العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-15-2010, 08:47 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ساجده

الصورة الرمزية ساجده

إحصائية العضو








ساجده غير متواجد حالياً

 

Question أفي هدم أنت أم في بناء ؟

قال الراوي :

لقيت صاحباً لي ذات يوم ، بعد غياب سنوات لم أره فيها ، وما أن جلسنا نتجاذب أطراف الحديث ،

وكنت أحسب أن هذا اللقاء لن يتعدى حديث الذكريات ، غير أنه فاجأني بسؤال غريب .. قال :

يا فلان .. أفي هدم أنت أم في بناء !!؟

ارتسمت على ملامحي ألوان من علامات التعجب ، وقلت : لم أفهم ..!

قال : راجع نفسك جيداً يا أخي ، وانظر هل سيرك في حياتك على الوجهة التي يرضى عنها الله سبحانه ، ويرضى بها عنك ، أم أنك أخذت ذات الشمال ، وأنت تحسب أنك على شيء ، في الوقت الذي تكون قد عرضت نفسك لسخط ربك عليك ..وهل يتصور أن يتنعم ويهنأ بحياته ، من يكون ربه ساخط عليه ..؟!

لم أجد ما أقوله غير أني اكتفيت بتحريك رأسي ، وأنا أطيل النظر إليه.. وواصل حديثه قائلا :

إن المؤمن الحق يا عزيزي ، يترك كثيراً مما تهواه نفسه ، ابتغاء ما عند الله ، وليحصل على رضا الله عنه ،

وهو على ثقة أنه ما ترك إلا ليأخذ ، فإن الله سبحانه يعوض من ترك له شيئا ، بأفضل مما ترك ..

فالقاعدة تقول : من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه ..

ولأن هذه الحقيقة تملأ عليه زوايا قلبه ، فهو يترك في كثير من الأحيان ما ترغب فيه نفسه ، مما قد يجره إلى البعد عن ربه سبحانه ، وحين يحدث له ذلك ، فكأنما يجد نفسه قد خرج من الجنة للتو ..!

نعم ، قد يشق عليه هذا الترك ، ويجد فيه ثقلاً ، لاسيما في بداية الرحلة مع الله ، فإذا اعتادت نفسه هذا الترك ، طاب لها والله ، بل وتلذذت بهذا الترك في كل مرة تقوم به ! فيجد نفسه تنتشي مع كل مرة يترك فيها شيئا لأجل الله سبحانه ..!

ومن ثم فهو قد يترك شيئا تهواه نفسه ، لينال متعا جديدة ، ما كانت تخطر على باله ، ورضوان من الله أكبر ..!

فإن شقت عليه مسألة الترك اليوم ، فسيفرح بها غدا حين يجد بركتها ، وتتنوع ثمراتها .. !

أما في الآخرة ، فلعله يتمنى لو يعود إلى الدنيا ، ليترك المزيد المزيد مما سقطت نفسه عليه ، بسبب غلبة الهوى ، وضعف النفس !!

فحين تجد نفسك في هذا المربع قد نجحت فيه ، فاعلم أنك في بناء لا في هدم ..!

وسكت قليلا وأخذ نفسا عميقا ثم قال :

أما إذا كان الأمر عندك بعكس هذه الصورة ، بحيث تجد نفسك مندفعاً مع الهوى ، ذات الشمال ثم ذات الشمال !

لأن الهوى لن يقودك إلى ذات اليمين ..!

حين تجد نفسك قد امتطيت فرس الشهوة ، يجمح بك في كل اتجاه ، ويمرغك في الوحل ، المرة بعد المرة ،

وشعارك رغم هذا كله : مع الخيل يا شقراء !

لأنك ترى كثيرا ممن حولك يخوضون في الوحل حتى الركب !

حين تجد نفسك لا هاجس لك يملأ حسك إلا تحصيل الشهوات ، من أي باب يفتح لك ، حين تجد أن آخر هم في قائمة اهتماماتك ، هو هم دينك ، ولا يعنيك تحصيل رضا الله سبحانه ، حين تكون على هذه الشاكلة ونحوها ،

فاعلم أنك في هدم وتدمير ، لا في بناء وتعمير .. ! حتى لو صفقت لك الدنيا كلها ، وأنت في كامل نشوتك ، بما بين يديك من متع وملذات ..!

وغدا ستعظ بنان الندم ، وتقرع سن الحسرة ، وتود لو أنك تعود إلى الدنيا ، لتصحح الخطأ الذي كنت فيه !

وسكت صاحبي وهو يحدق بعيدا .. فقلت :

كم تغيرت يا صاحبي . لم تكن هكذا قبل أن نفترق منذ سنوات !

عاد ينظر إلي وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة جميلة وقال:

علمتني الحياة الكثير ، وتعلمت من حلقات العلم أكثر ، وفتح الله على قلبي ، بسبب إقبالي عليه الكثير ،

فأنا أحدثك من قلب يحترق حبا لك ، وحرصا عليك ، وشفقة بك ، لأني أعرف من أكلم ، وأعرف لماذا أفتح لك هذا الموضوع بالذات !

قال الراوي :

وشعرت أن صاحبي يومها قد أمسك قلبي وحرثه حرثاً ، ثم وضع فيه بذورا مباركة ،

وسرعان ما وجدت بركة هذه البذور ، فإذا هي تنمو وتربو ..!

لقد عملت تلك الكلمات في نفسي عملها بإذن الله سبحانه ، لقد عرتني هذه الكلمات أمام نفسي ،

ورأيت كم أنا صغير وهزيل وحقير وتافه ، وأدركت تماما أنني في هدم حثيث ، مع أني أضحك ملء فمي !

وأقطع أيامي في لهو ولعب ومجون !

تفكرت في هذه المعاني في تلك الليلة ، وعشت معها ليلا طويلا ، لاسيما وأنا اسمعها من هذا الصديق الذي كنت أحسب أني خير منه وأذكى ، وأحسن حالا وأرقى ، وها هو يعلمني درس الحياة الذي كنت في غفلة عنه ..!

كان لذلك اللقاء العابر ما بعده في حياتي كلها ، صحيح أنني لم ألتق بصاحبي ذاك منذ ذلك اليوم ، لأنه كان قد رحل ، ولكنه في الحقيقة كان مقيما معي حيثما كنت ، كان قد احتل مساحة كبيرة في قلبي ، ألم يكن سبباً لولادتي الجديدة ،

التي أباهي بها الدنيا اليوم .. والحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله

ولا أملك لصاحبي ذاك إلا مزيدا من الدعاء بظهر الغيب أن يرحمه ويبارك فيه ويرضى عنه حيثما كان .



مما تصفحت...








آخر مواضيعي 0 أخلاق الكبار
0 ترويض وتهذيب النفس
0 قل يارب....
0 إلى أين أذهــب ؟؟؟
0 فكرت قبل كده ربنا خلق المخلوقات الشريرة ليه؟
رد مع اقتباس
قديم 02-15-2010, 08:53 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: أفي هدم أنت أم في بناء ؟

ساجده ... جزاك الله كل خير

تسلمى على طرحك القيم

وفقك الله ويسر امورك

دعواتى لك بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 02-16-2010, 02:04 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: أفي هدم أنت أم في بناء ؟

ساجدة

جزاكى الله خير

حبيبتى







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator