باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعــــد :-
* ما زلنا نستعرض المناسك وأجورهـا ؛ عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائها على وجه يرضى به عنــا .
10- الأجــر علــى قــدر النفقــة والمشقــة .
*******************************************
يقــول صاحبنــا : وعاد الجسم إلى الأهل والأحباب ، بينما بقي القلب معلقا بتلكم الرحاب .
وأخذت أدعو الله بالعود القريب ؛ لأنعم بأداء منسكٍ عند بيته الحبيب .
ورغم ما نالني من اللأواء والنصب ، علمت أن الكريم يجزيني عليه ، فتاقت النفس إلى بذله إليه .
وسألته أن يتقبل - سبحانه- مني حلال نفقتي ، وما قد توسلت به لإتمام حجتي ؛ فبفضله
رُزْقُتُه أولا ، وفي سبيله أنفقته آخرا، احتسبته عند الشكور قربة ، لعلَّي بسببه أنال الرحمة .
فالحمد لله الذي أعانني فيسر لي أداء المناسك ، ورزقني من واسع فضله ما به إلى طاعته أسابق
، وزاد الرحمن فوعد بواسع الأجر و القبول كما جاء في الصحيح من أحاديث الرسول :
- لحديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- :
[قالت عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله ، يصدر الناس بنسكين وأصدر بنسك ؟ فقيل لها : انتظري ، فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم فأهلي ، ثم ائتينا بمكان كذا ، ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك . ]
صحيح البخاري /الفتح / كتاب الحج / باب : أجر العمرة على قدر النصب / رقم: 1787
- عـن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنه- قالت:-
[ قلت يا رسول الله يصدر الناس بنسكين وأصدر بنسك واحد قال انتظري فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم فأهلي منه ثم القينا عند كذا وكذا قال أظنه قال غدا ولكنها على قدر نصبك أو قال نفقتك . ]
* (( فائدة )) :- قال النووي في شرحه لهذا الحديث :-
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ولكنها على قدر نصبك أو قال : نفقتك ) هذا ظاهر في أن الثواب والفضل في العبادة يكثر بكثرة النصب والنفقة , والمراد النصب الذي لا يذمه الشرع , وكذا النفقة . }صحيح مسلم بشرح النووي / كتاب: الحج / باب : بيان وجوه الإحرام وأنه يجوز
إفراد الحج والتمتع / رقم : 1211.
- عـن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنه- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :
[ إن لك من الأجر على قدر نصبك و نفقتك .]
صححه الألباني في : صحيح الجامع / رقم: 2160
** ومرت السنين وكلما غلبني إلى الحج الحنين أحضرت كتاب المناسك ، أقرأه أجدد بقراءتي له
المعلومات ، وأجتر مع أحاديثه أعطر الذكريات ، وكلما قرأت حديثا صحيحا على تلكم الأجور ،
ذاد لهفي على مثلها علِّي أنال بها القبول :-
- عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :
[ تابعوا بين الحج والعمرة ؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة . وما من مؤمن يظل يومه محرما إلا غابت الشمس بذنوبه . ]
علق عليه الشيخ الألباني في: صحيح الترغيب والترهيب / رقم: 1133/ قائلا : حسن صحيح.
-عن عبد الله ابن عمر-رضي الله عنهما - قال :قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم :-
[ ...إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت ، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت . فقالا : أخبرنا يا رسول الله ! فقال الثقفي للأنصاري : سل . فقال : جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه ، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما ، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه ، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه ، وعن رميك الجمار وما لك فيه ، وعن نحرك وما لك فيه ، مع الإفاضة . فقال : والذي بعثك بالحق ! لعن هذا جئت أسألك . قال : فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام ؛ لا تضع ناقتك خفا ، ولا ترفعه ؛ إلا كتب ( الله ) لك به حسنة ، ومحا عنك خطيئة . وأما ركعتاك بعد الطواف ؛ كعتق رقبة من بني إسماعيل . وأما طوافك بالصفا والمروة ؛ كعتق سبعين رقبة . وأما وقوفك عشية عرفة ؛ فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول : عبادي جاؤني شعثا من كل فج عميق يرجون رحمتى ، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل ، أو كقطر المطر ، أو كزبد البحر ؛ لغفرتها ، أفيضوا عبادي ! مغفورا لكم ، ولمن شفعتم له . وأما رميك الجمار ؛ فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات . وأما نحرك ؛ فمدخور لك عند ربك . وأما حلاقك رأسك ؛ فلك بكل شعره حلقتها حسنة ، وتمحى عنك بها خطيئة . وأما طوافك بالبيت بعد ذلك ؛ فانك تطوف ولا ذنب لك يأتى ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول : اعمل فيما تستقبل ؛ فقد غفر لك ما مضى . ]
علق عليه الشيخ الألباني في: صحيح الترغيب والترهيب / رقم : 1112 - قائلا : حسن لغيره.
** ولسان حالي على الدوام وقالي : اللهم اجعل لي إلى بيتك الحرم سبيلا ، و ارزقني اللهم بفضلك
أن أكون لحجاج بيتك هاديا ودليلا . وكل عام في وقت إجابة الحجيج النداء ، يهزعمقي ما يعانق سمعي
من جميل التلبية والتكبير والثناء ، وعندها يعلو في قلبي الوجيب ، شوقا إلي بيت الحبيب .
أودِّعهم بدموع الحنين والرجاء ، لا تنسوني من صالح الدعاء أن يجعل الله لي إلى بيته إياب ،
وألا يحرمني الكريم عود وعود وعود إلى تلكم الرحاب .
وكأنما ناظم هذه الأبيات ، قد عاين الحال ، ورزقه الله فتحًا من جميل المقال ،فكأنه شعر بمحنتي فقال يشكو شوقه ولهفتي :-
يا راحلين خذوا نفسي تودعكم ************* ثم اتركوني قليلا أنتشي معكم
فأنا المحبُّ وقد بعدت حبيبتـه ************** فلترحموني عسى الرحمن يرحمكم
قد مزق الشوقُ أحشائي ومزقني ************* فلتسألوا البيت كم أحببت يخبركم
وكم تساقط دمعي وَالِهًا لهفـا ************* واليوم سرتم وسار القلب يتبعكم
يبكي وليس البكا حزنا على ذهبٍ ************ أو أن ليلى مع العير التي معكم
بل دمعه . عشقه. قد صار في حِجْرٍ ********** أحلى من الشهد إن ذاق الهوى فمكم
في جانب البيت عند الباب موقعه ********** فلتسرعوا المشي قلبي سوف يسبقكــم
فلتذهب الآن ليلى نحو مغربهـا ************ أو ترحل اليوم سُعدى فالحنين لكــم
فلقد تركت هناك القلب معتكفاً ************والنفس صارت تنادى اليوم صحبتكـم
فإذا لقيتم غريباً فى منىً وَِلهـاً ************* عند الجمار فلا ترموه جمرتكـــم
يبكي على عمره قد ضاع مغترباً*********** فلتعــذروه فإن الله يعذركــم
وفــي الختـــــام :-
**أسأل الله لنا ولكم حجة على سنة الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأن يجعل
عملنا هذا خالصا لوجه -سبحانه- مقبــول
آمــــــــين