مختارات شعرية
من كان يعلم أن الموت يدركهُ
والقبر مسكنه والبعث يُخرجهُ
وأنه بين جنات مزخرفةٍ
يوم القيامة أو نار ستُنضِجُهُ
فكل شيء سوى التقوى به سمِجٌ[1
ومن أقام عليه منه أسمجُهُ
ترى الذي اتخذ الدنيا له وطنا
لم يدر أن المنايا سَوْفَ تُزْعِجهُ
تذكر جميلي منذ خلقتك نُطفةً
ولا تنس تصويري ولطفيَ في الحشا
وسلم إلي الأمر واعلم بأنني
أُدَبر أحكامي وأفْعَلُ ما أشا
نبكي على الدنيا وما من معشر
جمعتهم الدنيا ولم يتفرقُوا
أين الأكاسرة الجبابرة الألى
جمعوا الكنوز فما بقين ولا بقُوا
من ذا الذي ضاق الفضاء بجيشه
حتَّى ثوى فحواه لحد ضيِّقُ
خُرْسٌ إذا نودوا كأن لم يعلموا
أن الكلام لهم حرام مُطلقُ
رثاء
قال أبو العتاهية رحمه الله يرثي رجلا اسمه حميد :
أَبَا غَانِمٍ أمَّا فِنَاكَ فواسِعٌ
وقبرُكَ معمُورُ الجوَانِبِ مُحْكَمُ
وما ينفع المقبورَ عُمْرَانُ قَبْرِهِ
إذا كان فيه جِسْمُهُ يتهدَّمُ
أَتانا أنَّ سهْلا ذَمَّ -جَهْلا
علومًا ليس يعرفهنَّ سَهلُ
علومًا لو دَراها ما قَلاها
ولكنَّ الرِّضا بالجهلِ سهلُ
ثق بالذي سواك
من عدم فإنك من عدمْ
وانظر لنفسك قبل قر
عِ السن من فرط الندمْ
واحذر وُقِيت من الورى
واصحبهمُ أعمى أصمْ
قد كنت في تيه إلى
أن لاح لي أهدى علمْ
فاقتدت نحو ضيائه
حتى خرجت من الظلم
ومن لم يُغَمِّضْ عينه عن صديقه.
.
وعن بعض ما فيهِ يمت وهْو عاتبُ
ومن يتَتَبَّع جاهدا كل عثرة
يَجدْها، ولا يسلمْ له الدهرَ صاحبُ
إذا كنت في فكري وقلبي ومقلتي
فأي مكان من مكانك ألطف
إذا ما أتيت الأمر من غير بابه
ضللت وإن تقصد إلى الباب تهتد
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته
على طرَف الهجران إن كان يعقل
الناس في طلب المعاش وإنما
بالجد يرزق منهم من يرزق
إنما أنفسنا عارية
والعواري حكمها أن تسترد
إن العدو وإن أبدى مسالمة
إذا رأى منك يوما غرة وثبا
إذا ملك لم يكن ذا هبه
فدعه فدولته ذاهبه
إذا ثارت خطوب الدهر يوما
عليك فكن لها ثبت الجنان
إذا كان رب البيت بالطبل ضاربا
فلا تلم الصبيان فيه على الرقص
إذا ما أراد الله إهلاك نملة
سمت بجناحيها إلى الجو تصعد
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا
أصبت حليما أو أصابك جاهل
إذا لم تستطع أمرا فدعه
وجاوزه إلى ما تستطيع
إذا محاسني اللاتي أتيت بها
عدت ذنوبا فقل لي كيف أعتذر ؟
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا
فأيسر ما يمر به الوحول
ألم تر أن المرء تدوى يمينه
فيقطعها عمْدا ليسلم سائرهْ ؟
* * *
إذا أنت لم تعلم طبيبك كل ما
يسؤك أبعدت الدواء عن السقم
إذا أنت حمَّلت الخؤون أمانة
فإنك قد أسندتها شر مسند
إذا أنت عبت المرء ثم أتيته
فأنت ومن تزري عليه سواء
الحادثات إذا ألم خطوبها
فلها مساو مرة ومحاسن
الخير لا يأتيك متصلا
والشر يسبق سيلَه مطرُه
العلم ينهض بالخسيس إلى العلا
والجهل يقعد بالفتى المنسوب
بنا فوق ما تشكو فصبرا لعلنا
نرى فرجا يشفي السقام قريبا
بالملح نصلح ما نخشى تغيره
فكيف بالملح إن حلت به الغير
تلوم على القطيعة من أتاها
وأنت سننتها للناس قبلي
تلجي الضرورات في الأمور إلى
سلوك ما لا يليق بالأدب
تفرقت الظباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد
تجتلي الأذن منه أحسن مما
تجتلي العين من وجود البدور
* * *
خفض الجأش واصبرن رويد ا
فالرزايا إذا توالت تولت
خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة
إن الجلوس مع العيال قبيح
سُبحَانَ مَنْ يَعفُو، وَنَهْفُو دَائِمًا
ولا يزَال مهما هفا العبد عَفَا
يعطي الذي يخطي ولا يمنعه
جلاله عن العطا لذي الخطا