قَـمَــرُ الحُـبِّ الأَوَّلُ !!
قَرَّرْتُ بِأَنْ أُطْلِقَ قَمَرَ الـحُبِّ الأوَّلْ
كَيْ أَتَخَطَّى الـمُـوصَـدَ وَ الـمُـغْـلَـقَ وَ الـمُـقْـفَـلْ
كَيْ أَعْرِفَ كَـيْـفَ أُمُورُكِ فِي اللَّـيْـلِ تَكُونْ
فَاللَّـيْـلُ ظَلاَمٌ بِشُجُونٍ وَ غَرَامٌ بِجُنُونْ
وَ اللَّـيْـلُ صَدِيقُ القَلْبِ.. كَتُومُ السِّرِّ الـمَـسْـكُونْ
وَ جَمِيلٌ أَنْ نَعْرِفَ عَمَّنْ نَهْوَى..
بَعْضَ الأَسْرَارِ وَ نَتَطَفَّلْ
***
مَا إِنْ لَـيْـلِـي لَـيَّـلْ
أَطْـلَـقْـتُ القَمَرَ الأَوَّلْ
اقْتَرَبَ.. اقْتَرَبَ.. لَقَدْ وَصَلَ الـمَـنْـزِلْ
بَدَأَ الإِرْسَالَ الآَنَ وَيَعْمَلْ
بَعْضُ التَّشْوِيشِ وَ لَسْتُ أَرَاكِ..
الآَنَ أَرَاكِ بِكُلِّ وُضُوحٍ..
كَمْ أَنْتِ اللَّيْلَةَ أَجْمَلْ
ابْقَيْ سَاكِنَةً ثَانِيَةً..
كَيْ أَضْبِطَ زَاوِيَةَ التَّصْوِيرِ.. وَ أَقْتَرِبَ قَلِيلاَ !!
لِمَ قُمْتِ وَ أَطْفَأْتِ النُّورَ ـ فَتَاتِي ـ..
عُودِي.. فَالوَقْتُ يَمُرُّ ثَقِيلاَ
أَيْنَ ذَهَبْتِ.. أَ نَائِمَةٌ.. لاَ لاَ أَرْجُوكِ أَفِيقِي..
لاَ زَالَ اللَّـيْـلُ طَوِيلاَ
......................................
......................................
هَا عُدْتِ.. أَضَأْتِ الـمِـصْـبَـاحَ بِجَانِبِكِ..
وَ لَكِنْ مَا هَذَا.. آهٍ.. الثَّوْبُ تَبَدَّلْ
أَوَ هَذَا ثَوْبُ النَّوْمِ الأَزْرَقِ..
حِينَ كَتَبْتُ الشِّعْـرَ عَلَيْهِ..
وَ قُلْتِ كَأَنَّكَ كُنْتَ تَرَانِي فِيهِ.. وَ تَتَأَمَّلْ
مَا صَـدَّقْـتُـكِ سَاعَـتَـهَا.. وَ خَجِلْتُ..
حَسِبْتُ الأَمْرَ مُجَامَلَةً.. لَمْ أَحْفَلْ
يَالَلصُّدْفَةِ.. وَ كَمَا كُنْتُ أَرَاهُ عَلَيْكِ..
وَ لَكِنَّ الآَخَرَ أَطْوَلْ
وَ كَذَلِكَ أَنْتِ اللَّيْلَةَ أَجْمَلْ
***
مَا بَالُكِ.. طَالَ سُكُونُكِ.. طَالَ رُقُودُكِ..
وَ يَدَاكِ تَضُمُّ السَّاقَـيْـنِ عَلَى الصَّدْرِ..
وَ رَأَسُكِ فَوْقَهُمَا مُـلْـقًـى.. فِيمَ يُفَكِّرُ.. مَاذَا يَحْمِلْ ؟!
مَا يُضْحِكُكِ ؟.. غَرِيبٌ أَمْرُكِ..
......................................
لِمَ قُمْتِ سَرِيعاً ؟..
......................................
بِمَ جِئْتِ ؟..
أَرِيـنِـي مَاذَا فِي يَدِكِ..
أَدِيرِي وَجْهَكِ.. إِنِّي أَتَـعَـجَّـلْ
مَا هَذَا ؟.. هَاتِفُكِ..
وَ لَكِنْ.. مَنْ صَاحِبُ هَذَا الـمَـوْعِـدْ ؟!!
مَنْ ذَا الـمُـنْـتَـظِـرْ حَديِثَكَ وَ الـهَاتِفُ بِجِوَارِ الـمَـرْقَـدْ ؟!!
......................................
......................................
حَقّاً.. أَ رَنِينُ الـهَاتِـفِ عِنْدِي..
وَ أَنَا الـمَـعْـشُوقُ الأَوْحَدْ ؟!
وَ رَكَضْتُ..
رَفَعْتُ السَّمَّاعَةَ وَ الـمُتَحَدِّثُ لاَ يَتَحَدَّثُ.. بَلْ أَقْفَلْ
وَ نَظَرْتُ.. لَعَلَّ الـمُـتَّـصِـلَ يُعَاوِدُ.. لَمْ يَـفْـعَـلْ
......................................
......................................
وَ نَسِيتُكِ.. عُدْتُ أَرَاكِ..
وَجَدْتُ الـهَاتِفَ مَـرْمِـيّاً.. وَ دُمُوعَكِ هُطَّلْ
أَوَ أَنْتِ الفَاعِلُ بِي ذَا كُلَّ مَسَاءْ ؟!!
وَ أَرَاكِ وَ لاَ يَبْدُو شَيْئاً أَبَداً بِـلِـقَـاءْ
وَ كَأَنَّ هَوَايَ لِثَانِـيَةٍ.. مَا جَالَ بِفْكْرِكِ أَوْ جَاءْ
وَ العَقْلُ بِحِيرَتِهِ يُؤَوِّلْ
كَمْ أَتَمَنَّى لَوْ أَنْتِ الآَنَ أَمَامِي..
كَيْ أَصْرُخَ فِيكِ..
أُقَـبِّـلَكِ.. أَقُولَ ( أُحِبُّكِ )..
كَمْ أَتَمَنَّى لَوْ هَاتَفْتُ الآَنَ..
لِكَيْ لاَ تَبْكِي.. فَأَنَا لِدُمُوعِكِ لاَ أَتَحَمَّلْ
آهٍ.. كَمْ أَتَمَنَّى لَوْ أَفْعَلْ
لَكِنِّى.. لَنْ أَعْجَلَ ثَانِيَةً..
سَأُعِيدُ القَمَرَ الآَنَ وَ لَنْ أُكْمِلْ
وَ أَظَلُّ عَلَى شَوْقِي لِلَقَاءِ الغَدْ
لِطُلُوعِ الشَّمْسْ
كَيْ أَسْمَعَ مِنْكِ الرَدْ
إِنْ قُلْتُ بِأَنِّي أَعْرِفُ كَيْفَ قَضَيْتِ الأَمْسْ !!
وَ بِأَنَّكِ فِي اللَّيْلِ ـ فَــتَـاتِـي ـ أَجْـمَـلْ !!