لقد تعرضت الفتيا في عصرنا الحاضر لعبث واستخفاف لم يسبق له مثيل
والسبب في ذلك يرجع لعدة امور
أولها واعظمها ....... قلة الايمان والخوف من الله فلم يعد للايمان ذلك التاثير في النفوس ولم تعد مخافة الله رادعا وزاجرا للعابثين
من ان يتولوا مهمة تتطلب قدر عال من العلم بكتاب الله وسنة رسولة واقوال العلماء المتقدمين والمتأخرين واصول الفقه وقواعد الشريعة
بل اصبح لكل انسان حرية في ان يفتي حتى ولو خالف كتاب الله وسنة رسوله صراحة
وبرر هؤلاء العابثون عبثهم
بمواكبة العصر وتجيد الخطاب الاسلامي كما يزعمون
واعادة قراءة النص المقدس ليتماشى مع العصر المنكس كما يتوهمون
فلله درك يا ابا بكر
يامن كنت تجمع اهل بدر الفضلاء الذين جمعوا الى شرف الصحبة وشرف بدر
.غزارة العلم وحسن التأويل والفقه في الدين
من اجل مسألة بسيطة او فتوى في امر يسير
ليتك بيننا اليوم يا صديق الامة
لترى وتسمع ما آلت اليه الامة وما احدث الناس في دينهم
وليتك ترى إلى أي مدى وصلت الجرأة بالبعض
لتولي زمام الفتاوي والتضليل وزعزعة الثوابت والتشكيك في عدالة وسمو هذا الدين
وليتك ترى وتسمع بما يقولون وبأي منطق يتحدثون فالله المستعان على ما يصفون
فهم وبلا شك ضالون ومضلون سواء كان فعلهم هذاعن قصد ام عن جهل بعواقب ما يفعلون
ومما ساعد على بروز هؤلاء العابثين وانتشار تلك الفتاوي ذات البلاوي ......... وجود وسائل الاتصال الحديثة التي سهلت المهمة . وقلة الوازع الديني بسبب غلبة الشهوات والشبهات
فالبعض ممن يستفتي لم يعد هدفة معرفة الحلال من الحرام وانما اصبح هدفه هو البحث عن فتواى توافق هواة وتتماشى مع شئ مما في نفسه فهو لا يرجع الى شيخ او عالم مشهود له بالعلم والتقوى (مع سهولة هذا الامر ) بل يترك ذلك وراء ظهره
ويرجع الى فضيلة الشيخ google الذي لن يبخل عليه بعرض جميع الفتاوي التي تتعلق بسؤاله سواء كانت صحيحة المصدر ام مشبوهة او حتى منسوخة قد اجمع اهل العلم على عدم صلاحيتها لأي سبب من الاسباب المعتبرة في هذا الشأن
ليقوم ذلك الشخص الباحث عما يوافق هواه وينسجم مع رؤياة بالبحث والتنقيب عن فتوى مفصلة عليه تفصيلا ويستبعد كل فتوى تخالف ما يريده حتى ولو كانت مدعمة باقوى الادلة واصح الأقوال
وليت اؤلائك يكتفون بالاخذ بالفتوى الموافقة لما يشتهون بل يسعون الى نشر تلك الفتوى بين الناس عن طريق النقل غير الموفق من بطون الكتب وكثرة الروايات دون ان يكون لشخصة الكريم اي علم بترجيحات العلماء لتلك الاقوال ودرجات الاحاديث التي تم الاستدلال بها والناسخ والمنسوخ من كتاب الله والمتقدم والمتأخر من الايات
وغيرها من الامور المعروفة التي يعتد بها لترجيح رأي فقهي عن غيره من الاراء
ويعرض عن فتاوي العلماء الربانيين الذين قدموا لنا تلك الفتوى في ايسر صورة واوضح بيان بعد اطلاعهم وتمحيصهم لتلك الادلة وترجيح الاقوى منها والاصح
فمتى يدرك اؤلائك خطأ ما يفعلون ووزر ما ينشرون من اختلافات وخلافات تشتت وتشكك اكثر مما تفيد وتؤلف ومتى يعي هؤلاء خطورة هذا الفعل المشين
م/ن