلةً أَسفَارا !
يُثارُ غُبارُ العَتَبْ وتُضْمَر نَارُ الشّوق وتَنُوحُ مَزامِيرُ التّرجّي ..!
نَبتُر مِن شَريطِ الحَيَاة الجُزء الأَوثَق بنا / ونلُصِق الحَاضِر بِالـمُستَقبَل ليَتهاوَى الـمَاضِي !
نركُض لِزلّات النِسيَانِ قَبْل أَن تُغلِقَ أَبوابَها .. ولكِنّا لَا نَصِل إلّا وقَدْ أَضحَتْ سَرابا !
نُجسّرُ الفَجوَات بِبقَايا ضَمِير و يَهرَعُ الضّعف لِيحْوي اِعتلالَنا !
هَكَذا دوما.. عَطاءٌ وأَخْذ ولفحُ إجحَاف !
تَقَع عَلى كواهِلنُا طَائِلَة الاسْتِحقَاقِ الـمَرِيرة / وتَلفظُنا سُبلَ الاسْتِنجَاد !
تَخُونُنا الـمُرادِفات وتُصفّق لَنا نَواجِذُهم .. ذَنبُنا تَغَاضَيْنا !
نُلملِمُ هوّية المشَاعِر التي أَمسَتْ رَمَادا نَستَنشِقُه و نـــ ص مُ ت !
تَهمَعُ حُقنُ الـمُغذّيات بِالقوّة بِالصّمُود بِالجفَاف / وتَتنَاولُنا أَسّرتنا الـمَوبُوءَة ذاتَ اليَمِين وذَاتَ الشّمَال !
تَثورُ أَبْصارُ القَلب وتَحتِكِرُ خَلايَانا كَبْسولاتُ الكَرى الـمشبّعة بِهم !
ربّـاه ألَا خَلاصٌ وسُبَاتٌ عَمِيق !
نَترَقّبُ عَطفا وبَعضُ أَحيَان جَلادَة / ونَقتَرِضُ عَينا الغَرِيب لنَرى !
تَبوّأْنا مَقاعِدَ الانْتِظَارِ طَويلا ولـمّا عَادوا لَمْ نَكتَرِث قَط بِالخَريفِ الذّي مَلأَ الأَرضَ شَيْبا !
مَتى تُكبَحُ جِمَاحُ نَبضِنا الـمُفرِط !
وَفِي غَيرِ الطّرقِ الـمَشرُوعَة نُصارِعُ إغْمَاءات العِشْرَة / ونَستَنْفِذ الفُرصَ التي ضَاعَت فِينا !
أَسَرنَا لديهِم دَمعا حَرْفا وحتّى الجَوارِح أَبَتْ إلّا بِسُكناهِم !
نَرفعُ رَايةَ الِاستِسْلامِ كَسِيرَة - تَمَاديْنَا ِفي الغُفرَان - !
تَفضّلوا فِديَة اِستِعمَارَكم لنَا .. ولكِن سَلامًا سلاما !
اِبتعْنا أَوقَات لَمْ تَكن لنَا يَوما / وأَعتَقْنا طُيورَ العِنَاقِ البَيضَاء !
هَجرْنا الوِاقِع لنَحتَكِر الطّفِيف مِن الاحْتِضَان ورَغِيفَ دِفءٍ يابِس !
غَدَت أَيّامُنا سَواء .. وعُسرُها رَجحَ عَلى يَسِيرُها !
تَصدّينَا لعَواصِف الغَدْر / ولَمْ نَرضَخ لِبلْبلةِ الـمُشرّدِين حَولَنا!
تُقنَا لِتَتويجِهم عَرشَ قُلوبِنا و فَاقَتْ شُهرتُهم الـمُلكَ والـمَلِك !
وهَا قَدْ آنَ لسِهامِ الـمَلومِينَ أَن تُصِيب !
تَخلّصنَا مِن الـمُنغّصات بَعِيدا / وهَجرْنَا أَعشَاشَ الوَهْن !
لا شَيء .. كنّا نَبْتَغي رَاحَتهُم ونَشتَري مَودّتُهم بَأغلَى ثَمَن !
(فَإنْ دَعَتْكَ ضَرورَاتٌ لِعشْرَتهِم ... فَكُن جَحِيماً لعلّ الشّوكَ يَحتَرِقُ) !
اِعتَدْنا التّنَازُل / و شَرعْنا بِالقَلبِ علَى مِصرَاعَيْه !
تَكبّرنا عَلى جِراحِنا و أَرغَمْنَاها اِبتَسِمي لَهم !
اضْطُرِرنا لِشَدّ الرّحَال.. ولكِن سَاقُ العرّابِ لا تزَالُ مَوجُوعَة !
أوَ نُحاسِبُ تَضحِياتُنا .. ونَلومُ كُتبَ البَوحِ لَهم !
بَعثَرتنا أيّام سُود / وانْفجَر بِنا فَتِيلُ الغِيَاب !
شَحِيحَةٌ هيَ المعَاني التي خَتمُوا بِها طَعنا عَلى صُدورِنا !
فَأصْبحْنَا في ذُهولٍ مِن هَولِ المَآل !
تَهاوَنّا عَن سُبلِ الوَصلِ فِينَا / وسَلكنَا سَبِيلا أقْربُ لِلشّتَات !
عَظِيمٌ كَيفَ اِضمَحلّت مَعَهُم حَياتُنا بَعدَ أنْ عمّرْنا لأجلِهِم سِنَينَ ائتِلاف !
لَم يَبقَ فِينا إلّا الضّلعَ الأَعْوجَ و العُروقُ قَد تَضخّمَت !
لَسْنا نَقولُ أنّنا أَصحَابُ تلِك القُلوب / ولَسنَا نَقُول لَسنَا بِأصحَابِها !
ولكِنّا بِالتّأكِيد ضَحِيّة خَللٍ مَا فِي عَيشِنَا !
والدّنيا تَغلِي إنْ اؤتُمِنَتْ ومَاؤهَا اِختِلالَهُم فِينَا !
أنقُول (ودَاعا).. أمْ نَنتَظِر الوَداعُ حتّى يَحِين . . .؟
............. !
sms
آثرتُ طَرِيقَتكِ في العَيش !
البيت المرفق أعلاه للإمام الشافعي
راق لى