مكارم الأخلاق
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ
أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته
أدفع الشر عنـي بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كما أن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربه
موفي اعتزالهم قطع المودات
*******
تأتي العزة بالقناعة
أمت مطامعي فأرحت نفسي
فإن النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع وكان ميتـاً
ففي إحيائه عرض مصون
إذا طمع يحل بقلـب عبـدٍ
علته مهانة وعـلاه هـون
*******
الإعراض عن الجاهل
أعرض عن الجاهل السفيه
فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـاً
إن خاض بعض الكلاب فيه
*******
السماحة وحسن الخلق
يخاطبني السفيه بكل قبح
فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة فأزيد حلمـاً
كعودٍ زاده الإحراق طيباً
*******
الجود
إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي
وقد ملكت أيديكم البسط والفيضـا
فماذا يرجـى منكـم إن عزلتـم
وعضتكم الدنيـا بأنيابهـا عضـا
وتسترجـع الأيـام مـا وهبتكـم
ومن عادة الأيام تسترجع القرضا
*******
منتهى الجود
يا لهف نفسي علـى مـال أفرقـه
على المقلين من أهـل المـروات
إن إعتذاري إلى من جاء يسألنـي
ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات
*******
فساد طبائع الناس
ألم يبق في الناس إلا المكر والملق
شوك، إذا لمسوا، زهر إذا رمقوا
فإن دعتك ضـرورات لعشرتهـم
فكن جحيماً لعل الشـوك يحتـرق
*******
زن بما وزنت به
زن من وزنك بما وزنك
وما وزنـك بـه فزنـه
من جاء إليك فرح إليـه
ومن جفاك فصد عنـه
من ظـن إليـك دونـه
فاترك هواه إذن وهنـه
وارجع إلى رب العبـاد
فكل مـا يأتيـك منـه
*******
من عرف الدهر
أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى
وأسدا جياعا تظمأ الدهر لا تروى
وأشراف قوم لا ينالون قوتهم
وقوما لئاما تأكل المن والسلوى
قضاء لديان الخلائق سابق
وليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه
تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى
*******
إكرام النفس
قنعت بالقوت من زمانـي
وصنت نفسي عن الهوان
خوفاً من الناس ان يقولوا
فضلاً فلان علـى فـلان
من كنت عنه ماله غنيـاً
فـلا أبالـي إذا جفانـي
ومن رآني بعيـن نقـصٍ
رأيتـه بالتـي رآنــي
ومن رآنـي بعيـن تـم
رأيتـه كامـل المعانـي
*******
عين الرضا
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا
ولست بهياب لمـن لا يهابنـي
ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
فإن تدن مني تدن منك مودتـي
وإن تفأ عني تلقني عنـك نائيـاً
كلانا غني عـن أخيـه حياتـه
ونحـن إذا متنـا أشـد تغانيـا
*******
احذر الناس
إذا رمت أن تحيا سليماً من الـردى
ودينك موفـور وعرضـك صيـن
فلا ينطقن منـك اللسـان بسـوأةٍ
فكلـك سـوؤات وللنـاس السـن
وعيناك إن أبـدت إليـك معايبـاً
فدعها وقل يا عين للنـاس أعيـن
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى
ودافع ولكن بالتـي هـي أحسـن