قطوف رمضانية
تتسم هذه الأيام عبير أفضل وأقدس شهر من شهور السنة ، شهر أوله رحمة ووسطه مغفرة وأخره عتق من النار ، شهر أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان ، شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران ، وتصفد فيه الشياطين. "من حرم خيره فقد حُرم "، ألا وهو شهر رمضان المعظم الذي جعل الله صيامه فرضاً علي كل مسلم صحيحاً بالغاً عاقلاً ذكراً كان أو أُنثى والذي فيه تضاعف الحسنات ويعظم أجر الطاعات والمعاملات ، من صامه إيماناً وإحتسابأ غفر الله له ماتقدم من ذنبه .
فهلا إغتنمنا هذه السانحة العظيمة من عمرنا بجلائل الأعمال وكريم الصفات والخصال ، وصمنا نهاره وقمنا ليله ، وواصلنا أرحامنا وتصدقنا علي فقرائنا ، وسخرنا كل جوارحنا في عبادته ، والإخلاص والإنقياد له سبحانه وتعالي.
لاسيما ونحن في زمن أصبح فيه الإسلام مهاناً من كل الأُمم الكافرة الباغية التي لاتعلم شيئاً عن عظمته وسماحته ، وذلك لا لشيء إلا لأننا بعدنا عن قيمه ومبادئه ، وأصبحنا نلهث وراء قيم الغرب الخبيثة وأفكارهم الملحدة دون وعي أو إدراك ، بل كل همنا هو متاع الدنيا الزائل ، ونعيمها الفاني ، فإلى متي نظل هكذا ودوننا سيرة المصطفي صلوات الله وسلامه عليه القائل {" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم "} وسيرة صحابته الأخيار الذين قاموا الليل وصاموا النهار.
نسأل الله في هذا الشهر المبارك أن يعيننا علي الطاعات والتوبة عن المعاصي والسيئات فإنه شهر الذكر والتوبة والغفران.
والله الموفق ،،،