إحترام رأي الجندي عندها سنهزم اسرائيل
بقلم:م.محمد سلطان
عندها سنهزم اسرائيل
للكاتب المؤلف الاسلامي
مهندس محمد سلطان.
إحترام رأي الجندي .
• تخوف رسول الله صلي الله عليه وسلم من ان تجتمع قريش مرة اخري وتهاجم المدينة بعد احد فدعا الى الخروج خلف العدو وهو يقول :
لا يخرج معنا إلا من شهد القتال .
فقال له عبدالله بن ابي اركب معك .
فقال له الرسول : لا .
واستجاب له المسلمون علي ما به من الجروح الشديده والخوف الشديد وقالوا : سمعا وطاعة يا رسول الله .
واتي جابر بن عبد الله يستأذنه فى الخروج معه وهو يقول .
يا رسول الله : خلفني أبي على بناته وانا اريد الخروج معك فأذن لي , فإني احب الا تشهد مشهدا إلا كنت معك فيه فأذن لي اسير معك .
فاذن له .
• وهذا الموقف الذي تحدث فيه الحباب بن المنذر وغير راي رسول الله صلي الله عليه وسلم , فليس الحباب بعلي بن ابي طالب او عثمان او عمر او الصديق أو احد اكابر الصحابة , إنما هو فرد فى الجيش , لما نزل رسول الله صلي الله عليه وسلم ادني ماء من مياه بدر .
قال الحباب بن المنذر : وهذا رأي جندي خبير , وللعجب لم يسمع عن الحباب بن المنذر إلا فى هذا الموقف وموقف اخر فقط , وكأن الله قد ارسله لنصرة المسلمين , المهم سأل رسول الله قائلا : يارسول الله : ارأيت هذا المنزل , أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا ان نتقدمه او نتأخر عنه , او هو الراي والحرب والمكيدة .
فقال رسول الله : بل هو الراي والحرب والمكيدة .
فقال الحباب : يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل فأنهض بالناس حتي نأتي ادني ماء من القوم ( أي قريش ) فننزله ونغور ما وراءه من القليب ( أي نردم ما دونه من الأبار ) ثم نبني عليه حوضا فنملأه ماءا ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون .
فقال رسول الله لقد اشرت بالرأي .
ونهض رسول الله بالراي حتي اتي اخر بئر من الأبار فى بدر فنزلوا عليه بالليل ثم أخذوا براي الحباب بن المنذر فيغبوا الأبار كلها ولم يتركوا إلا بئرا واحدا يشربون منه دون قريش .
• ومرة اخري ينفذ القائد راي جند من جنوده .
فى غزوة الأحزاب وقد خرجت العرب عن بكرة ابيهم لغزو المدينه والقضاء على شأفة الإسلام , واجتمع اهل الراي والمشورة وقدم " سلمان الفارسي " اقتراحه بحفر الخندق حول المدينه وكان امرا جديدا فى الحرب عند العرب .
وأخذ القائد براي الجندي وكلف الجيش وهو معهم بحفر الخندق حتي فقال" البراء بن عازب " رايت رسول الله يوم الخندق ينقل التراب حتي غار الغبار عني جلدة بطنه .
وبقال بان الناس قد شكوا الى رسول من الجوع وكشفوا بطونهم اليه وفم يربطون عليها الأحجار وكل رجل قد ربط على بطنه حجرا من شدة الجوع فكشف الرسول عن بطنه فإذا هو قد ربط عليها حجران .
• ومرة اخري يستمع القائد الى نصيحة جند من جنوده .
اختار رسول الله لمعسكره منزلا , فأتاه الحباب بن المنذر مرة اخري مجرب الحروب فقال :
يا رسول الله أرايت هذا المنزل انزلكه الله ام هو الراي فى الحرب ؟ .
فقال رسول الله بل هو الرأي .
فقال : يارسول الله إن هذا المنزل قريب جدا من حصن " نيكاه " وجميع مقاتلي خيبر فيها , وهم يدرن احوالنا ونحن لا ندري احوالهم وسهامهم تصل الينا وسهامنا لا تصل اليه , ولا نأمل من بيوتهم وهذه بين النخلات ومكان غائر وأرض وخيمة فأنتقل بنا يارسول الله الى مكان اخر خال من هذه المفاسد .
قال رسول الله : الراي ما أشارت به .
ثم تحول الى مكان أخر اشار به الحباب .
لا إصرار ولا إستكبار ولا عناد ولا تزمت , فلا يصح إلا الصحيح حتي لو كان من جندي بسيط هذا الراي يقال فى رأي القائد الاعلي ورئيس الدوله , فمن افضل من رسول الله صلي الله عليه وسلم .
• وفى غزوة احد القائد مرة اخري يأخذ برأي الجندي .
لما طال حصار الطائف واستعصي الحصن وأصيب المسلمون بكثير من النبال والحديد المحمي وكان اهل الحصن قد خزنوا فبه ما يكفيهم لحصار سنه .
هنا أشار نوفل بن معاوية الديلي قائلا .
يا رسول الله , هم ثعلب فى جحر إن أقمت عليه اخذته وإن تركته لم يضرك .
وهنا دعا رسول الله الجيش الى الرحيل والعودة الي المدينه . 8