هو المطر
حين يذوب ولعاً فينهمر ويقتاته الشوق فيهطل ..
ويُحبّ فيُغنّي .
هو المطر
إذ يُداعب الأديم .. ويحي الهشيم ..
ويبهج القلوب العطشى للفرح .
هو المطر
يبعث الدفء في البرْد الصاخب ..
وينبت الزهر في حلم الصيف اللاّهب .
هو المطر
رفيق العُمر والطرقات .. سمير الوحدة والتعب ،
لايخلو مِن ذكرى.. واستحضار ..
لصوت نُحبّ .. أو وجه نشتاق إليه ..
مع المطر
تتداعى كل الآلام
وتنطق المواجع الرابضة في الروح
كنَصْل لا يبرح أن يفارقها
حتى يتسلل إلينا بغتة ذات جفاف ..
لست أدري
لماذا مع المطر تتداعى أمنياتي
وتنزّ ذاكرتي عن كل شيء أثير إلى النفس ؟
هل لأنّ هذا الغيث الهاطل من السماء يعبث بأوراقي ؟
أم لأنّ أوراقي مُستباحة
لكل مُثير يُعرّج بي نحو الماضي الأجمل ؟
وتلك الطفولة التي منذ كبرت تلاشت ..
واستبدلتها بسنوات مضت وتمضي بين أتون التعب. .
وأرتال الشقاء المجلجل في دواخلي..و كأنني جُبلت على وجع .
هو المطر
إذاً أنعَش الذاكرة واستنطق اللحظات
لينساب ذاكرة حيّة ووقتاً لا يُنسى ...
مما راق لي...